- إلياس المغتربنائب مؤسس الموقع
- رقم العضوية : 2
الدولة :
عدد المساهمات : 7389
نقاط : 432699
السٌّمعَة : 28
تاريخ التسجيل : 22/12/2012
الجنس خارج إطار الزواج يشكل فضيحة للمشاهير و مادة دسمة لصحافة الإثارة!
يشكل الزنا والخيانة والعلاقات الجنسيّة خارج إطار الحياة الزوجية، جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليوم، إلاّ أنه وعندما يتعلق الأمر بشخصية شهيرة، يتم إستغلال هذا الأمر إعلامياً إلى درجة قد تصبح فيه مسألة وطنية، وتأخذ تالياً طابع الأمن القومي... بحثاً عن الإثارة مَن غير الزوجين المعنيين قد يهتم بشأن علاقة جنسية بين إمرأة والجار الذي يقطن في الطبقة الرابعة؟ ولكن هذه العلاقة سترتقي إلى مستوى فضيحة غير متكافئة في حال كانت الجارة شخصية مرموقة أو كان الجار مطرباً شهيراً أو سياسياً معروفاً. هذه مادة دسمة للبيع على المستوى الإعلامي. يعتبر الكشف عن الحياة الحميمة للشخصيات العامة موضوعاً مشوّقاً للتسلية في مجتمعاتنا التي تسعى دائماً وراء الإثارة. والفضول يجعلنا من كبار المستهلكين للأمور غير العادية والخارجة عن المألوف أو الأعراف، ولذلك تمدّنا الصحافة بجميع أنواعها، بسيل لا ينقطع من الأمور التي تسلينا. السلطة والجنس "لدي كامل الحق بالقيام بكل ما أريد، عندما أشاء". هذا هو منطق بعض رجال السلطة الذين تعرضت مسيرتهم المهنيّة للخطر بسبب فضيحة أخلاقيّة أو جنسيّة. في هذا الإطار، وعلى سبيل المثال، نشير إلى أن الإتهامات بإرتكاب جرائم جنسيّة التي وُجهت إلى "دومينيك ستروسكان" و"بيل كلينتون" و"تايغر وودز" وغيرهم، أعادت الجدل القائم حول التجاوزات المفترضة للشخصيات النافذة والنجوم. يزخر التاريخ الحديث بأمثلة عن مسؤولين سياسيين إنهارت حياتهم المهنيّة ليس بسبب إتهامات بالإغتصاب، وإنما ببساطة بسبب الكشف عن علاقات حميمة غير شرعية. وواقع الحال هو أن إدمان الجنس أصبح موضوع الساعة رغم أن هذا النوع من الإدمان غير معترف به علمياً بأنه مرض نفسي. لكن، وفي ظل تراكم ساعات العمل، والإحساس بالحصانة، والضغط المتواصل، والنقص في الوقت، يصبح هؤلاء الرجال أكثر عرضة لمثل هذه الأمور. ثمة نمط نموذجي للرجال الذين يصابون بهذا "المرض" تحديداً: أشخاص يشغلون مناصب مهمة ويكرّسون فترة تراوح بين 16 و18 ساعة يومياً لحياتهم المهنية وهم دائمو الترحال والسفر مما يبعدهم تالياً من عائلاتهم. والأهم من ذلك، أشخاص وصلوا إلى ذروة السلطة. نذكر من بين الأسباب العميقة الكامنة وراء هذه الاضطرابات السلوكيّة، نقص الدعم العاطفي أو الحميميّة، فضلاً عن صدمات سابقة مُهملة في العديد من الحالات. وهنا يجدر الأخذ في الإعتبار المسبّبات النفسيّة التي تكمن وراء تلك الإضطرابات. الإدمان على الجنس هو "مرض" يشمل العديد من الرجال من عالم المسرح والسينما والإستعراض. ولهذا الأمر علاقة بالسلطة والحقوق التي نمنحها لذاتنا. وإدمان الجنس هو أيضاً إعتلال إجتماعي يمكن أن يدفع بعض المصابين به إلى إرتكاب الجرائم. إلاّ أنه يجب التفريق بين مدمني الجنس ومرتكبي الجرائم الجنسيّة. فالضحية الوحيدة للإدمان الجنسي هي "المريض" الفاعل نفسه. ولا نتحدث عن الجرائم إلاّ عندما يوجد إكراه على إقامة علاقة جنسيّة. كما أنه من النادر إدانة رجال السياسة بجرائم جنسيّة لأن الضحايا لا يتجرأن في معظم الحالات على التقدم بشكوى. تساؤلات ملحّة من المؤكد أننا نتحدث عن الجنس، ولكن حول ماذا تدور ماهية ما نقوله؟ ما هي نقطة الإستفهام؟ لنثير الجدل حول الأمور العادية والطبيعية؟ والتحرّش الجنسي أو الفكري، إلخ... ؟ لنضع جانباً هنا مسألة الترويج! لا يمكن موضوعاً أساسياً بأهمية الجنس يحظى بأوجه متعددة للغاية إلاّ أن يؤثر فينا: أسئلة تثير الغضب وتدفع للتساؤل بخصوص ما هو طبيعي، أو مقبول، أو مستحسن، أو مستهجن، أو ملعون، أو فاحش... على مرّ العصور والأديان والمعتقدات والتقاليد من كل حدب وصوب. وهنا تساورنا تساؤلات عن قواعد وقوانين الرغبة: هل هي نفسها بالنسبة الى الرجال والنساء؟ ألا تتغير بين العشرينات أو الخمسينات من العمر؟ ألا تختلف بالنسبة الى الشخصيات المشهيرة أو بالنسبة إلى من هم من عامة الشعب؟ ما رأي مجتمعنا اللبناني في المثلية الجنسيّة مثلاً التي كانت مدموغة بالعار في السابق واعتُبرت في ما بعد بمثابة تجسيد للإنحراف؟ ليس إستحساناً أو إيجاباً بالتأكيد... إختلفت المفردات كما نرى، ولكن الأسئلة تراوح مكانها: ما هي الحياة الجنسيّة المشبعة والمرضيّة، والمكتملة؟ ما هو الطبيعي، والعادي، والأخلاقي؟ ثمة الكثير من القطب المخفيّة والتعقيدات الإجتماعيّة. أي عمل جنسي مقبول قد يخفي عمل غير أخلاقي. فإننا غالباً ما نجهل جذور تفاصيل ومضاعفات تصرّفنا الجنسي. كم نحن بعيدون عمّا نعرفه جيداً. إلاّ أن هذا الأمر لا يجب أن يمنعنا عن البحث أو مواصلة البحث: فنحن لا يمكننا أن نصل إلى عمق الأمور إلاّ من خلال المصارحة والتجارب الصادقة، وأولاً مع أنفسنا. |