- هيامةمدير عام
- الاوسمة :
الدولة :
عدد المساهمات : 1921
نقاط : 245388
السٌّمعَة : 16
تاريخ التسجيل : 20/06/2013
بطاقة الشخصية
حقل النص:
الأخوان المسلمون والنازية (جزء ثاني)
زواج مصلحة:
في ولاية ايزنهاور الثانية شعرت الإدارة الأميركية بتزايد النفوذ السوفييتي في الشرق الأوسط، فأعلن الرئيس الأميركي (مبدأ ايزنهاور) في العام 1956 والذي هدد فيه وتوعد عبره بتدخل الولايات المتحدة الأميركية عسكرياً لمواجهة النفوذ السوفييتي في المنطقة وخاصة في مصر.
وهذا ما رفع من اهتمام ايزنهاور الشخصي بالإسلام وتأثيره. فكلف المخابرات المركزية ووزارة الدفاع بالعمل على (دفع العرب للانغماس أكثر في دينهم من أجل تحريضهم على محاربة الشيوعية... وتصويرها على أنها "الحرب المقدسة") وساعد ايزنهاور في توجهه هذا ماقام به الملك السعودي آنذاك الذي دعا جميع العرب لمحاربة الشيوعية.
وكإجراء عملي قام مجلس تنسيق العمليات. وهو الجهاز المتخصص بالعمليات السرية في المخابرات الأميركية قام بإنشاء (مجموعة عمل خاصة بالإسلام في العام 1957، وضمت مسؤولين من (وكالة الاستعلامات الأميركية) و(وزارة الخارجية) و(وكالة المخابرات المركزية) ومهمة هذه المجموعة دراسة كل ما تم إنجازه مع المسلمين وإعداد (توجهات خطة عمليات) لها مكونان:
المكون الأول: علينا اعتماد المسلمين المعتدلين مثل جماعة الإخوان المسلمين وتجنب المسلمين المتطرفين.
المكون الثاني: التغطية على الحلم الخيالي للمسلمين بإقامة دولة الخلافة، وأقرت هذه الخطة التي اعتبرت الإخوان المسلمين حليف يعتمد عليه في محاربة الشيوعية، كما اعتمدت الخطة على استخدام السرية المطلقة في هذه التحالفات لأنها أعطت نتائج ممتازة في السابق.
ونتيجة هذه الخطة عين عميل المخابرات الأميركية( دريهر) مساعداً خاصاً لرئيس امكوم لب لقيادة البروباغندا السرية ضد السوفييت عبر راديو الحرية وإذاعة أوروبا الحرة كما كلف دريهر بتنسيق عمل المهاجرين المسلمين، وطبعاً كان سعيد رمضان المحور الأساس لهذا العمل، من هنا بدأ التعاون بينه وبين دريهر.
ورغم الغموض الذي أحاط بشخصية رمضان، إلا أن المخابرات الألمانية ذكرت في تقارير منفصلة أن المخابرات الأميركية أمنت لسعيد رمضان جواز سفر أردني يسمح له بالهروب إلى أوروبا، وتقول الاستخبارات السويسرية أن سعيد رمضان كان عميلاً أميركياً وعائلته لم تعلق والوثائق الأميركية حوله ما زالت سرية حتى اليوم، ولكن يستطيع المرء أن يعتبر ان التحالف والتعاون بين الإخوان المسلمين وبين المخابرات الأميركية بدأ حين أعلن سعيد رمضان في كنيسة ميونيخ مساهمته في بناء الجامع.
في العام 1958 عقد المؤتمر الثاني لدول عدم الانحياز في باندونغ، وكان مخيباً للإدارة الأميركية، التي درست أسباب خيبتها هذه، وتوصلت إلى نتائج تقول أن اصدقاءها القدامى كسعيد شامل وروسي نصر يقومون بما يستطيعون وربما حفظوا ماء وجه أميركا، ولكن واشنطن اليوم تحتاج إلى اشخاص أكثر حضوراً ومتحدثين أكثر موثوقية ووجد (دريهر) أن سعيد رمضان يمكن أن يشكل تطويراً لشامل ونصر، لذلك فقد طلب (دريهر) من فون مينده توسيع (لجنة الإدارة المدنية) لتشمل طلاب سعيد رمضان من الشباب المسلم وطلب من فون مينده تنظيم مؤتمر حول الإسلام يرأسه سعيد رمضان وبسبب نفوذ المخابرات الأميركية لم يكن أمام السلطات الالمانية إلا تسهيل عقد هذا المؤتمر، وهكذا صعد رمضان درجات عدة في ترسيخ حضوره الفاعل كممثل للقوة المسلمة (الإخوان المسلمين).
في هذه الأثناء وصل تأثير سعيد إلى ذروته، فهو يكسب الأصدقاء في أوروبا، وهو المعتمد من قبل الاستخبارات الأميركية. كما حوّل المؤتمر الإسلامي للقدس الى ساحة مباحة للإخوان المسلمين، وفي العام 1960 تحوّلت لجنة بناء جامع ميونيخ إلى لجنة رسمية بتسجيلها في المحكمة العليا كمنظمة رسمية لها مجلس إدارة منتخب ورئيس مجلس إدارة هو سعيد رمضان. الذي أعلن أنه ذاهب إلى السعودية للحج وللاتيان بتمويل لبناء الجامع (2.2 مليون دولار بدولارات 2009).
في العام 1960 اقترح رمضان على السلطات الألمانية إرسال وفد من المسلمين إلى الأمم المتحدة (يرأسه رمضان) ليطالب بالحريات الدينية، وليهاجم الاتحاد السوفييتي طبعاً، ولكن فون مينده لم يكن مرتاحاً تماماً لرمضان، ويبدو أنه لم يكن متأكداً من أن أوان التراجع قد فات لأن الاستخبارات الأميركية اعتمدت رمضان وأصبح رجلها القوي.
في هذه الأثناء بدأت مجموعة جديدة لمسلمين بالظهور وطبعاً على رأسها سعيد رمضان، وظهرت مجموعة أخرى حاولت اصطياد جامع ميونيخ أيضاً هي (جماعة الإسلام JAI) وهي جماعة خيرية إسلامية مقرها واشنطن ويرأسها الكاتب الفوضوي أحمد كمال.
حكاية الروائي:
أحمد كمال مسلم أميركي وهو كاتب ومغامر وجاسوس، وصل إلى ميونيخ كرئيس للجماعة الاسلامية، للسيطرة على المسلمين وبالتالي على جامع ميونيخ، ولكن في حقيقة الأمر لم يكن إلا موفداً من قبل المخابرات الأميركية ليشكل بوليصة تأمين لسعيد رمضان، وليكون بديله في حال فشله.
أحمد كمال، كاتب خيالي، واخترع لنفسه تاريخاً خيالياً أرجع نفسه فيه إلى تركمنستان، وتخيل أنه شارك في حروب شعبه التركمانستاني، وأنه أُسر وعُذب، وخلط كمال بين المسلمين المهاجرين ضد الشيوعية والسوفييت عبر جمعية (الجماعة الإسلامية).
تقول المخابرات الألمانية أن كمال كان عميلاً للمخابرات الأميركية وأنه تواجد في باندونغ أيام مؤتمر عدم الانحياز وكان يراقب الجماعات الإسلامية لصالح المخابرات الأميركية وقد نجا من محاولتي اغتيال في جاكرتا، ثم هرب من أندونيسيا إلى اسبانيا وهناك جند العقيد (تهامي لواهلا) معه ليعمل في تشجيع الحركات الإسلامية في شمال افريقيا لتحقيق المصالح الأميركية تحت غطاء مساعدة ثوار الجزائر.
من المفارقات أن كمال رغم تزعمه الجماعة الاسلامية، فقد كان يحب الويسكي والنبيذ، وشاركه لواهلا في ذلك، واعتمد على أن الإسلام يحرم شرب الخمر عند الصلاة فقط حسب الآية (ولا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى)....
في العام 1962 أعلنت الجماعة الإسلامية أنها ستغادر ألمانيا إلى صحارى إفريقيا وفي الحقيقة هي لم تذهب إلى افريقيا بل اختفت نهائياً، ويبدو أن دور أحمد كمال انتهى، ويبدو أن المخابرات الأميركية عندما تأكدت من قوة سعيد رمضان في ميونيخ لم تعد بحاجة لأحمد كمال.
مع اختفاء أحمد كمال والجماعة الإسلامية علم (فون مينده) أن الجنود القدامى ملّوا من سعيد رمضان ويريدون أن ينتخبوا بديلاً عنه (علي كنتامير) رئيساً للجامع، وكان الألمان فرحين وظنوا أنه يمكن إيقاف رمضان والتخلص منه.
ربح الجامع:
رغم جهود فون مينده المدعومة من الحكومة الألمانية، لم يكن هناك من يستطيع منافسة سعيد رمضان، خاصة وأن البديل المطروح له (علي كنتامير) كان شيخاً وكان أعمى تقريباً، وصحيح أنه يكتب مقالات لمجلة تنشرها (امكوم لب) إلا أن رمضان بالمقابل كان شاباً قوياً مفعماً بالحيوية ومثقفاً ويجيد اللغات، والقانون والحديث الروحي المؤثر وكان يلف العالم لبناء حركة إسلامية ناهضة وثورية، وهذا ما جعل رمضان يسود ويبقى المسيطر على الجامع وكانت محاولات التخلص منه تركزت في عدة اجتماعات كان قدامى المهاجرين يسألونه فيها عن التبرعات للجامع ومصدرها، ـ وعن مصدر تمويل سفرياته وسفريات مساعده غالب همت، وعندما اشتدت محاصرته لجأ رمضان إلى تقديم استقالته وخرج من الاجتماع، فأجرت اللجنة انتخاباً للرئيس فاز فيه (علي كنتاير) على رمضان بفارق صوتين، ولكن لم ينتبه (فون مينده) أن الانتخاب يستوجب حصول الفائز على الثلثين وهو الأمر الذي لم يحصل عليه كنتاير، مما أبقى على رمضان رئيساً للجنة الجامع وأبعد قدامى المهاجرين وتخلص رمضان من أعدائه بدلاً من أن يتخلصوا منه.
من نشاطات سعيد رمضان في هذه الفترة ما كتبه لأستاذه البروفسور كيغل حيث أخبره أنه حضر احتفالات جمهورية الصومال وأبلغه عن مدى سعادته لأن أحد أصدقائه كان رئيس الجمهورية بينما صديق آخر له كان زعيم المعارضة. (وهذا يكشف علاقة الاخوان بالحراك الإسلامي في الصومال والذي تطور إلى تنظيم القاعدة فيما بعد).
ونشط رمضان بعد تخلصه من أعدائه في لجنة الجامع وأصدر (مجلة الإسلام) في ألمانيا وسلمها لشاب ألماني ـ كما أسس منظمة للطلاب المسلمين في ألمانيا ـ وراح يشكل مثل هذه المنظمات جدياً على عادة تنظيم الاخوان المسلمين في التمكين.
ثم عاد إلى مكة ليطلق (رابطة العالم الإسلامي)، وهي بمثابة البديل عن تحقق الخلافة الإسلامية، حيث كان يعتقد رمضان انه إذا لم يكن بالإمكان توحيد المسلمين في دولة واحدة ـ فلماذا لا نجمعهم في منظمة واحدة وهذا ما كان وراء (رابطة العالم الإسلامي) ـ ومما يكشف أهمية وخطورة هذه الرابطة ـ أن الزعيم العراقي رد عليها بعقد اجتماع لـ(مؤتمر العالم الإسلامي) في بغداد بعد تسعة أيام من إطلاق الرابطة.
في هذه الأثناء أعلن عبد الناصر أن سعيد رمضان هو زعيم تنظيم الإخوان المسلمين ـ وتعتقد المخابرات السويسرية أن ستة أشخاص حضروا إلى سويسرا لاغتيال سعيد رمضان، وقد اعتقلت بعضهم ـ واتخذ رمضان احتياطاته وحمل مسدساً (ويبدو أن الأميركان عملوا على حمايته أيضا).
أميركا والمخابرات الأميركية كانت مرتاحة لنشاط رمضان ـ وكانت تعتبر أن تحالفها مع الإخوان يصب في مصلحتها ويحقق مصالحها السياسية لذلك كانت تمول تحركات سعيد رمضان وتفتح له الطريق في البلاد التي لها سيطرة سياسية عليها، حتى أنها ساعدته في كل شيء في ألمانيا ـ ورغم ذلك بقيت هناك أشياء أخفاها رمضان عن الأميركان جرياً على عادة الإخوان في عدم الإخلاص لأي جهة تتحالف معها. وظل جامع ميونيخ تحت سيطرة رمضان والاخوان مركزاً لتنظيمهم الدولي الذي بني من خلال خدمة أميركا ومصالحها.
فقدان السيطرة
ترك (دريهر) ألمانيا، ولم ترسل المخابرات الأميركية بديلاً واستمر نائبه (ويل كلمب) في العمل في ألمانيا ـ وراح سعيد رمضان يركز على عمله في التنظيم الدولي للإخوان ـ وغير اسم لجنة جامع ميونيخ إلى (المجموعة الإسلامية في جنوب ألمانيا) وحقيقة الأمر أن جامع ميونيخ لم يكن مجال عمله جنوب ألمانيا فقط ـ بل كان رأس حربة الإخوان المسلمين للامتداد في العالم كله والتوسع في جميع البلاد.
وبعد خروح دريهر ساءت الحالة الصحية لـ(فون مينده) وتوفي بعد أن خدم المخابرات الألمانية وزودهم بدراسات عن جميع المجموعات الإسلامية التي تواجدت في ألمانيا ـ وكان لفون مينده الفضل لدى المخابرات الغربية كلها النازية والأميركية في موضوع استخدام المسلمين ضد السوفييت.
بعد غياب (دريهر) و(فون منيده) لم تعد تهتم المخابرات الأميركية كثيراً بالمسلمين والإسلام، بل توجهت إلى فييتنام حيث صبٌت كل اهتمامها في الحرب هناك، واستمر هذا الوضع حتى الغزو السوفييتي لأفغانستان عندها طلب البنتاغون من مؤسسة (راند) دراسة أبحاث وخطط (فون مينده) لاستخدام المسلمين كسلاح ضد السوفييت، فقام باحث من (راند) يدعى (الكس الكسييف) بإنجاز دراسة عن أعمال وخطط ونظريات (فون مينده) ووزارة الأراضي المحتلة النازية التي كان يعمل بها وعبرها (فون مينده)، وأوصى (الكسييف) و(راند) في تقرير رفع إلى البنتاغون، أوصى باعتماد هذه التكتيكات، وهذا ما فتح النقاش في البنتاغون والمخابرات الأميركية لاستخدام المسلمين كسلاح في محاربة السوفييت الذين غزوا أفغانستان، وهكذا عادت أهمية سعيد رمضان للظهور لدى واشنطن، وعاد تنظيم الإخوان كقوة تستطيع واشنطن بالتعاون معها استثمار المسلمين في أفغانستان وكل ذلك أدى إلى ظهور المجاهدين الذين نظمهم ابن لادن وقادهم في القتال ضد القوات السوفييتية في أفغانستان ـ وهكذا عاد نموذج جامع ميونيخ ومجموعته وأساليبه إلى الظهور في الربط بين الاخوان المسلمين (التنظيم الدولي) وبين البنتاغون والمخابرات الأميركية.
وكان (بريجنسكي) مستشار الأمن القومي الأميركي معجباً بفكرة استخدام المسلمين ضد السوفييت في أفغانستان، ومعجباً بالتجربة التي أنتجت ونتجت عن جامع ميونيخ ـ ولكنه كان مع فريقه يرى أن هذه السياسة في استخدام المسلمين تحتاج إلى أمرين 1) ـ الأول المحافظة على أنها حركة جهاد إسلامي لاعلاقة للغرب أو أميركا فيها، تماماً كما جرى في سياسة وزارة الأراضي المحتلة النازية، ولكن وبدلاً من وزارة تابعة لأميركا لابد من جهة إسلامية تتولى الأمر، وهكذا دخلت السعودية دولة الإسلام لتتولى عمل وزارة الأراضي المحتلة النازية في تنظيم عمل المجاهدين في أفغانستان ـ وتولى ذلك الأمير تركي الفيصل رئيس المخابرات السعودية الذي عين بن لادن لجمع التبرعات وإدارة المجاهدين.
2) ـ الأمر الثاني الذي جرى النقاش حوله هو ضرورة تعميق العامل الإيديولوجي الإسلامي المضاد للشيوعية، وهذا ما قام به أحد شيوخ الإخوان المسلمين السوريين الهارب إلى السعودية وهو الشيخ محمد سرور الذي اجتهد وأفتى بضرورة المزج والجمع بين الدعوة الوهابية وحركة الإخوان المسلمين بحيث يصبح سيف الملك عبدالعزيز في توحيد الجزيرة مع سيف الإمام محمد بن عبد الوهاب الايديولوجي - الظاهرين في شعار الإخوان المسلمين حول المصحف – وهذا كان مصدر فتوى استخدام السيف ضد أعداء الإسلام – وهي فتوى متجددة جمعت الوهابية بالإخوان وتوجهت إلى أفغانستان – وفي قتالها ضد السوفييت انصهرت وأنتجت تنظيم القاعدة..
واشنطن عادت إلى جامع ميونيخ وإلى التكتيكات النازية فقادها سعيد رمضان والتنظيم الدولي للاخوان إلى السعودية وإلى ايديولوجيا اخوانية وهابية قامت بخدمة البنتاغون والمخابرات الأميركية في الحرب ضد السوفييت مستخدمة الإسلام والمسلمين.
بعد هجمات 11 أيلول، تطور التعاون بين الإخوان المسلمين وبين الدوائر الأميركية ـ وعاد نموذج جامع ميونيخ ليحتل مكانة الجسر الواصل بين ممارسات الإخوان وأهداف الأميركان – طبعاً أميركا تستخدم الإخوان والإخوان كانوا يسعون بعملهم مع الأميركان للتمكين في ظلال القوة الأميركية.
الحروب الحديثة
في بداية السبعينات اكتمل بناء جامع ميونيخ، ولكن سعيد رمضان بدأ خلافاً صامتاً مع السعوديين، حيث أنه كان يريد إبقاء السيطرة في الإخوان للمصريين ـ وعندما أحسن بأن عليه أن يترك الجامع عمل على أن يخلفه (فيصل يزدني) الباكستاني الذي هيأه رمضان منذ وقت مبكر، وكان لدى رمضان فكرة الابتعاد عن الغرب في إدارة شؤون الإخوان لإقامة الخلافة الإسلامية وكان اعتماده إما على المصريين أو على غير العرب.
رمضان وصل إلى ذروة فعاليته في تأسيس (رابطة العالم الإسلامي) التي أرادها بروفة لدولة الخلافة، وطبعاً مولتها السعودية ومن الأموال السعودية أقام رمضان المراكز والمكاتب وتحرك في جميع أنحاء العالم ولكنه لم يقبل ولو ضمناً أن يصبح الإسلام سعودياً. ووقع إحدى رسائله باسم (اسلامستان) أي بلاد الإسلام تمسكاً برفضه لاقلمية الجغرافية السعودية وأموالها وتحكمها.. وهكذا فقد تضاءل الدعم السعودي له ـ ورغم أنه كان يحمل جواز سفر دبلوماسياً ولقب سفير فوق العادة ـ إلا أنه صار يتحرك فيما بعد بجواز سفر باكستاني ـ (وعلينا أن ننتبه إلى باكستان في فكر وحركة وتطور الإخوان).
في هذه الأثناء تميز (غالب همت) صديق وشريك رمضان ـ تميز عنه وشكل بروتوس هذه الدراما ـ ويبدو أن الفرع السوري للإخوان قد بدأ بالبروز والتأثير ـ وهمت السوري. كان ومنذ العام 1961 يحاول أن يجلب ويجذب الزعيم الإخواني السوري عصام العطار إلى لجنة جامع ميونيخ ولكن العطار رفض ـ وأقام العطار في (آخن) وأسس منها مركزاً إسلامياً ـ (طبعاً همت تزوج من ابنة عصام العطار كما أن رمضان متزوج من ابنة البنا.. وهذه الصلات كثيرة وأساسية لدى الإخوان).
(همت) تسلم في السبعينات إدارة جامع ميونيخ، وهذا يعني عودة الإخوان السعوديين إلى تسلم زمام الأمور، وكان همت على علاقة بالليبيين وبالملك الليبي عن طريق الإخوان ـ وهكذا قام الملك الليبي بتمويل الجامع ولكن انقلاب القذافي أوقف التمويل قبل انتهاء الجامع، وبعد تدخل من قبل بعض الاخوان قبلَ القذافي إكمال بناء الجامع لتلميع صورته.
ولأن الإخوان و(همت) ممثلهم أرادوا من الجامع أن يكون المؤسسة لسياسة (التنظيم الدولي) لهم ـ فلم يسمحوا للأتراك بالاشتراك في الجامع وبعد مناشدات كثيرة اتخذ القرار بالسماح للأتراك بالصلاة في الجامع ولكن لم يسمح لهم بالمشاركة في إدارة الجامع كي تبقى هذه الإدارة محصورة وبشكل ضيق بيد الإخوان.
استغل (همت) جامع ميونيخ في الخمس وعشرين سنة التالية، واستفاد من الإدارة الضيقة والمحصورة بالاخوان وقاد المركز الإسلامي في ميونيخ في مسار مغامر. حيث نهض به ليصبح منظمة عابرة للقوميات ويرسل مبعوثين عبر الأطلسـي، ويضع حجر الأساس لمنظمات أوروبية ودينيـة مازالت ناشطـــة حتى الآن ـ واستطاع همت أن يضمن لنسخة الإخوان من الإسلام أن تكون هي السائدة وهي الأكثر تأثيراً في الغرب.. وفي زمن غالب همته وبسبب نشاطه سوف يقصف الجامع ويحرق، وسوف يصبح المركز الرئيسي للجهاد، ينظم ويطوع مسلمين شبان للقتال في البوسنة وفي غيرها، كما أن الرجال الذين أدينوا بالإرهاب لاحقاً وجدوا في جامع ميونيخ المكان المختار لهم.. ولكل ذلك سيرغم (همت) في يوم ما على الاستقالة من رئاسة جامع ميونيخ حين اتهم بتمويل تنظيم القاعدة..
وكالعادة فإن همت لم يترك الجامع إلا لشريكه يوسف ندا، وهو مصري الجنسية ـ وعضو قديم في الإخوان ـ انتسب للتنظيم في العام 1948 ـ وهو كحسن البنا من أبناء الاسكندرية ـ اعتقل في العام 1954 مع موجة الاعتقالات التي طالت الاخوان ـ والتقى في السجن بقيادات الإخوان وبدأ معهم علاقات استمرت طوال حياته.
ركز يوسف ندا في البداية على العمل في مزرعة أبقار كانت تملكها عائلته ثم سافر إلى النمسا لأن الحياة في ظل عبد الناصر لا تطاق كما قال ـ وحاول في النمسا دراسة صناعة الأجبان ـ وأسس مكتباً لتصدير الجبنة إلى مصر، وفي النمسا تواصل بسرعة مع الإخوان وقيادات الجماعة وفي العام 1960 سافر إلى الميونيخ ليشارك الإخوان احتفالات جامع ميونيخ بعيد الفطر ومن هذا التاريخ بدأت علاقته مع غالب همت.
كان ندا يتردد على ميونيخ، ولكنه أصبح أقل تردداً بسبب إقامته علاقات قوية مع العائلة الملكية في ليبيا، ومن هناك ساعد جماعة ميونيخ بتأمين التمويل للجامع من الملك الليبي، ويروي ندا أنه أشار على الليبيين أن يوزعوا على الطلاب سندويش بالجبنة بدل سندويش التونا كي لايلوثوا كتبهم بالزيت الذي يتسرب من التونا، ويقال أنه بعد هذه النصيحة طلب منه الملك الليبي أن يكون مستشاره في شؤون الزراعة.. وعبر هذه العلاقة مع البلاط الليبي بدأ ندا باستيراد مواد البناء من النمسا إلى ليبيا واحتكر الكثير من التجارات والأعمال وجمع ثروة هائلة. طبعاً انتهى على ذلك مع مجيء القذافي حيث هرب ندا من ليبيا على جمل، أولاً إلى تونس ثم إلى اليونان ومنها إلى ألمانيا ـ ويروى أنه حزن على دمار مصالحه فأصيب بانهيار عصبي دخل على اثره إلى مصح في مدينة (فيسبادن) الألمانية وبسبب عناية همت به هناك توطدت صداقتهما وأصبحا لا يفترقان، وانضم ندا إلى إدارة جامع ميونيخ ـ.
ندا عمق توجه جامع ميونيخ نحو شبكة الإخوان المسلمين السعودية ـ ولعب ندا دور وزير خارجية الإخوان ـ وساعد المجاهدين في أفغانستان وساهم في تنسيق عملهم وكل أعماله في العالم كانت تتم انطلاقاً من جامع ميونيخ.
يوسف ندا ـ لم يكن وزير خارجية الإخوان فقط، ولم يساهم في إدارة التنظيم العالمي للإخوان فحسب، بل يقال انه العقل المدبر والمدير المتحكم باستثمارات الاخوان في العالم ـ وهكذا يصبح في نفس الوقت وزير الخارجية وخازن بيت المال. اي المتحكم بعصب السياسة الدولية وعصب الاقتصاد والمال، واتهم كذلك بتمويل الإرهاب..
ما بعد ميونيخ (إحياء وإعادة تنظيم جماعة الإخوان المسلمين)
جماعة الإخوان المسلمين رغم منعها منذ العام 1954، ودخول قياداتها السجن ظلت صامدة ومستمرة، وفي مراحل مختلفة من حكم مصر تناوبت الأيام والأموال على الجماعة، مرات تغض السلطات الطرف عن نشاطات الجماعة ومرات تتساهل معها ومرات أخرى تتشدد بملاحقتها ولكنها في كل الأحوال ظلت الجماعة مستمرة بسبب طبيعة تنظيمها ومبادئها وبسبب امتداداتها التنظيمية في الخارج ـ ومن أدلة استمرارها أنها حصلت في حكم حسني مبارك على 20% من مقاعد مجلس الشعب رغم أنها جماعة محظورة..
شكّلت عملية إحياء التنظيم لجماعة الإخوان التي تمت في أواسط السبعينيات (رفعة؟) نهضت بالجماعة وفعلها وامتداداتها. وخلقت لها مساراً أكثر قوة ونفوذاً وتأثيراً ـ فما قصة عملية إحياء وإعادة تنظيم الجماعة؟؟
إن إعادة إحياء التنظيم قام بها التيار السعودي من رجال جامع ميونيخ، وهم غالب همت، يوسف ندا، إضافة إلى مهدي عاكف (مرشد الإخوان) والزعيم الروحي للإخوان يوسف القرضاوي، الذي قاد العملية كلها وتابعها بكل تفاصيلها. وجوهر عملية الإحياء أنه لابد من اعتماد سياسة أكثر مرونة ودهاء مما كان يتبعه سعيد رمضان، وهذا يعني ضرورة اللجوء إلى سياسة (التمكين) القائمة على التدرج بتحقيق الأهداف مع االسرية بالعمل، مع البراغماتية في التعاطي مع القوى، مع التقرب من مراكز القوة في السلطة، وسياسة (التمكين) هذه هي نفس سياسة التمكين التي اعتمدها النازيون في السيطرة على ألمانيا ـ وحسب الكاتب محمد حسنين هيكل فإن الإخوان تماثلوا وربما تمثلوا بالنازيين في هذه النقطة ـ (ومن غير المعروف إذا كانت هذه السياسة من الأفكار التي اعتمدتها دراسات المخابرات الألمانية النازية أم أن تمثلها بفعل الخبرة من التعامل مع هذه المخابرات).
وكتمهيد لإطلاق عملية إعادة إحياء تنظيم الإخوان، وقبيل افتتاح جامع ميونيخ (أي في بداية السبعينات) عقد في لندن اجتماع بهدف تأسيس شبكة من المجموعات الإسلامية والمنظمات التي تعمل في الإطار الإخواني، وكان غالب همت حاضراً، وانتخب عضواً في مجلس إدارة هذه الشبكة، وقد أقيم هذا الاجتماع بتمويل سعودي وبتحريض سعودي ـ وترأسه أحد السعوديين ـ وحضره (خورشيد أحمد) ممثلاً عن (الجماعة الإسلامية) وهي النسخة الباكستانية للإخوان المسلمين.
وفي إطار هذا البحث عن إحياء التنظيم، كان عاكف يسعى لأن يكون التنظيم الجديد شبكة منتظمة وتمتلك القدرة على الاستمرار في ظل جميع الظروف ولا يستطيع أي حاكم اختراقها، وكان همت وندا والقرضاوي على توافق تام حول هذه الفكرة ـ وهذا ما جعل الكاتب (جيل كيبل) أن يسمهم (الجماعة الجديدة) ـ أي التنظيم الجديد لجماعة الإخوان المسلمين.
ثم عقدت (الجماعة الجديدة) اجتماعاً في المنتجع السويسري القريب من بحيرة لوغانو قرب منزلي همت وندا وكان هدف الاجتماع وضع الأسس لبناء التنظيم الجديد للجماعة، والاتفاق على خطط عمل الجماعة في العالم، وبذلك يمكن اعتبار هذا الاجتماع الانطلاقة الجديدة للتنظيم الدولي للإخوان بقيادة القرضاوي وندا همت، ومن أهم البنى التي أنشئت في هذا الاجتماع (المعهد العالمي للفكر الإسلامي) ـ وهذا الاسم الذي يوحي بالاهتمام بالجانب النظري، هو الغطاء القانوني لعمل الجماعة من حيث نشر أفكارها وتعميم خططها وتقوية تنظيمها وهو ما يتيح للجماعة إقامة مؤتمراتها واجتماعاتها وكافة نشاطاتها. أي أنه كان الاسم الشيفري لتنظيم الإخوان الدولي ـ أو بمعنى أدق كان الاسم الحركي لقيادة التنظيم الدولي.
بعد اجتماع سويسرا بحوالي العام، اجتمعت هذه المجموعة (الجماعة الجديدة) في السعودية وقررت أن يكون مقر المعهد العالمي للفكر الإسلامي (قيادة التنظيم الدولي) في الولايات المتحدة ـ وكان من الشخصيات البارزة التي حضرت اجتماع سويسرا. والآن اجتماع السعودية المفكر الإسلامي (اسماعيل فاروقي) وأعطيت له تعليمات بافتتاح مقر المركز في ولاية بنسلفانيا بالقرب من جامعة تيمبل حيث كان يدرس.
حضر اجتماع سويسرا عضوان آخران من جماعة يوسف ندا هما جمال برزنجي وأحمد توتنجي ـ وكلاهما عملا مع ندا في إطار الجماعة وفي شركاته وضم ندا لهما شخصاً ثالثاً كان قد دربه ودعمه في جامع ميونيخ هو هشام الطالب.. والثلاثة برزنجي وتوتنجي والطالب جاؤوا من العراق ودرسوا في بريطانيا وذهبوا بعد تخرجهم إلى الولايات المتحدة في مطلع الستينيات وتوتنجي أسس منذ 1962 (رابطة الطلاب المسلمين في أميركا) وكانت وكانت أول تنظيم للإخوان المسلمين في أميركا ـ لذلك فإن حضور الثلاثة (توتنجي ـ برزنجي ـ الطالب) في سويسرا كان إشارة إلى أن الجماعة الجديدة وبموازاة ما حققته في أوروبا تكسب موطئ قدم جديد لها في الولايات المتحدة ـ أي أن التنظيم الدولي بات فاعلاً في أوربا كما في أميركا ـ
وهؤلاء الثلاثة – قاموا في أميركا بما قام به همت وندا في أوربا. حيث شكلوا منظمات عديدة ما هي إلا أوجه متنوعة لتنظيم الإخوان ومن هذه المنظمات - (الصندوق الإسلامي لشمال أميركا) و (رابطة الطلاب المسلمين) و (المجموعة الإسلامية في شمال أميركا) – كما قاموا مع يوسف ندا في تنظيم تمويل مقرات (انديانا بوليس) الرئيسية والذي سيقام فيه جامع وقاعات تدريس وأماكن إقامة لطلاب العلم وصالة ألعاب رياضية ومكتبة تحوي 80 ألف كتاب. وكل ذلك تم بأموال سعودية وبعقيدة إخوانية.
في أوربا استمر غالب همت يقود نشاط جماعة جامع ميونيخ من غرفة مكتبه في بيته المطل على بحيرة لوغانو بسويسرا – وعلى أحد جدران مكتبة عُلقت خريطة العالم الإسلامية والتي رأيتها في مكتبة لندن، ومع الوقت انتقلت قيادة الإخوان في أوربا إلى لندن – إلى مقر الفيدرالية الإسلامية التي يديرها أحمد الراوي. وعلى أحد جدران مكتبه علقت خريطة العالم الإسلامي ذاتها (وهي معلقة على جدار مكتب مهدي عاكف مرشد الإخوان في القاهرة).
أحمد الراوي ولد في العراق في بلدة على نفس الاسم وتسود فيها أيديولوجيا الإخوان المسلمين لدرجة أن الراوي يقول أنه نشأ وهو إخواني. وعندما استلم العسكر الحكم في العراق هرب الراوي إلى أوربا ودرس الهندسة في بريطانيا – ويسمونه (مهندس الإسلام) لأنه كبقية قادة الإخوان المسلمين. لا يتمتع بثقافة دينية عميقة. بل هو رجل تنظيم سياسي ويعمل لتحقيق أهداف التنظيم السياسية ولا يعمل للدعوة.
(الفيدرالية الإسلامية) تشكلت لتضم منظمات الإخوان المسلمين في كل من (بريطانيا، فرنسا، ألمانيا، أسبانيا، يوغسلافيا، النمسا، اليونان، هولندا، رومانيا، سويسرا) وأصبحت الفيدرالية الإسلامية المظلة لحوالي عشرين منظمة ذات روابط ثقافية وتنظيمية بالتنظيم الدولي للإخوان المسلمين، وبعبارة أخرى أصبحت الفيدرالية الإسلامية فرع أوربا من قيادة التنظيم الدولي للإخوان.
تلا تأسيس الفيدرالية بناء سريع للتنظيم الجديد، فأحدثت الفيدرالية (معهد دراسات العلوم الإنسانية) الذي تم تصميمه لتدريب اللائحة والنخب الإسلامية وفي العام 1997 أحدثت (المجلس الأوربي للفتوى والأبحاث) كما انشأ (الصندوق الأوربي) لتأمين الأموال اللازمة لتغطية نشاطات الجماعة، إلى جانب دور (الفيدرالية كشركة قابضة) تعمل على إدارة مشاريع الجماعة وكان الممول الرئيسي للفيدرالية (مؤسسة مكتوم الخيرية) وهي مجموعة مقرها قطر ولها علاقة وثيقة مع جماعة الإخوان المسلمين. وقامت الفيدرالية بالحوار مع الفاتيكان والاتحاد الأوربي وهذا ما جعلها منظمة تدير وتقود التنظيم الدولي للإخوان وتقوم بتمثيله دبلوماسياً وتستثمر وتجمع وتحصل على التمويل من الدول والجهات الراعية والمرتبطة بها كقطر والسعودية، وأجهزة أخرى، وهذه نقله في التنظيم الجديد تعطي لجماعة الإخوان الجديدة إمكانية التحرك والاستمرار.
هذه الفورة في التنظيم لم يكن هدفها الدعوة. ولكن كان هدفها تجنيد المسلمين وفق رؤية تعتمد على تفسير القرآن يجعل من الدنيا قضايا فهماً يتيح للتنظيم حشد أتباعه على أنهم المسلمون الأخيار المنتجبين والمكلفين بإقامة الخلافة وحكم الله، وتصبح كل من هو من غير الأخبار المتبعين لرؤية الجماعة. أناس خارجون على شرع الله وكفرة وتضمن هذه الفئة كل العالم غير المسلم وتضم المسلمين الذين لايتبعون فكر الجماعة ورؤيتهم لتفسير القرآن (وخريطة العالم الإسلامي العالقة في مكتبة لندن). والمعلقة على جدران مكاتب مهدي عاكف وغالب همت ويوسف ندا وأحمد الراوي. كانت ملونة بشكل تقسم العالم إلى قسمين الأخيار وغير الأخيار. وهذا بالضبط فهم سيد قطب الذي قسم العالم إلى قسمين مسلم وجاهلي وأوجب قتال الجاهلي وأخذ عنه ابن لادن هذه الفكرة التي عملت ومازالت يعمل وفقها تنظيم القاعدة حتى الآن)
وباختصار فإن (الفيدرالية الإسلامية) في أوربا و(المعهد العالمي للفكر) ومايرتبط بهما في كلتا القارتين أصبحا قيادة التنظيم الدولي للجماعة الجديدة (جماعة الإخوان المسلمين) وانطلاقاً من هذه القيادة الدولية. عملت الجماعة على تحريك اتباعها وفروعها في الدول الإسلامية، وخاصة في مصر – وسوريا – وباكستان.... ودخل عمل جماعة الإخوان في فعالية ونشاط عبر التنظيم الدولي الجديد...
تحديد الجدل (11 أيلول والإخوان المسلمون)
اتسع وجود الإسلام والمسلمين في أوربا، خاصة وأن ألمانيا كانت تحتاج للعمال وبداية استوردت (العمال الضيوف) من اسبانيا واليونان، ولكن الكمية الكبيرة من هؤلاء العمال جاؤوا من تركيا – ولأن ألمانيا كانت تشترط العمل المؤقت لهؤلاء العمال فلم تحصل على عمال مهرة، وبعد فترة وجدت أنه لا مناص من السماح للعمال بالبقاء في ألمانيا كي تحصل على عمال مهرة – وهذا ما زاد من عدد المسلمين في ألمانيا خاصة وفي أوربا عامة – كانت أوربا تسمح للمسلمين بإنشاء غرف للصلاة في أماكن العمل وفي الأحياء ولكنها ظلت (مساجد غير مرئية) – وظل المسلمون غرباء بنظر المجتمع الأوربي خاصة وأنهم كانوا يعلنون عداءهم لليهود وللديمقراطية والعلمانية ونظرتهم للمرأة لا يستسيغها الغرب عموماً – كما تأييد شيوخهم وخاصة القرضاوي للعنف الذي شرعه في قتال أعداء الله بدءاً من التفجيرات الانتحارية وامتداداً إلى محاربة أعداء شرع الله – ورغم هذه الحالة من رفض المجتمع الغربي للمسلمين فيه إلا أن الإخوان المسلمين وقيادة التنظيم الدولي لهم ظلت تعمل بهدوء وتمارس نشاطها دون إزعاج من أحد حتى وقعت الكارثة في 11 أيلول فأصبحت الجماعة والإخوان المسلمين في مركز الاهتمام، وجعلت أجهزة المخابرات تعود إلى دفاترها القديمة.
المخابرات الألمانية في الخمسينيات وضعت جامع ميونيخ تحت المراقبة وكان (فون مينده) ومجموعته عيون الاستخبارات الألمانية على الجامع، ولكن الرقابة الألمانية على الجامع توقفت على موت (فون مينده) وإبعاد معظم اتباعه من إدارة الجامع، ولكن بقي شخص واحد خارج دائرة الضوء وكان على صلة قوية بجامع ميونيخ هو (احمد فون دنفر).
وكان دنفر هو ناشر (مجلة الإسلام) التي يصدرها جامع ميونيخ، وظل دنفر ينشر المجلة حتى جرى تعليقها في العام 2003، وتحولت إلى موقع الكتروني. وكان دنفر على علاقة قوية مع خورشيد أحمد مندوب الجماعة الإسلامية (النسخة الباكستانية للإخوان المسلمين) – وسافر دنفر إلى بريطانيا ودرس في المؤسسة الإسلامية التابعة للإخوان ونشر عدداً من الكتيبات التي تعكس رؤيته الإخوانية القائلة بأن (الإسلام هو الحل).
ساهم دنفر في الثمانينات بتأسيس جمعية خيرية قامت بإرسال الأموال إلى أفغانستان لدعم المجاهدين في (الحرب المقدسة) كل ذلك جعل المخابرات الألمانية الداخلية تستشعر أهمية جامع ميونيخ، لدرجة أن أحد خبراء الشؤون الإسلامية قال في العالم 1990 أن جامع ميونيخ كان الموقع الذي تصنع فيه السياسة لكل العالم الإسلامي، طبعاً (مجلة الإسلام) ودنفر أنكروا هذا الطرح. ولكن الدلائل لم تنف هذا الرأي كلياً.
وشهد جامع ميونيخ صلات قوية بالإرهاب، فقد كان (حمود ابو حليمة) يتردد على الجامع في الثمانينات من القرن الماضي. ليتزود بالإرشاد الروحي الديني على يد إمام الجامع آنذاك أحمد الخليفة – ثم سافر أبو حليمة إلى أميركا حيث سجن وأدين لمساعدته في محاولة تفجير مركز التجارة العالمي في العام 1993 – كذلك هناك صلة أخرى للجامع بالإرهاب، حيث كان يتردد على الجامع ممدوح محمود سالم الذي كان المسؤول المالي لتنظيم القاعدة والمعلم الشخصي لابن لادن واعتقل سالم قرب الجامع وأبعد إلى أميركا حيث حكم عليه بالسجن 32 عاماً.
ورغم أن إمام جامع ميونيخ أنكر معرفته بحقيقة ممدوح لمحمود سالم، إلا أن المخابرات الألمانية قامت بالبحث والتحري حول كل شخص له علاقة بسالم، ونتيجة ذلك ظهر لديها شخص اسمه مأمون دركزنلي. وهو رجل أعمال سوري يعيش في هامبورغ ويتردد على جامع صغير فيها اسمه جامع (القدس) – قامت المخابرات الأميركية بمتابعة دركزنلي وزرعت في بيته أجهزة تنصت، كما راقبت علاقاته في جامع القدس بما فيها علاقته بمحمد عطا، ولكنها لم تكن متأكدة مما حصلت عليه فأوقفت مراقبتها له ولمن حوله، وبعد سنتين طار محمد عطا بالطائرة الأولى التي فجرت برج التجارة العالمي في 11 أيلول، وتبين أن جامع القدس كان المكان الذي نشأت فيه مجموعة (11)أيلول، ورغم كل ذلك لم تجر محاكمة دركزنلي حتى اليوم – (وتتهم سوزان لينداور التي كانت تعمل مع المخابرات الأميركية تتهم محمد عطا بأنه كان عميلاً للمخابرات الأميركية).
وهكذا فإن مجموعة (11) أيلول تكونت في ألمانيا، ومع شخصيات على علاقة بشكل ما بجامع ميونيخ، وهذا ما يربط المجموعة بشكل ما بالتنظيم الدولي للإخوان، خاصة وأن الأيديولوجيا التي حركت الشباب لتنفيذ هجمات 11 أيلول هي مستقاة من نبع الإخوان المسلمين. وكان أيمن الظواهري قد اعترف أنه كان في تنظيم الإخوان وأن فكرة الجهادي تعود جذوره إلى فكر الإخوان وخاصة سيد قطب.
صدمت الحكومة الأميركية بهجمات 11 أيلول، واتجهت بقوة ضد الإخوان المسلمين، وأثار انتباه المفتشين والمحققين بشكل خاص إحدى مؤسسات يوسف ندا (مصرف التقوى) وكان غالب همت عضو مجلس إدارة فيه وكان مسلمو أوربا مساهمين فيه كما كان يوسف القرضاوي أحد أكبر المساهمين، وقال المحققون الأميركيون أن المصرف استخدم كقناة لأموال الإرهاب وأعلنت واشنطن يوسف ندا وغالب همت ممولين للإرهاب ودعم قرارها الأمم المتحدة وجمدت حساباتهما كلها، وبهذا السبب ترك غالب موقعه في التجمع الإسلامي في ألمانيا.
بعد ذلك حصلت تفجيرات لندن ومدريد ونفذها إسلاميون من شباب الجيل الثاني أو الثالث للمهاجرين. وكانوا متأثرين بفكر الإخوان المسلمين مما زاد روابط التنظيم الدولي للإخوان بالإرهاب، وكشفت حقيقتهم ومزقت قيادة جامع ميونيخ واتهم أبطالها بالإرهاب – وبدا أن التنظيم الدولي للإخوان خاصة الفرع الأوربي قد انهار.. وأعلنت الحرب على الإرهاب. ويتضمن ذلك الحرب على الإخوان لكن حدث أمر ما شبيه بما حدث في الخمسينيات.
استعادة خمسسينيات القرن العشرين (الاخوان وأميركا بعد 11 أيلول):
هجمات (11) أيلول صدمت أميركا وجعلتها تحس بخطر الإرهاب يصل إلى عقر دارها، وهذا الإرهاب إسلامي ديني، أي أنه شكل من (العامل الديني) الذي رسخته إدارة آيزنهاور في الخمسينيات، كأداة من أدوات تحقيق المصالح الأميركية خاصة ضد الشيوعية....
ولجنة التحقيق في أحداث (11) أيلول اعتبرت أن الأيديولوجيا التي تعتمدها جماعة الإخوان المسلمين هي الأساس العقائدي الذي ولد الإرهاب ودفع هؤلاء المتطرفين للقيام بهجماتهم في 11 أيلول.
لما أثبتت التحقيقات ضلوع شخصيات ورموز مهمة من جماعة الإخوان في العمل مع الإرهابيين وتهيئتهم وتمويلهم بشكل من الأشكال. وهذا ما جعل الجماعة، ورموزها متهمة بشكل واضح لما حدث مع يوسف ندا وغالب همت ودركزنلي و.......الخ.
فما الذي حدث، وكيف عادت أميركا لاستحضار سياستها في التعاون مع الإخوان المسلمين كما كانت تفعل في الخمسينيات؟؟ وللإجابة على هذه الأسئلة فإن البحث الأميركي عاد لدراسة كيف جاء المتطرفون؟؟ ومن أين جاؤوا ؟؟ وماذا يعني ما فعلوه؟؟ وهل يمكن للإدارة الأميركية أن تعود للاستفادة من العامل الديني كما فعلت في الخمسينيات؟؟ هذا ما سيدرس في السطور اللاحقة؟؟
بداية راح يوسف ندا يعلن أنه ليس إرهابياً، بل هو ناشط إسلامي ومستثمر اقتصادي – وعمله في مصرف التقوى له علاقة بالاستثمار الإسلامي خاصة في ماليزيا، وطبعاً كان مصرف التقوى الذي يملكه ويديره ندا قد اتهم بتمويل الإرهاب، وكان غالب همت عضو مجلس إدارة المصرف ويملك اسهماً فيه، كذلك يوسف القرضاوي وكان المساهمون في البنك قد فوضوا يوسف ندا بالتصرف بنسبة 10% من أرباح الزكاة لأموالهم. واتهم بأنه كان يمول الإرهاب بهذه الزكاة (وبشيء من الغموض يوحي بتدخلات ما) لم يحال ندا دعمت إلى المحاكمة، ولم يستطع المحققون إدانته بل صدقوا أن البنك تعرض لكارثة نتيجة الأزمة الاقتصادية التي أصابت ماليزيا التي يستثمر فيها.
وبدلاً من إدانة ندا وهمت، تحول اتهامهما إلى فرصة لهما (وللإخوان) كي يظهر كضحية وكي يعملا إعلامياً وسياسياً على كسب الرأي العام (وقامت قناة الجزيرة "أحد أذرع الإخوان الإعلامية والسياسية" ببث مقابلات طويلة ومتعددة الحلقات مع ندا وهمت. اظهرتهما كرجال مسلمين (اخوان) نجحوا في الغرب وأسسوا أعمالاً استثمارية وحققوا نجاحات ثقافية واجتماعية ودينية وتعرضوا لاضطهاد الغرب واتهاماته)، وكي يثبت الغرب ديمقراطيته فقد تشدد في حق من يثبت انتماءه للإرهاب. أما من لا يثبت انتماءه للإرهاب يتحول إلى شريك في الحوار (ويعود ليمثل العامل الديني في تحقيق المصالح الأميركية وهذا ما كان الأساس في عودة الخمسينيات أي عودة الإخوان للتحالف مع أميركا، كما سيتبين من تطور الأمور في السطور التالية).
إذاً بدأ من أوربا ومن فرنسا بالتحديد. فإننا نجد أن هرفيه تيربل أحد المسؤولين الكبار في الداخلية الفرنسية. توصل مع مجموعة من زملائه في الداخلية الفرنسية الى استراتيجية تقوم على امتصاص الإخوان المسلمين، وسمح بإقامة المساجد على أن تنتخب إدارتها انتخاباً، وهذا ما جعل الدور الأساسي في هذه الانتخابات لاتحاد المنظمات الإسلامية الفرنسية، وهو اتحاد تسيطر عليه جماعة الإخوان المسلمين ويمول من السعودية والإمارات والكويت.
وعالمة الاجتماع الفرنسية دينا بوزار التي كانت ترى مع الداخلية الفرنسية أن امتصاص جماعة الإخوان المسلمين ربما يجعل منها وسيطاً ذو قيمة عالية لدمج المسلمين بالمجتمع الفرنسي... إلا أن بوزار وبعد مراقبتها الأحداث والمجريات وجدت أن التساهل يساعد جماعة الإخوان المسلمين في تعميق استراتيجيتهم (الإسلام هو الحل) والتي تقسم المجتمع إلى مؤمنين وإلى كفرة – والمؤمنون مكلفون بإقناع الكفرة وجذبهم للإيمان أو قتلهم. ولكن نتائج بوزار لم تؤثر في توجه الداخلية الفرنسية التي استمرت في التساهل مع جماعة الإخوان (الأسباب غامضة وربما سرية تتعلق بأمور استخباراتية لم تكشف بعد..) وأميركا أيضاً بدأت برسم سياستها مع جماعة الاخوان (والتي أدت إلى استعادة الخمسينيات من القرن الماضي) وانطلق الأميركان من فكرة مخادعة تقول: ان أميركا لم تنتج العنف بل هي كانت ضحية استهداف الإرهابيين لها بالعنف. ومن ضمن هذه الفكرة المخادعة ما مفاده إن الإرهابيين جاؤوا إلى أميركا من أوربا ولم تنتهجهم اميركا، وتفسير كل ذلك بنظر الأميركان. إن المهاجرين الذي اتوا إلى اوربا كانوا من العمال غير المهرة والصالحين للإنجذاب للإرهاب كما أن تعويضات البطالة في أوربا مجزية بشكل يتيح للعاطلين.
الوقت للانخراط بالتطرف. بينما المهاجرين الذين جاؤوا إلى أميركا كلهم كانوا مهرة في اختصاصهم أن جاؤوا للعمل. أو أنهم أتوا من أجل الدراسة العليا والاختصاصية. كما أن مزايا البطالة في أميركا ضئيلة ومن يريد الاستمرار عليه أن يعمل لوقت طويل الأمد الذي لايتيح للمهاجرين إلى أميركا أي وقت للتفكير بالانخراط بالتطرف ورأى الاميركيون أن المهاجرين الإسلاميين إلى أوربا كلهم أما عرب أو باكستانيين بينما المهاجرون إلى أميركا طيف بلادهم أوسع وأشمل. وهذا ما جعل الخارجية الأميركية تعتبر أن (لديها قيادة إسلامية أفضل) وأن هذه القيادة يمكن تطويرها لتكون هي العامل الديني الذي يخدم المصالح الأميركية.
(في العالم 2002 وصل إلى الحكم في تركيا حزب العدالة والتنمية بقيادة اردوغان. وهو نسخة من الإخوان المسلمين التي تطورت عن حزب اربكان لتتسلم الحكم. ويبدو أن التطور الذي حصل عن اربكان كان بطبيعة الاتفاق مع الغرب عموماً ومع اميركا خصوصاً لتكون تركيا بقيادة العدالة والتنمية الإخوان سلاح العامل الديني في تحقيق المصالح الأميركية في المنطقة – خاصة وأن هناك في المخابرات الأميركية من توصل إلى أنه لايمكن مواجهة التطرف الإسلامي إلا بالإسلام. وهذا الإسلام هو إسلام التنمية والعدالة الإخواني – الذي باستلامه الحكم في تركيا أصبح إسلاماً إخوانياً بالعقيدة. وأطلسياً بالاستراتيجيا).
وفي إطار حشد العامل الديني في الاستراتيجي الأميركية، نظمت الخارجية الأميركية في العام 2005 مؤتمراً لحوار بين مسلمي بلجيكا واميركا – حضره كل جماعة الإخوان المسلمين سواء من جماعة جامع ميونيخ أو الفيدرالية الإسلامية في لندن أو المعهد العالمي الإسلامي في أميركا – وبحثوا في المؤتمر طرق مواجهة التطرف. وقال سفير اميركا في بلجيكا يومها أن تنظيم أربع أو خمس مؤتمرات مماثلة توصلنا إلى شبكة من المسلمين المعتدلين (الذين يشكلون العامل الديني المطلوب للاستراتيجية الاميركية) ولكن لم ينتبه السفير الأميركي إلى أن هذا المؤتمر وأمثاله أنتج وأعاد إنتاجه شبكات الإخوان المسلمين والتي ستعمل وتتحالف مع الجميع لتحقيق هدفها النهائي في إقامة الخلافة الإسلامية.
في ألمانيا كان هناك مشروع مماثل للحوار الإسلامي البلجيكي الأميركي، فدعت القنصلية الأميركية في ميونخ في العام 2007 إلى إنشاء أكاديمية إسلامية في بلدة بنزبرغ. واعتمد الأميركان مجموعة إسلامية لإنشاء هذه الأكاديمية وهي مجموعة مرتبطة بمجموعة Milli Grous وهي النسخة التركية لجماعة الإخوان المسلمين. وعندما عارض الترخيص لها اليمين الألماني هاجمته حكومة بوش الابن ووصف يومها رامسفيلد أوربا بـ"القارة العجوز" لضعفها بمحاربة التطرف بالإسلاميين أي لأنها كانت كثيرة التشدد تجاه الإخوان المسلمين.
وحسب برقية من السفارة الأميركية في برلين، فإن الاستراتيجية الأميركية تعتمد على المسلمين للحصول على مسلمين آخرين، وليقوم المسلمون برواية الحكاية الأميركية (تعميم السياسة الأميركية) واختارت لهذه المهمة جماعة الإخوان المسلمين – وقد نشر العالم السياسي الشهير روبرت ليكن مع زميله ستيفن بروك مقالة في فورين أفيرز اعتبرا فيه أن جماعة الإخوان أقل تطرفاً. وأن على الولايات المتحدة أن لا تخاف أو تتردد في الارتباط بهذه الجماعة (الاخوان) خاصة وأنها تحقق المصلحة الأميركية بشكل جيد.
ولكن لو عرفنا أن ليكن وبروك كتبا مقالتهما نتيجة سماعهما لأحد شيوخ الإخوان وهو يخطب ويلقي خطبته في جامع لندن (طبعاً هذا الشيخ كان يعرف بوجود الأميركيين وبمكانتهما السياسية) ولم يخطر على بال الكاتبين أن الشيخ سيقول ما يعجبهما وما يلمع صورة الإخوان أمام أميركا (يقول أحد قادة الإخوان الذي انشق عنهم، أن مرشد الإخوان تلمساني قال له أن استراتيجية الإخوان تعتمد أساساً على التقرب من أصحاب السلطة والسلطان لأن في ذلك تقرب من القوة التي تساعدهم على تحقيق أهدافهم، وطبعاً أميركا قوى عظمى وتقرب الشيخ في جامع لندن لها بقوله ما يعجبها هو جزء من استراتيجية الإخوان).
وتوسع تبني الإخوان المسلمين في الانتشار لأبعد من وزارة الخارجية، وابتدأ من 2005 وعمت المخابرات الأميركية جماعة الإخوان المسلمين، ووضعت الوكالة تقريرين عن التعامل مع الإخوان المسلمين، واعتبرهم الأكثر ديناميكية واندماجاً في المجتمع وتأثيراً في المسلمين وانتقد التقريران تحفظ أوربا تجاه الإخوان المسلمين ودعا الأميركان إلى ضرورة التعاون مع الإخوان المسلمين لتحقيق العامل الديني الذي اعتمدته الاستراتيجية الأميركية في الخمسينيات ولكن بصيغة أكثر تطوراً وعملية وجدوى في تحقيق المصلحة الأميركية – والرئيس أوباما عين مساعداً خاصاً لشؤون المسلمين هو مازن أصبحي وكان ذو صلاحيات واسعة في التنسيق مع المسلمين، وأصبحي كان رئيس رابطة الطلاب المسلمين في أميركا وهي المنظمة التي يسيطر عليها جماعة جامع ميونيخ وهم تابعون لتنظيم الإخوان المسلمين، وقد استقال أصبحي عندما نشرت حقائق انتمائه للإخوان في جريدة وول ستريت جورنال، (كما أن أقرب مساعدة لوزير الخارجية كلينتون كانت السيدة عابدين وا
- قيسعضو نشيط
- الاوسمة :
الدولة :
عدد المساهمات : 138
نقاط : 163261
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 12/01/2014
رد: الأخوان المسلمون والنازية (جزء ثاني)
ومع أننا أمة إقرأ، ولكن للأسف نسبة القراءة في العالم العربي قليلة جداً، وهذا مكمن التخلف لدينا، وكل ما يخطط لنا في العالم مكتوب عبر الكثير من المواقع والكتب والتحليلات، ولكن للأسف ليس من يهتم بذلك،
- فارسعضو مميز
- الاوسمة :
الدولة :
عدد المساهمات : 658
نقاط : 180783
السٌّمعَة : 3
تاريخ التسجيل : 11/12/2013
بطاقة الشخصية
حقل النص:
رد: الأخوان المسلمون والنازية (جزء ثاني)
دمتي بخير