|
|
- إلياس المغتربنائب مؤسس الموقع
- رقم العضوية : 2
الدولة :
عدد المساهمات : 7389
نقاط : 431819
السٌّمعَة : 28
تاريخ التسجيل : 22/12/2012
المسلمون في أمريكا تحت وابل نيران المتطرفين
تتابع الهجمات على مراكز ومساجد المسلمين في معظم الولايات المتحدة، خلال العامين المنصرمين فقط، يوحي بأن هذه العمليات قد تكون مخططة ومتصلة المصدر بخلاف ما تزعمه الجهات الأمنية من أن هذه الهجمات ما هي إلا عمليات منفصلة فردية.
فمنذ العام 2010م، وحسب دراسة لدائرة مكافحة الإسلاموفوبيا في منظمة "كيير" الأمريكية، تم تسجيل 80 هجوما على مراكز ومساجد إسلامية في عدة ولايات، 13 منها استخدمت فيها قنابل حارقة أو أسلحة نارية أو أعمال عنف أخرى، بينما تعرضت المراكز الباقية إلى عمليات تخريب ليلية متعمدة لمنشآتها.
كذلك حسب إحصائية منشورة من قبل وكالة التحقيقات الأمريكية الـ"إف بي آي" شهد العام 2010 تسجيل 160 جريمة كراهية ضد المسلمين مقابل 107 جرائم في العام 2009!! طبعاً لك أن تتصور أن أرقام 2011 و2012 أكبر بكثير غير أنه لم يعلن عنها بعد لسبب ما.
وخلال الأسبوع الماضي فقط، وقع هجومان كبيران على مسجدين في ولايتي ميزوري ورود آيلاند الأمريكيتين، ففي مدينة جوبلن في ولاية ميزوري تم إحراق مسجد ومركز الجالية المسلمة بالكامل عقب قيام عنصر أو عناصر متطرفة بتنفيذ هجوم ليلي بالقنابل الحارقة عليه بعيد انتهاء صلاة التراويح، لحسن الحظ، فقد كان المسجد خالياً في ذلك الوقت ولم يسجل وقوع إصابات.
وقبل هجوم جوبلن بيوم وقع هجوم ليلي آخر على مسجد الإسلام في مدينة نورث سميث فيلد في ولاية رود آيلاند، حيث داهمت عربتان على الأقل المسجد في ساعة متأخرة من الليل ثم ما لبث المهاجمون أن لاذوا بالفرار بعد تدمير واجهة المسجد.
وقبل ذلك بنحو أسبوع قام شبان متطرفون بمهاجمة المصلين في مسجد مدينة هيوارد بولاية كاليفورنيا أثناء تأديتهم صلاة التراويح، إلا أن الشرطة قامت بالتدخل سريعاً واعتقال أربعة من المهاجمين على الأقل.
وفي ولاية تنسي الأمريكية قامت هيئة محلفين فيدرالية بإدانة شاب متطرف بتهمة التهديد بتفجير مسجد الجالية المسلمة باستخدام مواد متفجرة...
هذا التصعيد الخطير في الهجمات ضد المراكز الإسلامية دفع بالكثير من المساجد والمراكز الإسلامية لتشديد إجراءاتها الأمنية حول مبانيها، خاصة أعمال الحراسة الليلية.
إلا أن هذه الحوادث لم تأت من فراغ، فبعض وسائل الإعلام الأمريكية تنتهج سياسة عدوانية تحريضية ضد المسلمين في أمريكا وتقوم بتصويرهم على أنهم بمجموعهم إرهابيون محتملون أو أنهم خلايا إرهابية نائمة وما شابه ذلك مما ساهم في إنتاج صورة نمطية سيئة عن المسلمين بشكل عام.
ويبدو لي على الأقل، أن الهجوم الأخير الذي استهدف معبداً للسيخ في ولاية ويسكونسن الأمريكية مرتبط بحملة التشهير التي تقوم بها الكثير من وسائل الإعلام ضد المسلمين، حيث يعتقد البعض أن المهاجم الذي استخدم بندقيته الآلية هذه المرة لقتل 6 من المصلين السيخ كان ربما يظن أنهم مسلمون.
والحوادث أكثر من أحصيها في مقال، لكن يبدو أن السلطات لم تأخذ الموضوع بعد على محمل الجد، بل يبدو ان هذه الظاهرة لا تشكل مصدراً للقلق يدعو لاتخاذ إجراءات أمنية استثنائية حول المساجد.
المثير للسخرية أن بعض المؤسسات والمنظمات المسلمة لا زالت ترفض التعامل مع هذه الظاهرة بطريقة جدية، لا أدري لماذا، ربما ينتظر هؤلاء وقوع مذبحة مدوية قبل البدء بالقيام بإجراءات أمنية احترازية ذاتية حول نقاط تجمع الجالية.