|
|
- إلياس المغتربنائب مؤسس الموقع
- رقم العضوية : 2
الدولة :
عدد المساهمات : 7389
نقاط : 431819
السٌّمعَة : 28
تاريخ التسجيل : 22/12/2012
الإعلانات في لبنان…..سوق للجميلات أم للمنتجات؟
في غابة الملصقات الإعلانية، التي تغص بها أحياء بيروت، بات ظهور المرأة يشكل "ضرورةً" ما كما يرى البعض. لكن في ظل استقطاب وكالات الدعاية للشابات اللبنانيات، كيف ينظر اللبنانيون إلى دوافع استخدام المرأة وجسدها في الإعلانات؟ شربل طانيوس كتب مقالة جميلة نشرها في موقع دويتشه فيله، ناقش فيه هذا الموضوع بإسهاب. يسأل شربل عن الدوافع لاستخدام المرأة وجسدها في الإعلانات على نحو غير مسبوق؟ وما هي نظرة ذوي الاختصاص واللبنانيين بشكل عام إلى هذا الموضوع؟ وقد سأل شربل عارضة أزياء، ستيفاني خطّار، تعمل في مجال الإعلان وتقوم بالتصوير لصالح إحدى وكالات العرض حين كانت في الـ17 من عمرها، عند دخولها الجامعة. فأجابت إن هذا العمل كان "ممتعاً بفضل ما يؤمّنه من موارد إضافية لفتاة في سنّي." ولمنها تضيف بسرعة أنها لم تقبل "عروضاً كثيرة منها الظهور عارية في دعايات لأحد مصممي المجوهرات المعروفين، الذي أراد أن يصوّر امرأة عارية ترتدي الحلّي والمجوهرات فقط وهذا أعتبره بمثابة بيع للجسد وليس شيء آخر!". وترى ستيفاني أن الإعلان الذي يظهر المرأة كسلعة وليس لتكملة مفهوم المنتج، يعتبر عملاً مبتذلاً، وتختم قائلة: "في النهاية المرأة تمثل الجمال والجاذبية ولا عيب في إظهار ذلك لكن بطريقة لائقة". يرى المدير الإبداعي في شركة وندرمان للإعلان جبران عطاالله أنه لا شيء مهين في الإعلانات التي تبرز المرأة فيها حتّى تلك التي تبرزها بشكل شبه عاري. وبرأيه فإن هذا الأمر أصبح عادياً وطبيعياً، "ويجب استخدام صورة المرأة حيث تستطيع خدمة غرض الدعاية للمنتج". ويضيف عطاالله قائلاً: "لا نستطيع في الإعلان تسويق مثلاً ثياب داخلية باستعمال صورة امرأة محتشمة. أؤيّد الاستخدام المناسب والمتوازن لجسد المرأة في الإعلانات ولا أوافق على أن يتم استغلالها في المجال الإعلاني بشكل إيحائي أو مبتذل وفي المكان الخطأ، كإبراز مفاتن الأنثى في إعلان منتج لا يمت بصلة بشكل أو آخر إلى المرأة، فهذا برأيي يفقد الإعلان قيمته ويجعله يخسر قدرته على جذب المشاهدين". ومن جهتها تقول نهى الحريري (23 عاماً) أنها ترفض ظاهرة التعرّي المنتشرة في سوق الإعلانات وترى أنه يمكن جذب الناس لمشاهدة الإعلان من خلال طرق أخرى وتتساءل لماذا الإصرار في لبنان على اتخاذ هذا المنحى "غير المناسب" في استغلال صورة المرأة. وتطالب نهى بـ"استثمار جمال المرأة وأناقتها بشكل ذكي بدلاً من تبني المقاربات الجنسية البحتة". وتتابع نهى قائلة: "أنا مع وضع رقابة وتنظيم موضوع الاستخدام المفرط للصورة النسائية في الدعاية، فما يحصل حالياً يضر بصيت المرأة اللبنانية ويمس كرامتها ولا يحقق مطالب المساواة". الإعلانات هي وجه آخر لانقسام المجتمع اللبناني. فانتشار الإعلانات المشار إليها أعلاه نجده أكثر في المناطق ذات الغالبية المسيحية في القطاع الممتد بين مدينتي بيروت وجونية. أما في الضاحية الجنوبية، مثلا، حيث تمنع الخمور والملاهي بأمر من ميليشيا حزب الله، فلا نجد فيها مثل هذه الإعلانات. ويعزو حسن، القاطن في إحدى ضواحي بيروت الجنوبية، انعدام وجود إعلانات مماثلة في محيط مسكنه تستعمل أجساد النساء بشكل فاحش، إلى أن "سكان المنطقة يرفضون هذه المظاهر غير اللائقة والتي تتنافى وتعاليم الدين الإسلامي فيما يرجع لسكان المناطق الأخرى حرية قبولها أو المطالبة بنزعها". ويضيف قائلاً: "هذا الشأن غير مستحب في مناطقنا ونرفضه بشكل عام ونطلب من الجميع التقيّد بالآداب العامة واحترام صورة المرأة". ومن أجل تغيير ذلك قامت جمعية "من حقي الحياة" مؤخراً بإطلاق حملة "أنا كيان مش إعلان"، التي تهدف إلى الدفاع عن كرامة الكائن البشري ككل، كما يقول القائمون عليها. وصرّح أحد المسؤولين عن الجمعية أن "الخطوة تسهم في رفع مستوى الوعي لدى الجمهور اللبناني إلى خطورة استغلال جسد المرأة وتداوله كأي سلعة إعلانية في السوق". |