- إلياس المغتربنائب مؤسس الموقع
- رقم العضوية : 2
الدولة :
عدد المساهمات : 7389
نقاط : 432699
السٌّمعَة : 28
تاريخ التسجيل : 22/12/2012
مسيحيو سوريا: التشدد عدونا وعدو المسلمين قبلنا!
الأساسية
لئن أفرزت الثورة السورية بعض مظاهر التخوف من وصول تيار ديني متشدد إلى السلطة يقوّض مكاسب تعايش بعمر البلاد، إلا أن الطائفة المسيحية في سوريا تتشبث بمواطنتها وانتمائها الأصيل إلى بلد أنهكته الحرب. وهو تشبث التقى مع دعم الفاتيكان لبقاء مسيحيي سوريا في أرضهم وأديرتهم. أعلن رئيس المجلس الحبري "القلب الواحد" لشؤون التنمية البشرية والمسيحية في الفاتيكان الكاردينال روبرت سارا الثلاثاء أن الكنيسة لا تحبذ هجرة المسيحيين السوريين من بلدهم. وقال سارا خلال لقاء مع مسؤولي جمعية "كاريتاس" وعدد من رجال الدين المسيحيين خلال زيارة لمدرسة بطريركية اللاتين في الزرقاء بشمال-شرق عمان للإطلاع على أحوال عائلات سورية لاجئة إن "الكنيسة لا تحبذ هجرة المسيحيين من بلادهم". الفاتيكان تشجع بقاءهم وأجاب لدى سؤاله عن موقف الفاتيكان من هجرة مسيحيين من سوريا التي تشهد عنفا متصاعدا منذ نحو عامين والتسهيلات التي تقدمها إليهم دول غربية أن "سياسة الكنيسة بشكل عام لا تحبذ هجرة المسيحيين، نحن مع بقائهم في بلادهم". وأضاف "إذا كانت هناك حالات خاصة وعائلات مسيحية فقدت كل شيء وفقدت الأمل في الحياة ببلدها وتريد أن تبدأ حياة جديدة في بلد آخر فلا أحد يستطيع منعها". وأشار الكاردينال، الذي تجوّل في المدرسة مطلعا على نشاطات يقدمها متطوعو "كاريتاس" لأطفال سوريين تراوحت أعمارهم بين 6 و15 عاما إلى أن "المأساة في سوريا أثرت بشكل أكبر على الأطفال والنساء والشيوخ". واعتبر أن "الأهم هو أن نساعد من يتألم من اللاجئين ماديا ونفسيا ومعنويا، والألم المعنوي هو الأصعب لأنه من المؤلم جدا أن يشعر الإنسان بأن إنسانيته تهدم وتحطم". وأكّد الكاردينال الذي تحدث بالايطالية -فيما تولى مطران اللاتين في الأردن مارون اللحام الترجمة- أن "الكنيسة تساند الشعب السوري ماديا ومعنويا ليس فقط في سوريا، وإنما في المنطقة ككل". من جهته، قال المطران اللحام "لا خوف لدينا من وصول الإسلاميين الى الحكم في سوريا أو في أي بلد آخر إن كان الحكم معتدلا". وأضاف "أما إذا كان حكما إسلاميا متزمتا فهو سيرفض من قبل المسلم قبل المسيحي العربي الذي هو مواطن أصيل في الشرق الأوسط حتى قبل الإسلاميين". وقدمت "كاريتاس" الأردنية، وهي جمعية إنسانية غير حكومية تتبع الكنيسة الكاثوليكية، خدمات طبية وتعليمية ومساعدات إنسانية لأكثر من 40 ألف لاجئ سوري، ونحو 24 ألف لاجئ عراقي في الأردن عام 2012. وتقول مصادر أردنية إن عدد السوريين الذين لجؤوا إلى المملكة هربا من النزاع في بلدهم تجاوز 380 ألفا، يقيم منهم حوالي 83 ألف لاجئ في مخيم الزعتري شمال المملكة قرب الحدود مع سوريا. الأزمة تطال الجميع وفي نفس السياق قال مطران الكلدان في حلب أنطوان أودو الاربعاء في عمان إن مسيحيي سوريا يأملون في تحقيق "المصالحة والسلام" في هذا البلد، نافيا تهجير المسيحيين من بلدهم رغم تعرضهم " للخطر" بسبب تصاعد موجة العنف. وقال المطران أودو، الذي يرأس كذلك جمعية "كاريتاس" سوريا إن "مسيحيي سوريا يأملون المصالحة والعيش بسلام، وأن تتحقق كرامة الإنسان والسلام في سوريا وكامل المنطقة". وأضاف على هامش مؤتمر إقليمي لجمعية كاريتاس الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عقد في منطقة دابوق "غرب عمان" "لا توجد ظاهرة تهجير للمسيحيين في سوريا لكن عندما يكون هناك عدم استقرار وضيق عيش واضطراب، يحاول الكل اللجوء إلى مكان آمن وهذا ما يحصل للمسيحيين في سوريا". وأوضح أودو "لا أعتقد أن المسيحيين مستهدفون في سوريا، هناك حالة من العنف والفوضى وبالتالي المسيحيون معرضون للخطر لكن هناك أعداد هائلة من إخوتنا المسلمين من كل الأطياف تعرضوا للحرمان والتهجير". ويشكل المسيحيون، وغالبيتهم من الارثوذكس، نحو خمسة بالمئة من سكان سوريا البالغ عددهم نحو 23 مليون شخص، وبقي المسيحيون بشكل عام بمنأى عن الاحتجاجات المطالبة بإسقاط النظام السوري، التي اندلعت منتصف آذار/مارس 2011. من جانبه، قال فؤاد الطوال بطريرك القدس لطائفة اللاتين ورئيس كاريتاس الأردن وفلسطين، في كلمة ألقاها في افتتاح المؤتمر إن "آلاف السوريين، أمهات وآباء وأطفالا شبابا وصبايا، هم عرضة للبرد والعطش والجوع والإذلال في مخيمات الأردن ولبنان". وأضاف أن "أكثر من نصف مليون سوري يهيمون على وجوههم داخل سوريا، حرموا من الوصول إلى بيوتهم، كما حرمت منظمة كاريتاس من الوصول إليهم، ندائي أن خافوا الله يا صنّاع الحرب والموت". ويترأس المؤتمر، الذي يعقد على مدى ثلاثة أيام ويناقش خدمات كاريتاس في المنطقة، الكاردينال روبرت سارا رئيس المجلس الحبري "القلب الواحد" لشؤون التنمية البشرية والمسيحية في الفاتيكان، الذي سيلتقي العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في وقت لاحق من نهار اليوم. |