- حلا لبنانمدير عام مساعد
- الاوسمة :
الدولة :
عدد المساهمات : 935
نقاط : 193279
السٌّمعَة : 7
تاريخ التسجيل : 15/11/2013
بطاقة الشخصية
حقل النص:
سبعون عاماً من الإستقلال ضاعت في الزواريب السياسية
على الرغم من هذه المناسبات الثلاث، يشعر معظم المواطنين أن بلدهم اليوم غير مستقل، لا بل هم يعتبرون أنه لم يكن يوماً كذلك، لكن الأمر في المرحلة الحالية بات أكثر وضوحاً من أي وقت.
الطائف إنتهى
من دون الغوص في التجارب التاريخية السابقة، يمكن تأكيد هذا الأمر من خلال الواقع الحالي، حيث يتبين للمراقب السياسي أنّ لبنان ليس إلا ساحة لتقاسم النفوذ بين القوى الإقليمية والدولية. وقد ساهمت القوى السياسية الفاعلة في تكريس هذه الحالة على مدى السنوات السابقة عبر الإنغماس في الصراعات الخارجية التي من المتوقع أن تنفجر في نهاية المطاف من جديد على الأراضي اللبنانية.
في هذا السياق، يشير أحد الباحثين السياسيين إلى أن لبنان، منذ الإستقلال، ساحة للصراع بين محورين، مع العلم أن هذه المحاور تبدلت كثيراً على مدى السنوات السابقة، ويرى أن المشكلة الأساس هي في الإنتماء، إذ إنّ اللبنانيين، على الرغم من إتفاق الطائف الذي يعتبرون أنه حسم هوية لبنان وعروبته وأكد العلاقات المميزة مع سوريا واتفاقية الهدنة مع إسرائيل، غير متوافقين على دورهم وعلى علاقاتهم مع جيرانهم، بل إنّ الصيغ التي يتم إقرارها في الإتفاقيات التي تعقد في ما بينهم تعكس ميزان القوى الذي يكون قائماً بين المحورين لحظة توقيعها، ويلفت إلى التبدل الذي حصل في الدستور اللبناني بعد إتفاق الطائف، حيث كان لبنان قبل ذلك ذي وجه عربي وأصبح عربي الهوية والإنتماء.
أما بالنسبة إلى الإنقسام الحالي، يؤكد الباحث نفسه، في حديث لـ"النشرة"، أن الصيغة التي كرسها إتفاق الطائف إنتهت، وبالتالي المطلوب البحث عن صيغة جديدة ترضي جميع مكونات المجتمع اللبناني، ويرى أن الدعوات إلى عقد مؤتمر تأسيسي تأتي في هذا السياق، على الرغم من إشارته إلى أن عدم تطبيق الإتفاق في كامل بنوده هو من الأسباب التي أوصلت إلى هذه المرحلة.
ويعتبر أن التعطيل قائم على مستوى مختلف المؤسسات الدستورية بسبب الأحداث الإقليمية، ويؤكد أن قرار الدولة اللبنانية غير مستقل، وأن الرهان على الخارج واضح عند الجميع، ما يعني أن القرار سيأتي من الخارج بعد الوصول إلى التسوية المرجوة، واللبنانيون لن يكونوا إلا منفذين لها.
ماذا تقول القوى السياسية؟
من المتوقع أن تتصدر غداً البيانات المهنئة بالإستقلال من قبل مختلف القوى السياسية، التي ستجتمع أيضاً في العرض العسكري الذي سيقام في المناسبة، لتعود بعد ذلك لغة الإنقسام والإتهامات من جديد، خصوصاً أن هذه القوى منقسمة على الأسباب التي تهدد الإستقلال.
في هذا السياق، لا يوافق عضو كتلة "المستقبل" النائب سمير الجسر على الكلام أن لبنان بلد غير مستقل، ويوضح أن تصرفات البعض هي التي تخلق هذا الشعور عند المواطنين، ويرفض تحميل مسؤولية هذا الأمر إلى القوى الخارجية، حيث يؤكد أن تصرفات أبناء البلد هي الأساس في هذا الموضوع.
ويعطي النائب الجسر، في حديث لـ"النشرة"، مثالاً على ذلك عملية تشكيل الحكومة، ويعتبر أن التعطيل القائم هو بسبب مواقف بعض القوى الداخلية، مستبعدًا وجود عرقلة خارجية تمنع ذلك، وفي حال وجودها تكون بلا قيمة اذا لم تلق تجاوباً داخلياً معها.
في الجهة المقابلة، يلاحظ عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب كامل الرفاعي أن ليس هناك حماس لدى المواطنين من أجل الإحتفال بالعيد، موضحًا أن اللبنانيين لا يشعرون بوجود قوى أمنية تحميهم ولا مؤسسات دولة ترعى حقوقهم، ويلفت إلى أن الإستقلال يعني السيادة والكرامة والمواطن لا يشعر بذلك.
ويعتبر النائب الرفاعي، عبر "النشرة"، أن السبب في ذلك يعود إلى النظام السياسي الفاسد الذي لم يخلق مواطنا، ويرى أن اللبنانيين يعيشون في مزرعة من الطوائف حيث أن كل فرد تابع لزعيم معين لا إلى وطن، ويشدد على أن هذا هو الباب إلى الإرتهان إلى القوى الخارجية.
في المحصلة، هناك فئة كبيرة من اللبنانيين لا تشعر بالإستقلال في العيد هذا العام، وترى أن بلدها مرتهَنٌ إلى الخارج لا يملك قراره أكثر من أي يوم مضى، فهل هناك من مخرج من هذا الواقع