- إلياس المغتربنائب مؤسس الموقع
- رقم العضوية : 2
الدولة :
عدد المساهمات : 7389
نقاط : 432899
السٌّمعَة : 28
تاريخ التسجيل : 22/12/2012
رزان مغربي تودع المشاهدين بعد آخر حلقة من "طنّة وغني".
كما بدأ برنامج "طنة وغني"، انتهى. الحلقة الأخيرة، جاءت بعفوية الحلقة الأولى، كي لا نقول بسذاجتها. لم نلمس نضوجاً يفرضه عادة التقدّم في الحلقات. هذا البرنامج من النوع الذي يكتب تقويمه، ثم يذهب للنوم باكراً مفوّتاً على المُشاهد رفع نخبه والاحتفاء معه بالنهاية السعيدة. مضى يسلّم الليل لوجه آخر من الساهرين. شاقٌ هو البحث عما قد يكون لافتاً في أرض لا تنبت جديداً. انها الحال أمام برامج سهلة، غير ممتنعة، مسماة ترفيهية. رزان المغربي ودّعت المشاهدين. "سأشتاق كثيراً"، قالت بعد ثلاثين حلقة دبّت الحياة في ليل تلفزيون "المستقبل" الهادئ نسبياً. كررت الرقم كأغنية تحلم بأن تُحفَظ. مثل مايا دياب، تقف، تتحرك، تغني وتتمايل على الوتيرة اياها، تراقبها كاميرا المخرج كميل طانيوس من دون ان تلتصق بها كلياً. لمايا دياب وحدها حصرية الالتصاق. في الستوديو فتيات يقاسمن رزان الصورة. يُسمَيْن راقصات ثم يتقولبن في"اكسسوارات" مطلوبة لاكتمال "العدّة" التلفزيونية. الرقص رقي مغيّب وتعبير متضارب، يتقلّص مفهومه في كل مرة يرغب المُشاهد بمزيد من الاضافات المشهدية. البرامج المبنية على "الدفاعات" تُفرح قليلاً. الأهم ان حجمها، ومهما نُفخ، يعود طبيعياً في سرعة قصوى يرفض البعض تخيلها، أو حتى تصديقها. خُدع المُشاهد كثيراً بلعبة اختيار المشتركين عشوائياً. انتظار الحلقة الأخيرة لإثبات ان العفوية مفقودة حتى في أقل البرامج تعباً على النوعية، أشبه بمضيعة وقت. اعطاء المواطن العادي فرصة الغناء في برنامج لا يسخر منه ثم يحوّله أضحوكة جماهرية، "مبدأ" يحسب لبرنامج رزان. ولكن ثمة ما يفسد في الودّ قضية. ثلاثون حلقة والحد الأدنى لشروط المشاركة فُقد كلياً. تستخفّ بنا رزان، وهي تعرّفنا على مشترك قالت انه "DJ"، وحين همّ بالغناء بدا على الأجواء دخيلاً. أغنيات ليست مستحيلة، ولم يلتقط منها حرفاً. "لولا الملامة" إحداها. مشكلة البرنامج انه لا يطلب شيئاً. تدّعي مقدمته اطلاعها على "CV" المشتركين، فقط لكي تسلينا. مضحكة البرامج الغنائية حين تظنّ المُشاهد مستوعباً غبياً. ثم تأتينا بمشتركة لم تجد حتى تسميع الأغنية ببغائياً. ترى ماذا قرأت في الـ"CV" الخاص بها؟ كان يمكن تجنّب الاستهتار الصارخ باختيار المشتركين من دون ان يتصبب العرق من جبين فريق العمل. لا مستحيل في بلد الدفّ والطبل، فالكل يريد ان "يطرب" الجمهور لمرة أولى وأخيرة. الأغنية، حين تستحسن الأذن، تتسلل اليد لا تلقائياً الى "الريموت كونترول"، وترفع الصوت. "نجوم" رزان جعلوا منطق الأمور مختلفاً. فلنقل ان المشهد برمته تركيبة لامنطقية تشبه اختراع "الفوضى البناءة" لغسل الأدمغة. تركوا سقف الترفيه منخفضاً، وإذا بالقليل يُقدَّم الينا برنامجاً. في هذا البرنامج، سمّعت إحدى المشتركات أغنية خارج الايقاع والشكل والمضمون، فإذا بالمقدمة تهنئها: "تغنين أفضل مني. برافو"! تصرفات غير مبررة، عرّضت رزان لثرثرة المُشاهد. كل المشتركين في مقاييسها "نجوم موهوبون". أحدهم "تينور" لأنه، على ذمتها، يغني بالايطالية. "التينور" سقط أمام "فيفا اسبانيا" لملحم بركات، لكن رزان أصرّت على انه نقلنا بصوته الى أجواء البندقية! تكرر السؤال على كل مشترك: ماذا لو فزت بمبلغ الـ20 ألف دولار في نهاية المنافسة؟ والأمنية تكررت أيضاً: "حظاً موفقاً، عسى المبلغ يكون من نصيبك". "نجوم" رزان، في أغلبيتهم، يحلمون بالسفر والشوبينغ. تدور الترهات في محيط رأسنا وتتحايل لحقن عقولنا بالمسكنات، ونحن نضحك إذ نخال الوضع طبيعياً. درجت العادة على ان تستضيف هذه البرامج المغنين. يُسمَّون أيضاً "نجوماً". لمَ لا طالما ان المعايير الفنية، ككل الأشياء في هذا العالم، نسبية جداً؟ مسك ختام البرنامج كان المغني نادر الأتات. الآن خسرنا عناصر تفرحنا: مقدمة "Flexible"، مغنٍ على الايقاع السريع، كاميرا رشيقة، وراقصات سيُفتقدن كثيراً. |