- سما بيروتمشرفة
- الدولة :
عدد المساهمات : 737
نقاط : 186477
السٌّمعَة : 7
تاريخ التسجيل : 26/11/2013
بطاقة الشخصية
حقل النص:
كلمة السيد حسن نصرالله أطل في الاحتفال التأبيني للشهيد حسان اللقيس
فإذا انهار هذا الجبل فلبنان كلّه سينهار
«نحن ندفع ثمن انتصاراتنا على العدو الصهيوني». هكذا وصف الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عملية الاغتيال التي استهدفت القيادي في المقاومة الاسلامية الشيهيد حسان اللقيس. وفي كلمة له خلال الاحتفال التأبيني الذي اقامه حزب الله للشهيد اللقيس في مجمع سيد الشهداء في الضاحية الجنوبية لبيروت، توجه نصرالله بالتعزية والتبريك الى عائلة الشهيد اللقيس وعموم اللبنانيين، مؤكدا ان كل القرائن والمعطيات تشير الى ضلوع العدو الاسرائيلي في عملية الاغتيال وذلك في سبيل الثأر للهزائم التي منوا بها على يد حزب الله واعدا بالثأر لمقتل الشهيد اللقيس، واضعا عملية الرد في سياق الحساب القديم المفتوح بين المقاومة واسرائىل. وانطلق السيد نصرالله من المؤتمر الذي نظمته 14 اذار في طرابلس لخوض الملفات الداخلية فاعتبر ان خطاب 14 آذار خطر جدا ونابع عن خلفية اقصائىة والغائية والمقصود هو اعلان حرب، مؤكدا ان المعركة هي مع اسرائيل فقط، مشددا على ان مصير اللبنانيين هو الحوار والشركة. اما حول الاعتداءات على الجيش اللبناني فقد طالب نصرالله بعدم الاستهانة بالاعتداءآت المتكررة عليه داعيا الي حمايته والحفاظ عليه كآخر مؤسسة فاعلة في الدولة معتبرا انه اذا انهار هذا الجبل المتمثل بالجيش فلبنان كله سينهار.
وفي الملف الحكومي، اعتبر نصرالله ان اي حديث عن حكومة حيادية هو خداع محذرا الجميع من التفكير في حكومة امر واقع مضيفا لدى البعض في لبنان ممنوع على احد ان يكون وسطيا وسأل كيف تريدون تشكيل حكومة حيادية؟ فهذا تضليل.
ودعا الى تبني مطلب حكومة وطنية جامعة. اما في الملف الرئاسي، فقد اكد نصرالله ان لا احدا يريد الفراغ في الرئاسة داعيا الى اتخاذ قرار وطني بعيدا عن اي حسابات خارجية لانتخاب رئيس قوي للجمهورية.
وحول المعطيات الحالية في سوريا، شدد نصرالله على ان التكفيريين يشكلون خطرا على كل من سواهم من كل الطوائف والمذاهب والمعتقدات حاسما قتال حزب الله في سوريا باعتباره معركة وجود وقراراً نهائياً حاسماً قاطعاً ولا يبدل فيه شيئا وقال: الموضوع في سوريا بالنسبة الينا اعمق بكثير مما تعتقدون. وختم نصرالله مشيرا الى جهة اقليمية تريد اخذ البلد الى التفجير نتيجة غضبها وفشلها في سوريا.
وتطرق الامين العام لحزب الله الى عملية اغتيال القائد الحاج حسان اللقيس معزيا عائلته، فقال: «بالنسبة لعملية الإغتيال، كل القرائن والمؤشرات والمعطيات التي تجمعت لدينا تؤكد وتدل على اتهامنا الأول الذي وجهناه، وهو الاتهام للعدو الإسرائيلي، وأضفنا إليها محاولات الاغتيال السابقة، لأن الحاج حسان تعرض لأكثر من محاولة اغتيال فاشلة، والعدو أيضاً تحدث عن محاولات الاغتيال هذه. أيضاً لو لاحظتم أيها الإخوة والأخوات التعاطي الإعلامي على مدى أيام، إعلام العدو الإسرائيلي وتلفزيوناته وصحفه ومحللوه، أستطيع أن أقول وأنا تابعت كما هي العادة في المتابعة ما قالوا عن الحاج حسان وعن عملية الاغتيال، أستطيع أن أقول إنهم لامسوا التبني الرسمي لعملية الاغتيال.
في كل الأحوال، التحقيق سوف يستمر، لكن ما وصلنا إليه من خلال ما تجمع لدينا من معطيات وقرائن تؤكد هذا الاتهام، وهذا ليس اتهاماً سياسياً، وإنما يستند إلى المعطيات والقرائن.
كل ما قيل بعد استشهاد الحاج حسان ـ والآن مطلق شخص ينزل على التويتر وعلى وسائل التواصل الاجتماعي الذي يريد ويتبنَّى ـ جزء مما قيل هو كلام عبثي، وجزء مما قيل هو للتحريض المذهبي وخصوصاً عندما يتم إدخال العنوان السنّي مثلاً.
جزء مما قيل هو للتحريض المذهبي، عندما يتم إدخال عنوان السنّة في عملية الاغتيال، وجزء مما قيل قد يكون للتضليل الذي قد يعتمده الاسرائيلي لإبعاد الشبهة عنه، ولحرف الصراع في اتجاه آخر.
اننا ندفع ثمن التزامنا الدائم المستمر بقضية المقاومة وبقائنا في موقع المقاومة وعملنا للجهوزية الحقيقية التي تردع العدو».
وعن الحملات الاعلامية ضد الحزب وسقوط اعداد كبيرة من الشهداء قال» انهم يكذبون، وهم يعرفون انهم يكذبون. عندما نأتي ونقول لجمهور حزب الله وللشعب اللبناني ولمحبي المقاومة، أنه «في«اليومين ثلاثة»، الجمعة الماضية يوجد 500 شهيد لحزب الله في الغوطة الشرقية». طبعاً، يوجد أناس يتألمون،«أناس ينوهلون»، أناس يصدقون. المطلوب المسّ بالإرادة وبالمعنويات، أو القول لكم ان تكلفة موقفكم غالٍ جداً جداً جداً، وعليكم أن تعيدوا النظر في هذا الموقف، لكن هم يعرفون أنهم يكذبون.
واشار الى ان هذه الحرب الشعواء التي تشاهدونها الآن وفي الماضي، هذه ليس لها علاقة بالخلاف على الحكومة، هذه ليس لها علاقة بالخلاف على الشأن السياسي اللبناني ـ حتى لا يشتبه أحد ـ هذه ليس لها علاقة بأنه اتفقنا على رئيس حكومة أو اختلفنا على رئيس حكومة، أو اتفقنا على قانون انتخابات أو اختلقنا على قانون انتخابات، هذا ظاهر القضية. الموضوع أعمق من هذا بكثير، الموضوع له صلة بالمقاومة وإرادة المقاومة ومشروع المقاومة وتسقيط المقاومة.
لذلك نحن نعتبر أننا ندفع هذا الثمن وأن هذه الأثمان هي جزء من المعركة، نحن نتفهم ذلك، نعتبرها جزءاً من المعركة... قولوا ما شئتم، لكن بالنسبة إلينا هذا الطريق الذي نسلكه ما زال طريق الشهادة، لأنه طريق المقاومة. مقاومتنا هي مقاومة الميدان، وليست مقاومة الصالونات والحياة المترفة والمرفهة، وإنما المقاومة التي قدمت الشهداء جاهزة دائماً لتقديم الشهداء من أجل تحقيق هذه الأهداف العظيمة والنبيلة».
} تصعيد 14 آذار باتجاه حزب الله خطر جدا }
واكد نصر الله اننا «نتحمل هذه الأثمان ونصبر عليها ونعتز بها ، اذهبوا إلى عوائل الشهداء، لن تسمعوا إلا كلاماً واحداً «اللهم تقبل منا هذا القربان».
أما كل ما يحاول ـ من أصحاب الحرب النفسية تلك ـ أن يتحدث عن توتر في جمهور المقاومة، عن تحسس، عن تشكيك، عن حالة غضب في داخل عوائل الشهداء، فهم يحاولوا أن يصنعوا (ذلك)، هذا من أكاذيبهم، هذه خيالاتهم، هذه أمانيهم، هم عندما يتكلمون عن هذه الأعداد من الشهداء، كم هي أعداد المقاتلين أصلاً حتى تتكلموا بهذه الأعداد من الشهداء؟
اضاف: ان من يحاول أن يشكك في تصميم وإرادة وعزم جمهور المقاومة وعوائل المقاومين ورجال المقاومة، أنا أقول لهم حتى هذه اللحظة، نحن ما زلنا نشارك في دائرة متواضعة ومحدودة ومسيرة ولم نصل إلى مرحلة، لا أن أعقد أنا اجتماعاً داخلياً أو أي من أخواني ليشجع المجاهدين على الالتحاق في ساحة القتال التي نطلبها منهم، ولم أصل إلى مرحلة أن أخرج في خطاب جماهيري لأعلن تعبئة عامة، لم نصل إلى هذه المرحلة حتى الآن. وأنا أؤكد حسب معطيات المنطقة الميدانية والوقائع الميدانية وتحولات المنطقة الإقليمية والسياسية والدولية يبدو أننا لن نحتاج إلى شيء من هذا في المستقبل.
واعتبر ان «اغتيال اللقيس ليس حادثة عابرة بيننا وبين الإسرائيلي. لا يتوهم أحد، لا العدو ولا الصديق، ليس حادثة عابرة أنهم قتلوا واحداً من قادتنا وقُضي الأمر، وشيّعنا الشهيد، اللهّم تقبل منا هذا القربان. لا، نحن يوجد حساب مفتوح بيننا وبين الإسرائيلي، وهذا الحساب ما يزال مفتوحاً، وهناك حساب قديم وحساب جديد وهنا حساب يتجدد. وإذا كان الإسرائيلي يظن في موضوع التوقيت أنه هو اختار الوقت الذي يتصور فيه أن حزب الله مشغول و«معجوق» والوضع في لبنان لا معالم له والوضع في المنطقة «لا أعرف كيف»، وهذا يجعل الاسرائيلي خارج الحساب. أنا اليوم في حفل تكريم الشهيد القائد الحاج حسان اللقيس أقول لكم: أنتم مخطئون، هذا الحساب مفتوح منذ الشيخ راغب، منذ السيد عباس، إلى الحاج عماد مغنية إلى حسان اللقيس، وسيبقى مفتوحاً. القتلة سيُعاقبون، إن عاجلاً أم آجلاً، ودماء شهدائنا ـ كبيرهم وصغيرهم ـ لن تذهب هدراً في يوم من الأيام. الذين قتلوا إخواننا لن يأمنوا في أي مكان من العالم، لن يأمنوا، والقصاص آت، القصاص آت.
وفي الشأن السياسي، رأى نصر الله ان هناك «في الأيام الأخيرة تصعيد لهجة غير مسبوق باعتقادي من قبل الفريق الآخر، فريق 14 اذار».
واشار الى ان المؤشر لهذا الأمر هو التصعيد في الخطابات المكتوبة وليس فقط في المواقف المرتجلة، وقال: «هناك نص مكتوب ويُقرأ ومطبوع أيضاً. ذلك يعني أن هناك توجهاً يمكن أن يُبنى عليه، الذي حصل في إعلان طرابلس قبل أيام من قوى 14 اذار، هناك شيء خطر جداً قيل، وأنا في رأيي هذا أمر غير مسبوق وجديد، حين يتم الكلام عن ظاهرة التكفيريين والتطرف والتعصب والغلو من أي جهة يقولون «رفضنا ورفضنا..»، ثم يقولون «كما نرفض التطرف وشطط بعض غلاة الشيعة الآتي من طهران عبر سياسة ولاية الفقيه العابرة للحدود السياسية، هذه السياسة التي أقصت وكفّرت وفجّرت وقتلت».
واضاف: «لا أريد أن أناقش المضمون إن كان هذا صحيحاً أم خطأ، لأن هذا الكلام فارغ. أنتم وصفتمونا أننا تكفيريون وأننا إقصائيون وأننا مفجرون وأننا قَتَلة. هذا الكلام ما المقصود منه؟
إذا كان هذا الخطاب مقصود فيه أنه «لا خط للرجعة»، وبالتالي تم «تصنيف» هذه الجهة، الجهة المهمة في لبنان، الجهة الكبيرة في لبنان، إذا هؤلاء «خلص» شطبوا من الحسابات اللبنانية، وبالتالي القرار هو إقصاؤهم، إلغاؤهم، وبالتالي صدرت فتوى بتحليل دمهم باعتبارهم قَتَلة وباعتبارهم تكفيريين، باعتبارهم غلاة، باعتبارهم تفجيريين «دعونا نفهم هذا الموضوع». إذا كان هناك إعلان حرب قولوا لنا، إن كان هناك إعلان حرب، نحن «ترى ما بدنا نعمل حرب معكم» و«نحن مش فاضيين لكم» ونحن معركتنا مع الإسرائيلي لكن«ما حدا يلعب معنا»، لكن نحن «ما حدا يلعب معنا»، شو خلفية هذه الكلام، نحب أن نفهم؟
ولفت الى الفرضية الثانية وهي: «أنه لا، المقصود أن هذا جزء من الحملة والضجيج الإعلامي والضغط الإعلامي والضغط السياسي والضغط النفسي، نأتي لحزب الله ونقول له أنت متطرف وأنت تكفيري وأنت قاتل وأنت وأنت ... حتى يتراجع ويضعف ويتنازل ويسلم لنا بما نريد.
إذا كان هذا هو الهدف فاحترموا عقول جمهوركم وعواطفهم وقلوبهم. أنا ادعو كل الأطراف السياسية في لبنان، انه مهما كان التصعيد بالخطاب فليترك الناس مكاناً للصلح، كما يقال «خلّي خط رجعة». إلا إذا وصلنا إلى مكان كلنا بتنا مقتنعين: «خلص، عيش مشترك ما فيه»، إمكانية تعايش لا يوجد، إمكانية شراكة «ما في إمكانية»، تعايش سلمي «ما فيه إمكانية» بتنا نعمل بحالنا في لبنان كما يحصل في بقية البلدان العربية، فهذا بحث آخر. لكن طالما هناك قناعة أو ثقافة أو إرادة أو بعض قناعة أو ثقافة أو إرادة أنه لا، في لبنان في نهاية المطاف سنكون معاً ونجلس إلى طاولة حوار ونشارك معا في الحكومة معاً وندير البلد معاً فلنبقِ نحن وغيرنا، وهم فليبقوا مكاناً للصلح احتراماً لعواطف الناس وعقول الناس وإرادة الناس، أيضا إحتراما لكراماتنا، لأنه عندما نوجه لبعضنا هذا المستوى من الصفات الخطرة والحادة، ما هو المنطق الذي سيجعلنا لاحقاً نجلس بعضنا مع بعض؟
وعن الاعتداءات على الجيش قال : «الإعتداءات التي تعرض لها الجيش اللبناني وحواجزه في الآونة الأخيرة لا يستهين بها أحد، ولا يستهيننّ أحد بهذا الموضوع.
نحن حزب الله، في اليوم الأول والثاني والثالث لم نصدر بياناً ولم نعلّق حتى لا يقول أحد إننا نستفيد من هذه الحادثة، وتعرفون المناخ المذهبي والطائفي الموجود في البلد، المدينة، مدينة صيدا، طبيعة الشباب الذين سقطوا قتلى، كل هذا نحن نأخذه في عين الاعتبار، ونحن حريصون جداً لا نود «رش ملح على الجرح». في أي مكان نستطيع تقطيب الجرح نقطبه، هذه مصلحتنا كلنا معاً، هذه ليست مصلحة حزبية وطائفية ومناطقية، هذه مصلحة البلد.
لكن من زاوية ثانية لا يجوز أن يقلل أحد من خطورة ما حصل، لأنه بالبعد الفكري والعقائدي والمعنوي والروحي هذا خطر جداً، ما حدث بدلالاته خطر جداً. هذا أخطر من تفجير السفارة الإيرانية أو وضع سيارة مفخخة في البقاع أو بيروت أو في الضاحية أو قصف بالصواريخ على الهرمل، وبالامس قالوا بين القاع ورأس بعلبك «لا ادري أين بالتحديد»، هذا أخطر بكثير.
لذلك نحن ندعو أولاً إلى التوقف والتأمل،«ما حدا يأخذها» لا بالعصبية ولا بالخصومة السياسية ولا بالانفعال. لا، نحتاج لوقفة حقيقية وتأمل اللبنانيين جميعاً، القوى السياسية، الشعب اللبناني، بالنهاية الحادثة خطرة، هذه يمكن أن تكون بداية مسار.
ودعا إلى «حماية الجيش المؤسسة التي ما زال عليها اجماع وطني. بقية المؤسسات يتم تصنيفها طائفياً ومذهبياً. مؤسسة الجيش ما زالت تحظى بالاحترام الوطني وبالإجماع الوطني بنسبة كبيرة جداً. أنا اقول هي بقية الدولة، يعني إذا لا سمح الله، مؤسسات تعطلت أو انهارت وبقي الجيش، يمكن على هذا الجبل أن نسند ونعيد البناء، لكن إذا هذا تم تمزيقه وتشتيته وتضعيفه وتسقيطه لا يبقى شيء، البلد كله يضيع، والناس كلهم يضيعون.
وطالب بـ «عدم التشكيك في الجيش» قائلا: « أنا أقترح من الآن فصاعداً، نتيجة خطورة الوضع الذي نمر به في لبنان والمنطقة، ونتيجة أن الجيش اللبناني هو خشبة الخلاص، بل هو في الحد الأدنى حزام الأمان المتبقي لهذا الوطن وهذا الشعب، لنعمل على حراسته ونحافظ عليه وحتى إن كانت لدينا ملاحظات أو لدينا انتقادات نحن أو غيرنا، مثلما نفعل حالياً، يذهب وفد نواب أو مسؤولين، يزور قائد الجيش أو المسؤولين في قيادة الجيش، ويقول له نحن لدينا هذه الملاحظات، لدينا ملاحظات نقولها لكن لا نقولها في الإعلام، لنلتزم بهذا، لنبقِ هذه المؤسسة محفوظة بكرامتها وبمصداقيتها وبثقة الناس بها حتى نستطيع أن نبني عليها للمستقبل».
وتابع: «أحياناً يُطالب الجيش اللبناني بالحسم العسكري. في بلد مثل لبنان هذا ليس سهلاً، لكن «كتّر خير الجيش أنه يقبل ان يقوم بهذا الدور الإطفائي».حسناً، إذا خرّبنا اطفائيتنا، كيف نطفئ النار ونرى المنطقة من حولنا ملتهبة؟».
وعن مسألة الحكومة قال: «ما زلنا نعتقد بلزوم تشكيل حكومة سياسية جامعة، حكومة وحدة وطنية حقيقية. وحكومة الحياد في رأينا هي حكومة خداع. في لبنان لا يوجد حياديون».
وسأل: «أين الحياديون في لبنان؟«ممنوع حدا يحب، يا إخوان ممنوع حدا يحب حدا»،«ممنوع حدا يحترم حدا»، ليس مقبولاً أن يكون أحد مقبول بالنصف، هذا الوضع في لبنان، «هيك ممنوع». ولذلك سريعاً يتم تصنيف الناس وحرق الناس والهجوم على الناس وهتك حرمات الناس، ويقال هناك حياديون، وتودّون تشكيل حكومة حيادية؟ هذا خداع وهذا تضليل».
وقال:«نحن لا ننصح أحداً بالاقدام على تشكيل حكومة أمر واقع، ونقطة على أول السطر».
وعن انتخابات رئاسة الجمهورية، اكد نصر الله اهمية هذا الاستحقاق، وقال: «لا أعتقد أن أحدنا في لبنان يريد الفراغ في الرئاسة، لا أحد، حتى المتشددون من قوى 14 آذار، ولا يوجد أحد من قوى 8 آذار أو من بقية الحلفاء يريد الفراغ في الرئاسة، لا أريد ذلك ولا أعتقد ذلك، ومصلحتنا جميعاً أن يكون هناك رئيس جمهورية.
ولفت الى ان «اللبنانيين اليوم أمام فرصة تاريخية، إما أنهم قادرون بالكامل و 100 % وبإرادة لبنانية داخلية وطنية 100 % أن ينتخبوا رئيسهم، يعني هذه الفرصة متاحة، أو اذا لم نقل بهذا المقدار ولم نبالغ، فبالتأكيد اللبنانيون يملكون اليوم هامشاً من حرية القرار الداخلي كبير جداً لم يسبق له مثيل في الماضي بسبب الوضع الإقليمي والوضع الدولي. حسنا، هذا الأمر يضع القوى السياسية والقيادات السياسية في لبنان أمام استحقاق كبير، ان هذه القوى السياسية وهذا الشعب اللبناني وهذه القيادات جديرة بأن تدير البلد من دون وصايات خارجية، من دون رعاية إقليمية ودولية.
وسأل: «كيف يمكننا أن ننجز هذا؟ بالأخذ في عين الاعتبار كل الظروف التي توجد في البلد. نحن في حزب الله نرفض الفراغ بشكل قاطع ونرى أن بديله الوحيد هو انتخاب رئيس جديد في الموعد المحدد وسنبذل كل جهدنا ومع حلفائنا لتحقيق ذلك، ومن الطبيعي أن يكون للفريق السياسي الذي ننتمي إليه، أن يكون له مرشح قوي ومناسب وملائم لهذه المرحلة الصعبة التي يمر بها لبنان والمنطقة بل والعالم».
وعن المعركة في سوريا قال : «عندما يُحكى عن تهديد الأقليات، كلا، هذ الاتجاه التكفيري ليس تهديداً للأقليات، هذا تهديد لكل من سواه، وانتبه هنا جيداً، ليس لكل من سواه فكرياً، يعني ممكن شخص آخر يكون لديه الفكر نفس وتكفيري مثله وقاعدة مثله ولكن تنظيم آخر. ألا تسمعون عن القتال بين داعش وجبهة النصرة، وكلاهما تكفيري قاعدي يبايع أميرا واحداً وهو أيمن الظواهري، وينتمي إلى مدرسة واحدة وإلى مؤسس واحد ويتبنى أدبيات واحدة ويطرح أهدافاً واحدة، « جبهة النصرة أمس قاموا بتعديل الخطاب قليلاً»، هذا لديه علاقة بجنيف 2 إلخ.
حسناً، ألا تسمعون، ألا ترون ماذا يفعل هؤلاء بهؤلاء؟ كيف يقتل بعضهم بعضاً، ويسبون نساء بعضهم البعض، ويسفكون دماء بعضهم البعض، وينهبون أموال وممتلكات بعضهم البعض».
واكد ان الذي يجري في سوريا قتل طائفي؟ كلا، الجزء الأكبر من الجيش السوري الذي يقاتل والذي يُستشهد والذي يقتل ويُقتَل ويُقطَع رأسه ويُفتَح صدره هو من الطائفة السنية الكريمة، فالموضوع ليس طائفيّاً ومذهبيّاً، هناك عقل تكفيري يستهدف كلّ من سواه، لا يلتبس عليه أحد هذا الموقف و«يغلط» بالتقييم.
وتوجه الى الفريق الاخر بالقول: «تضيّعون وقتكم على الفاضي، وتصرفون مالاً على الفاضي وتتعبون أعصاب جماعتكم على الفاضي وتستنزفون أنفسكم على الفاضي، فلا فائدة.
نحن عندما كنّا في المقاومة ثلاثة أرباع العالم كان يسبّنا في الخارج، نحن إرهاب ومنظمة إرهابية، وموضوعون على لوائح الإرهاب، ومحارَبون ومصادَرون، ومن يتصل بنا يزج في الحبس، هذا لم يغير شيئا من موقفنا وقناعتنا.
والآن أنا أقول لهم: هذا لن يغيّر من موقفنا في موضوع سوريا، لأنّ موضوع سوريا في نظرنا هو معركة وجود، وليس معركة امتيازات وهو ليس معركة وجود لنا ووجود لحزب الله، بل هو معركة وجود للبنان ولسوريا ولفلسطين وللقضية الفلسطينية ولكل مشروع المقاومة في المنطقة. هذا لن يجدي نفعاً، قرارنا نهائي وحاسم وقاطع، ولا يقدم به شيء ولا يؤخر به شيء».
وعن اعداد شهداء الحزب في سوريا، قال: «ذهبوا ليثبتوا أنّ هناك هذا العدد وعملوا حملة الألف شهيد، أتوا بالأحياء ووضعوا صورهم ولا يزالون أحياء يرزقون، وهناك أناس استشهدوا في المعركة مع إسرائيل وضعوا صورهم، والآن الحملة توقفت لأنّهم من أين سيجدون الألف! لا يوجد، لكن انظروا إلى قدر الإساءة الكبيرة، قد يجوز أن تختلف مع شخص وتقولون الكلام ويهجم عليك وتهجم عليه وتصفه ويصفك ويمكن أن تسبه ويسبّك، لكن أن يدق بالعرض؟ نحن شهداؤنا عرضنا، مفهوم؟ الذي يسيء لهم يسيء لعرضنا، لا أحد يلعب هذه اللعبة، واتركوا الشهداء على حدة.
سمعت منذ عدة أيام أحد نواب 14 آذار يقول ان : فلينسحب حزب الله من سوريا وليشكّل الحكومة التي يريد، وأنا رأيت العنوان ولم أقرأ النص، وهل يضع شروطاً زائدة في النص لا أدري، لكن لفتني العنوان، يعني هل هذا هو مقدار قصة وجودنا في سوريا وأنتم مهتمون بهذا الموضوع، حسناً إذا نحن يقتل لنا مئتان وخمسمئة وألف وألفان وثلاثة (آلاف شهيد) «ليش أنتم زعلانين؟»، «عن جد قلبكم محروق علينا؟»، أم أنتم شامتون بنا عندما تقولون مئتين وثلاثمئة وخمسمئة ويسير سريعاً نحو الألف، تضعونها لثلاثة أيام في شريط الأخبار، هذه شماتة أو حرقة قلب علينا؟
إذا حرقة قلب علينا فنحن ممنونون، وإذا شماتة فلا داعي لهذا الموضوع.
} وجودنا في سوريا معركة مصير امة }
اضاف : بكل الأحوال، يقول لك فلينسحب حزب الله من سوريا وليشكّل الحكومة التي يريد، أنتم مشتبهون، الموضوع في سوريا بالنسبة إلينا ليس موضوع سلطة في لبنان، ولا موضوع حكومة في لبنان، ولا موضوع امتيازات، الموضوع أكبر من ذلك وأعمق من ذلك وأهم من ذلك وأخطر من ذلك، وهذه لعبة السلطة أذكّر كبارهم وقد لا يعلم صغارهم وقد يفاجأ صغارهم، أنّه عام 2005 عرضت علينا كل السلطة على أن نساوم على المقاومة وما ساومنا لأنّه في المكان الذي توجد فيه قضية كبيرة تصبح السلطة تفصيلاً. و«نحن ولا يوم كنّا طلاب سلطة»، ولا تعني لنا السلطة شيئاً، ولذلك عندما تكون هناك معركة وجود ومعركة مصير أمّة ومصير منطقة ومصير مقدسات لا يلعب أحد معنا لعبة صغار اسمها سلطة ووزارات وحكومة.
مسألة وجودنا في سوريا هذا سياقها، سياقها الاستراتيجي الكبير، هذه ليست قضية خصومات داخلية، يعني أنا أقاتل في سوريا لأجل أن لا تتغلبوا عليّ في لبنان، كلا.
أنا أقاتل في سوريا لأنه يوجد مصير سوريا ولبنان وفلسطين وكل المنطقة، يوجد مصير مقدسات هذه الأمة.
واسف لأنه «يبدو أن هناك في مكان ما ـ ليس من العالم ـ بل من الإقليم، من وصل إلى مرحلة، نتيجة غضبه وحقده وفشله وانسداد الآفاق في وجهه، يريد أن يأخذ البلد إلى التفجير. يقلقني أن أقول هذا، يؤسفني أن أقول للبنانيين هذا، لذلك يجب الحذر، لذلك قلت بموضوع الجيش أنه يحتاج إلى وقفة تأمل كبيرة».
ودعا الى التنبه «من أن يكون هناك شيء جديد في المنطقة اسمه «أحد لم يعد يرى أمامه»، كان ما يزال يرى قليلا أمامه لانه يتأمل بالنصر في سوريا، إذن حيّدوا لبنان، طوّلوا بالكم في لبنان، ضعوا الجيش اللبناني جانباً، تريدون أن تفلتوا؟ افلتوا على حزب الله، على بيئة حزب الله.
لكن القلق والخشية أن يكون هناك أحد ما (هل أقول لكم الحرف الأول من اسمه؟!)، أن يكون هناك أحد ما قد أُغلقت الأمور في وجهه، لا يوجد أفق، لا توجد نجاح، لا يوجد إمكانية انتصار، فيأخذ الأمور كآخر همه: لبنان؟ وما الفارق؟؟ فليخرب لبنان... فلتخرب كل الدول الأخرى، وليس لديه أي مشكلة، هؤلاء جالسون في قصورهم، يأكلون ويشربون ويتنعمون ويسافرون «ويشمون الهواء» ويسبحون ويبحرون باليخوت، وما الذي يفرق لديهم؟ أن هناك ملايين النازحيين يعيشون بالخيم، وجرفتهم السيول، وماتوا من الجوع، ويموتون من البرد، فما الذي يقدم ويؤخر يعني؟ أنه يوجد بلد يتدمر، أو بلدان أو ثلاثة بلدان، فما المشكلة لديهم»؟
وختم: «أدق ناقوس الخطر وأقول كلا، يوجد شيء جديد يتطلب من المسؤولين اللبنانيين ومن القيادات السياسية وأيضاً من وسائل الإعلام التي تؤدي دوراً مهما وكبيراً أن ينتبهوا، هناك شيء جديد، يوجد خطر جديد، يتطلب الدقة منا جميعاً في التعاطي مع المرحلة، يتطلب تحملاً، يتطلب صبراً، يتطلب أن لا نماشي خطط تفجير في حال هناك أحد قادم على خطط تفجير من هذا النوع، وبالتالي يجب أن نحمل كلنا معاً المسؤولية.
وعاهد شهيدنا القائد اللقيس وكل رفاق دربه الذين كان يعمل معهم، كما نعاهد قادتنا الشهداء، من السيد عباس إلى الشيخ راغب إلى الحاج عماد إلى كل شهيد من شهدائنا، أن مقاومتكم يا قادتنا وأحباءنا وأعزاءنا موجودة في عقولنا، في ضمائرنا، في قلوبنا، في الدم الذي يجري في عروقنا، في اهدافنا، في مسارنا، في أولوياتنا، أنتم الذين وصلتم ونحن نعاهدكم أن نكمل الدرب ولن نبدل تبديلاً، ولو أطبقت السموات على الأرض».
- العربيعضو مميز
- الاوسمة :
الدولة :
عدد المساهمات : 329
نقاط : 171114
السٌّمعَة : 3
تاريخ التسجيل : 28/11/2013
رد: كلمة السيد حسن نصرالله أطل في الاحتفال التأبيني للشهيد حسان اللقيس
وكلماته واضحة وصريحة
انه رجل الوعد الصادق
امد الله في عمره وعمر كل شريف يعشق ويجاهد من اجل وطنه
سما يسلمو ايديكي والف الف شكر الك
- هيامةمدير عام
- الاوسمة :
الدولة :
عدد المساهمات : 1921
نقاط : 245508
السٌّمعَة : 16
تاريخ التسجيل : 20/06/2013
بطاقة الشخصية
حقل النص:
رد: كلمة السيد حسن نصرالله أطل في الاحتفال التأبيني للشهيد حسان اللقيس
هذا الرجل الكبير الذي قلد للبنان وللعالم العربي الكثير الكثير لا يستحق إلا كل تقدير واحترام.
وحب السيدة فيروز لهذا الكبير، يعبر عن حب ملاين الملاين من العرب له.
دمتي سما