- إلياس المغتربنائب مؤسس الموقع
- رقم العضوية : 2
الدولة :
عدد المساهمات : 7389
نقاط : 432739
السٌّمعَة : 28
تاريخ التسجيل : 22/12/2012
العذرية شهادة إثبات "صلاحية" المرأة العربية
معظم الرجال يرفضون في المجتمعات العربية والاسلامية الزواج من المرأة التي تكون لها علاقات جنسية سابقة، ويعتبرون ان عذريتها معيار لشرفها وعفتها. لندن – تنظر أغلب المجتمعات العربية الى غشاء بكارة المرأة على أنه "شهادة صلاحية ومطابقة لمعايير الجودة"، ويعتبر الرجال عذرية المرأة مؤشرا على عفتها وشرفها وشهادة على حسن سيرتها وسلوكها. وتقتل سنويا أكثر من 5000 فتاة في الشرق الأوسط وغرب آسيا المسلمة بالحرق او قطع الرأس او بالعيارات النارية والطعن بالسكاكين والخنق والرجم بالحجارة تحت ذريعة حفظ شرف العائلة. وتتصدر الأردن قائمة الجرائم، تتبعها مصر وغزة والضفة الغربية وسوريا والعراق وفي العالم الإسلامي باكستان، وتتبوأ أفغانستان قمة الإجرام في حق النساء وفي السنوات القليلة الماضية انضمت الصومال الى القائمة. ويشير تقرير بريطاني الى ان عدد النساء اللواتي يتعرضن للقتل على يد أفراد أسرهن او قبيلتهن أو ما يسمى بالمحاكم القبلية يبلغ 20 ألف امرأة سنويا وجل هذه الجرائم تقع في الدول الإسلامية وعلى رأسها باكستان وإيران وتركيا والعراق. وأظهرت الإحصاءات الاخيرة أن جرائم الشرف في بريطانيا تتزايد بشكل سريع، حيث بلغ عددها في العام 2011، 2823 جريمة مسجلة لدى الشرطة. وسجلت 2823 حادثة من هذا النوع في العام 2010 في بريطانيا، ويقدّر حدوث قرابة 500 حادثة أخرى خلال العام المذكور لم ترد بيانات عنها. وقد زاد عدد جرائم الشرف في 12 منطقة بريطانية وردت معلومات بشأنها من 938 جريمة في العام 2009 إلى 1381 في العام 2010. وفي العاصمة لندن تضاعفت هذه الجرائم أكثر من مرتين إذ ارتفعت من 235 إلى 495، أما في مانشيستر فقد زادت من 105 إلى 189. وترتكب جرائم الشرف بفعل سلطة العادات الاجتماعية، فأغلب العائلات تفضل أن تتمكن من مداراة فقدان الانثى لعذريتها خارج نطاق الزواج، ولكن وإن تعذر عليها ذلك، وافتضح الأمر، عن طريق الشائعات، أو بسبب ظهور علامات الحمل على الفتاة، يكون الخيار محدوداً، وتحت هذا الضغط الاجتماعي تكون اقرب الحلول امام اسرة الفتاة قتلها لمداراة الفضيحة وغسلا لعار العائلة. وتواجه نساء عراقيات أوامر قضائية تنص على إجراء فحوص عذرية لهن عشية الزواج، أو حتى بعد الليلة الأولى، ما يعرض المرأة لإحراج كبير، ولخطر اكبر أيضا. ويجري معهد الطب العدلي في بغداد يوميا عدة فحوص للعذرية في غرفة صغيرة تشمل سريرا طبيا اسود ينتهي بمسندين للقدمين، ومجهرا مخصصا لعملية الفحص، ومصباحا كهربائيا متحركا. وتشمل العملية فحص غشاء البكارة، إلا أن الرجل أيضا يمكن أن يصبح جزءا من القضية، إذ أن بعض الرجال الذين يعانون ضعفا جنسيا يدعون أن المرأة ليست عذراء بهدف التغطية على عجزهم، وفقا لمدير المعهد. وترسل نتائج الفحوص مباشرة إلى المحكمة لأن المعهد الطبي يمتنع عن تسليمها إلى الأطراف المعنية بالمسألة، بحسب ما يؤكد الريزه لي. ويذكر أن الكثير من المسؤولين القضائيين العراقيين رفضوا التعليق على هذه المسألة. وتقول الناشطة انتصار الميالي من منظمة "رابطة المرأة العراقية" ومقرها بغداد "لا يوجد لدى منظمات المجتمع المدني أي وسيلة لحماية المرأة من هذا الاتهام لأن الموضوع حساس، وحتى المنظمات تبتعد عن التدخل في هذا الأمر". وتضيف "ليس لدينا أي مدخل قانوني يسمح لنا بالتدخل في هذا الأمر، ولا يسعنا سوى تقديم الإرشاد من خلال باحثة اجتماعية". وتواجه العديد من الفتيات المسلمات المولودات في اوروبا المشكل نفسه، وقد شهدت المحاكم في بريطانيا والسويد وألمانيا قضايا مثيرة حيث اقدم رجال من دول اسلامية من ضمنها تركيا والبوسنة على قتل بناتهم واخواتهم بسبب قضايا إقامة علاقات بدون زواج، وفي بعض الأحيان يقدم رجال على قتل قريبات لهم لمجرد اقامة علاقة مع رجل حتى لو لم تكن العلاقة جنسية. وكشفت مؤسسة فير فرايسلان لاستقبال وحماية الفتيات الهاربات من جرائم الشرف بهولندا، أن 98 بالمئة من عمليات الاغتصاب والتحرش الجنسي التي تتعرض لها هؤلاء الفتيات، إنما تمت داخل محيط العائلة ومن أقرب الناس إليهن، وأن نسبة 2 بالمئة فقط من عمليات الاغتصاب حدثت من قبل غرباء عن الضحايا . وأكدت المؤسسة في إحصائية أعلنت ووصفت بأنها خطيرة، أن 52 بالمئة من الهاربات إليها تعرضن للاغتصاب من قبل أولاد العمومة أو أبناء الأخوال، و22 بالمئة تعرضن للاغتصاب من قبل الأشقاء، و14 بالمئة من قبل أعمامهن، و 8 بالمئة اغتصبن من قبل آبائهن، و2 بالمئة من قبل زوج الأم. ويستقبل المركز سنويا في المتوسط ما بين 84 الى 100 حالة فتاة هاربة من أسرتها، خشية انتقامهم منها لفقدانها عذريتها، خاصة من البنات الأجنبيات القادمات من دول أفريقية أو عربية وإسلامية، وعلى رأسها تركيا والمغرب. وقالت الإحصائيات التي أشرفت على إعدادها أخصائية علم النفس والاجتماع زهرة أجيرات ستاتيو إن الفتيات الهاربات يفضلن بعد فترة العودة إلى أسرهن رغم المخاوف من قتلهن، حيث يعانين بقسوة من عملية الانفصال عن الأسرة والبقاء بعيدا، ولكن يتم إخضاعهن أولا للعلاج النفسي والتأهيل الاجتماعي، كما تحاول المؤسسة مد جسور التواصل مع الأسرة من أجل التفاهم، وإبعاد مخاطر القتل والانتقام، والتأكيد على أن الفتاة ضحية لعمليات قذرة تمت في محيط الأسرة، وأنها مجني عليها وليست جانية. وشهدت الأعوام الأخيرة إقبالا كبيرا على عمليات رتق البكارة المفقودة او استبدالها بأخرى. ولا توجد احصائيات دقيقة عن عدد الحالات لأن معظم العمليات تجري خارج نطاق التأمين الصحي وفي الغالب تجري في العيادات الخاصة. |