هل يعود السياح الخليجيون هذا الصيف إلى لبنان؟

وسط أجواء التفاؤل التي تسود بانتظار تشكيل حكومة جديدة، لا تزال المؤشرات الاقتصادية السلبية التي لازمت ولاية حكومة الرئيس نجيب ميقاتي قائمة، لكن بفارق أن الاسواق المالية تجاوبت بشكل سريع مع المناخ الايجابي المستجد. فهل ينعكس ذلك على موسم الصيف؟

قد يكون ردّ فعل الاسواق المالية على التغيير الحكومي المنتظر، سريعا ومباشرا. لكن ذلك لا ينفي أن الملفات الاقتصادية الاجتماعية الضاغطة التي فُتحت إبان حكومة ميقاتي، لا تزال قائمة، ولو ان احدها، ملف سلسلة الرتب والرواتب، تمّت احالته الى المجلس النيابي. ذلك لأن كلفة السلسلة واقتراحات تمويلها ما زالت تشكل عبئا على المالية العامية للدولة.

كما ان تراجع حركة القطاع التجاري في ظلّ تدني قدرة المستهلك الشرائية وغياب السياح، وتدهور القطاع السياحي بسبب الحظر الخليجي على لبنان، اضافة الى تراجع القطاع الصناعي وسط أزمة النقل البري عبر سوريا وانخفاض الطلب الخارجي، ما زالت جميعها واقعا قائما، حتى لو ان بعض من كان يحمّل حكومة ميقاتي مسؤولية تدهور الوضع الاقتصادي، يؤكد اليوم ان نسبة الإشغال الفندقي ارتفعت بعد اسبوعين من استقالة الحكومة من 30 في المئة الى 70 في المئة.

وبعد زوال “الذريعة” لتبرير مقاطعة السياح الخليجيين للبنان، (اسباب سياسية)، لا بدّ، واستنادا الى هذا المنطق، ان يُفكّ الحظر الخليجي ويعود السياح الخليجيون هذا الصيف الى لبنان.

في هذا الاطار، عبّر وزير الاقتصاد والتجارة في حكومة تصريف الاعمال نقولا نحاس عن أمله ” في كلّ لحظة وساعة” في عودة السياح الخليجيين الى لبنان هذا الصيف، معتبرا ان غيابهم يؤثر سلبا على لبنان “ونحن نفتقدهم”.

وفيما لفت الى انه لا يمكنه التدخّل في سياسات الحكومات، أشار نحاس لـ”الجمهورية” الى ان السفير السعودي في لبنان علي عواض العسيري سبق واوضح عبر الاعلام، ان الحظر الخليجي ليس مرتبطا بالحكومة اللبنانية ولا بأي شيء آخر سوى الوضع الاقليمي وامور اخرى استوجبت على السعودية الطلب من رعاياها أخذ جانب الحيطة والحذر، ليس بهدف مقاطعة حكومة ميقاتي، بل لأن الاوضاع الاقليمية تستدعي هكذا إجراء احتياطي.”

ورأى نحاس ان كلام العسيري في هذا الشأن، كلام مسؤول، “ونحن على غرارهم، نراقب تطوّر الوضع في المنطقة”.

وأعاد التعبير عن رأيه السابق بأن الحظر الخليجي ليس له علاقة بموضوع الحكومة، بل بالاوضاع الامنية وحالة عدم الاستقرار. وعمّا اذا كان يشعر باجواء التفاؤل التي تسود في ظل تكليف الرئيس تمام سلام تشكيل حكومة جديدة، قال نحاس: “أنتظر لأرى كيف سيتوافق اللبنانيون على قانون للانتخابات، وبعدها… لكلّ حادث حديث”.

من جهته، أكد نقيب أصحاب الفنادق بيار الأشقر ان “إرتياحا كبيرا ساد المؤسسات السياحية كافة” فور استقالة الحكومة إلى اليوم، وكشف لـ”المركزية” عن استعادة القطاع الفندقي نسبة الإشغال إلى 60 و65 في المئة ضمن العاصمة بيروت، وتوقع مزيداً من الإرتفاع في حال تشكيل الحكومة “بعيداً من المناكفات السياسية”.

وقال الأشقر ان “هذا الإرتفاع في نسبة الإشغال طاول فنادق بيروت لكون تلك الموجودة خارج العاصمة تستقطب نوعاً آخر من الزبائن، وهذه الفنادق لا تزال خاسرة لأن الزبون الأساسي الذي يحرّك عجلة الفنادق العاملة خارج يبروت، هو الأردني والسوري والإيراني الذين يرغبون في الفنادق ذات الأسعار المقبولة، كتلك المتواجدة في جونية وبرمانا والحمرا. وهؤلاء الزبائن لم يعودوا حتى اليوم، بسبب الأحداث الجارية في سوريا، خصوصاً أن الأردني والإيراني يدخلان لبنان براً عبر الأراضي السورية”.

واشار الى ان “الزبائن من الجنسيات الأخرى كالأوروبيين وغيرهم ممن كانوا متخوّفين من الحال الأمنية، قرروا العودة إلى فنادق بيروت.

ورأى الأشقر أن لبنان هو البلد الأسرع عالمياً في استعادة النهوض، لافتا الى انه في “المرة الأولى في حرب تموز من العام 2006 التي دامت 33 يوماً، امتلأت فنادق بيروت في اليوم الـ35.

المرة الثانية مع أحداث 7 أيار وبعد توقيع “اتفاق الدوحة” بأسبوع عجّت بيروت بالسياح”. وأكد أنه فور تأليف حكومة جديدة تخلق نوعاً من الإرتياح بعيداً من المناكفات السياسية، “سنرى بيروت بعد أسبوع تعجّ بحركة السياح”.