منتدى لبنان
مرحبا بزائرنا الكريم

هذه اللوحة تفيد انك غير مسجل

يسعدنا كثيرا انضمامك لأسرة منتدى لبنان

تسجيلك يخول إليك الذخول مجانا إلى علبة الدردشة

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى لبنان
مرحبا بزائرنا الكريم

هذه اللوحة تفيد انك غير مسجل

يسعدنا كثيرا انضمامك لأسرة منتدى لبنان

تسجيلك يخول إليك الذخول مجانا إلى علبة الدردشة
منتدى لبنان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
دخول
المواضيع الأخيرة
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 1 عُضو حالياً في هذا المنتدى :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 1 زائر

لا أحد


اذهب الى الأسفل
إلياس المغترب
إلياس المغترب
نائب مؤسس الموقع
رقم العضوية : 2
الدولة : غير معروف
عدد المساهمات : 7389
نقاط : 425019
السٌّمعَة : 28
تاريخ التسجيل : 22/12/2012

لبنان… السجن الطائفي Empty لبنان… السجن الطائفي

الإثنين يناير 28, 2013 4:02 pm

لبنان… السجن الطائفي 464demonstration_against_sectarian
مثلما كانوا يفعلون دائماً، يضع اللبنانيون اليوم أيديهم على قلوبهم وهم يستمعون إلى خطب زعمائهم السياسيين، الذين هم في الحقيقة جزء من الإرث الغامض الذي صار على الشعب اللبناني أن يحمله على ظهره، من غير أن يتساءل عن الأسباب التي تدفعه إلى القيام بذلك.زعماء رضعوا الزعامة القبلية والطائفية منذ نعومة أظفارهم. سليلو عوائل قدر لها أن تكون مهيمنة على مصير الطوائف، التي لا يرى أفرادها في انتمائهم إلى المواطنة اللبنانية إلا نوعا من الزخرف الرسمي.

كان اللبنانيون من أكثر الشعوب العربية استعداداً لمواكبة العصر في تحولاته. لا يزالون كذلك. لكن ذلك الاستعداد لم يضعف سلطة التفويض الطائفي التي يحرص الزعماء على استعمالها في بسط نفوذهم، من خلال أجهزة الحكم، حيث يتيح لهم نظام المحاصصة التسلل إلى كل مفاصل الدولة براحة.

هذا الواقع يشير إلى تناقض واضح يعيشه اللبناني بين قدرته على أن يكون معاصرا وبين انضوائه تحت عناوين دينية وطائفية ومذهبية، هي من بقايا عصور ما قبل الدولة الحديثة. يكتم اللبناني شعوره بالحرج إزاء ذلك التناقض خشية أن يخسر الانتماء الطائفي من غير أن ينعم بالمواطنة، فيُحرم من السقف الذي يحميه في إطار دولة، خذلها دستورها حين جعل من مبدأ المحاصصة شرطا لاستمرارها.

وإذا ما كان قدر لبنان الطائفي قد جر شعبه إلى مناطق الانزلاق إلى الحرب الأهلية، غير مرة في تاريخه، فإن تلك الحروب الأهلية بكل قسوتها وبشاعتها لم تؤد إلى أن تتسيد طائفة واحدة على الطوائف الأخرى.

دائماً كان اللبنانيون يخرجون من حروبهم كما دخلوا إليها. المعادلة الطائفية لا تتغير. يخسر الجميع فيما تجد النزعة الطائفية في تلك الخسائر أسباباً لتأصيل وجودها أكثر.

ولكن هل علينا أن نصدق أن اللبناني المعاصر لا يزال مصرا على الطائفية، باعتبارها الحل المتاح الوحيد لتأكيد وجوده؟ وما معنى المعاصرة في مجتمع لا يزال غير قادر على أن يضع سياسييه في مكانهم الطبيعي، كونهم منفذين لإرادته وخدما لمصالحه؟ يذكر سلوك اللبنانيين وهم يراقبون تصرفات الديكة الطائفية بانصياع وخضوع الرهائن، الذين قد تحدد لحظة طيش أو انفعال غير متوقع مصائرهم.

وكما يبدو لي فإن انشغال الشارع اللبناني بتصريحات السياسيين التي لا تمت إلى وظيفتهم الخدمية بصلة، إنما تعكس هلع اللبنانيين وخوفهم الدائم من أن يجر أولئك السياسيون بلادهم إلى التهلكة مرة أخرى.

في خيال كل لبناني يقيم شبح لحرب قد تقع كل لحظة.حرب يخسرها الجميع،غير أنها تقدم للطائفية أسبابا للاستمرار. لعبة خبر اللبنانيون فصولها.واللاعبون الكبار لم يملوا من الإمساك بالحبال المشدودة. السنيورة وميقاتي مَن منهما يحل محل الآخر؟اليوم يمسك حزب الله بالخيوط كلها فيما يضع تيار المستقبل "الحريري" خططه للإيقاع بالخصم، الذي صار ينظر إلى خصومه باعتبارهم أندادا غير أكفاء، ولا يضارعونه قوة. في المسافة بين الفريقين ما من أحد سوى الشعب المسكين. زعماء الطوائف كلهم توزعوا حول فكرة من يلوي ذراع الآخر وما من فرج يشير إلى باب مفتوح يقود إلى برية لا تشكل الأزمة فضاءها.

الحديث السياسي الناعم في لبنان إنما يعبر في حقيقته عن طموحات زعماء طائفيين، كل واحد منهم يهدد الآخر برهائنه المنسيين. أولئك الرهائن الذين لا يطلع صوتهم إلا همسا بسبب شعورهم بالعار. دائما كان هناك نوع من غسيل الأدمغة في لبنان يهدف إلى وضع اللبنانيين في خنادق متقابلة. ولم يكن تألق حزب الله إلا مثالاً على تلك الحرب الخفية التي كان اللبنانيون يشنونها، بعضهم على البعض الآخر. فالمقاومة وهي فعل نبيل لم تكن سوى حدث جانبي عارض في حياة ذلك التنظيم الطائفي. لقد وجد ذلك الحزب في ما سمي بـ"مظلومية الطائفة" إطارا لوجوده، وهو أساس عقائدي لا يمكن سوى أن يكون محاولة لاستبعاد التفكير بالظلم الذي يمكن أن يتعرض له اللبناني، بغض النظر عن طائفته.

وإذا ما كان حزب الله يمثل صورة المحتكر الرسمي لشيعة لبنان، فإن ذلك لا يمحو من الذاكرة استعراضات حزب الكتائب، يوم كان ذلك الحزب يتوهم أنه صار قادرا على احتكار الشارع المسيحي. هل يعني هذا أن اللبنانيين لا يتعلمون من أخطائهم التي قادتهم إلى ارتكاب جرائم عظيمة بحق بلادهم ومستقبل العيش فيه؟

ربما أبدو متشائما حين أقول إن لغة الرهينة المطيعة والخانعة لا تزال سائدة. يحتاج اللبنانيون إلى شيء من الشجاعة لكي يتفوقوا على أنفسهم من أجل أن يخرجوا من القمقم الطائفي الذي حبسوا أنفسهم فيه.

لم يكن حزب الكتائب حلاً ولن يكون حزب الله هو الحل. لبنان المواطنة وحده كفيل بأن يرتقي باللبنانيين إلى مستوى نبل شعورهم وتفكيرهم بمعاصرتهم.

الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى