|
|
- إلياس المغتربنائب مؤسس الموقع
- رقم العضوية : 2
الدولة :
عدد المساهمات : 7389
نقاط : 431819
السٌّمعَة : 28
تاريخ التسجيل : 22/12/2012
الأسد يحدد مصير حزب الله
بسبب تخوفها من فقدان الحليف السوري أو حزب الله
اللبناني
يعيش حزب الله يعيش أوقاتا عصيبة في ظل تأزم الملف السوري والمطالب الأوروبية بإعلانه "منظمة إرهابية" بالإضافة إلى تعقّد العلاقة بين إيران وأميركا. وتختلف التوقعات السياسية لمصير حزب الله بعد سقوط الرئيس السوري بشار الأسد فهناك من يرى أن سقوط الأسد سيكون له وقع سيء على المقاومة اللبنانية فيما ترى جهات أخرى أن حزب الله سيتأثر بما سيجري لسوريا ما بعد الأسد ولكن لن يصل إلى مرحلة الانهيار. محمد نوار "الفرصة أصبحت مواتية لفناء هذه المنظمة الإرهابية"، هكذا وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي "نتانياهو"، حزب الله اللبناني بعدما اتهمته "بلغاريا" بالمسؤولية الجنائية في الاعتداء ضد الإسرائيليين الذي وقع بمدينة "بورغاس" في 18 يوليو الماضي، وأدى إلى مقتل خمسة سياح إسرائيليين وسائق الحافلة البلغاري بالإضافة إلى إصابة نحو ثلاثين آخرين. في ذات السياق طلب وزير الخارجية الأميركي "جون كيري" إلى المستشارة الإعلامية للمفوضية الأوروبية كاثرين آشتون بدراسة طلب الولايات المتحدة مع حكومات أخرى في العالم للقيام بتحرك لقمع حزب الله اللبناني، في الوقت الذي تواجه فيه حركة المقاومة اللبنانية مخاطر الانهيار إذا ما سقط حليفه الاكبر نظام الرئيس السوري بشار الأسد. مراقبون سياسيون عرب أكدوا، أن قوات حزب الله تقوم بدور عسكري داخل سوريا بالتنسيق مع قوات الجيش السوري النظامي والحرس الثوري الإيراني؛ لحماية الأسد من مخاطر السقوط، الذي قد يعقبه انهيار للحزب وهروب قادته إلى إيران أو العراق، طلبا للحماية والاختباء من الملاحقة الدولية. فوفق د. عماد جاد، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية فإن بقاء حزب الله مرتبط ببقاء النظام السوري الحالي، موضحا أن حزب الله بدأ منذ بداية الثورة السورية في نقل أسلحته من مخازن سوريا إلى لبنان، بمعاونة أفراده العسكريين الذين يحاربون مع قوات الأسد النظامية في سائر أنحاء سوريا ضد الجيش السوري الحر. ولفت إلى أن الضربة الجوية التي شنتها إسرائيل واقتحامها للمجال الجوي السوري، كانت مهمة لإسرائيل لعدة أسباب، أولا: أنها تدرك أن دمشق لن تستطيع الرد العسكري، ثانيا: وضحت مدى الانهاك الذي تعرض له الجيش السوري، ثالثا: إيصال رسالة لحزب الله أن الضربة القادمة ستكون على أفراد نظامه العسكريين، مؤكدا أن قوات حزب الله المتمركزة قرب مستودعات الأسلحة الكيميائية جعل إسرائيل تهدد بالتدخل العسكري واجتياح بيروت في حال نقل هذه الأسلحة إلى مخازن حزب الله في لبنان، وهذا ما يجعل أصدقاء سوريا يساندون السد وبقوة للحفاظ على مصالحهم؛ خوفا من احتمال تهور إسرائيل أو المقاومة اللبنانية، وتقام حرب في المنطقة. الهروب إلى طهران أو بغداد د. جمال زهران، أستاذ العلوم السياسية بجامعة قناة السويس، أشار إلى أن تصنيف حزب الله على أنه منظمة عسكرية "إرهابية" من قبل دول أوروبا والغرب، يجعله منبوذا من جميع قوى العالم، ولذلك لن يجد مساعدة من طرف من يؤويهم ويساعدهم ويمدهم بالسلاح والمال "سوريا وإيران"، فالأولى أصبح سقوط رئيسها مجرد وقت ولن يساند النظام السوري الجديد أيا كان توجهه السياسي أو المذهبي حزب الله اللبناني؛ بسبب غضب الشعب والمعارضة من مشاركة قادته وقواته العسكرية في الجرائم التي تحاك ضد أبناء الشعب السوري ومحاربتهم مع قوات الأسد، أما إيران فإن العقوبات السياسية والاقتصادية من الغرب أثقلت كاهلها، ولن تستطيع دخول حرب للدفاع عن رجالها، ولكن ما تستطيع فعله هو إيواء أمين الحزب حسن نصر الله في طهران، أو يلجأ إلى العراق في حماية رئيس الوزراء العراقي "نوري المالكي" ذي المرجعية الشيعية؛ موضحا أن حزب الله بعد سقوط الأسد لن يستطيع البقاء في لبنان والتعايش مع المسؤولين السياسيين، وستوجه الدولة اللبنانية أسلحتها ضد عناصره التي كانت تستقوى بالنظام السوري، خوفا من توريط بيروت في حرب جديدة مع اسرائيل. في رأي د. محمد السعيد إدريس، الخبير في الشأن الإيراني، فإن طهران مصابة بحالة فقدان توازن سياسي وإقليميي بسبب تخوفها من فقدان الحليف السوري أو حزب الله اللبناني، وسقوط الأسد معناه انحسار إيران وتقوقعها سياسيا، ولذلك هرولت إلى مصر مجددا لبناء شراكة إستراتيجية باعتبارها حليفا قويا مع الإدارة الأميركية، كاشفا أن طهران تشتعل داخليا بسبب الفساد المالي والصراع على السلطة بين رافنسجاني ولاريجاني؛ نظرا لأن نجاد يريد الانقلاب على الولي الفقيه، وبدأ يعصي الأوامر، وبمجرد حدوث التغيير في سوريا، فإن التفكك والانهيار سوف يسودان القادة الشيعيين في لبنان والعراق وإيران، كما أن الغرب لن يترك حزب الله بعد سقوط الأسد وسيتم معاملة هذا التنظيم مثل "تنظيم القاعدة. سقوط بشار لا يعني سقوط حزب الله في مرحلة ما بعد سقوط النظام السوري سيتم تشكيل المنطقة سياسيا من جديد، ولكن ما يخيف البعض هو رد فعل حزب الله اللبناني على سقوط الأسد، كما أن قادة الحزب قد يوجهون بطريقة عشوائية صواريخهم التي تزيد عن 70 ألفا، حسب د.مصطفى علوى أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، الذي لفت إلى وجود عدة احتمالات لما بعد رحيل الأسد منها، أولا: أن يفتعل حربا مع إسرائيل وتوجيه رسالة للعالم أنه ما زال متماسكا رغم سقوط أكبر حلفائه، ثانيا: يعلن تخليه عن أسلحته وينخرط في الدولة تحت سقف الدستور، ثالثا: يحافظ حزب الله على وضعه السياسي والعسكري ويتعامل مع المعطيات الإقليمية التي تستجد بعد انهيار النظام السوري. وأشار إلى أن إيران تلعب الآن على الحليف اللبناني وتحاول وضع خطة محكمة للسيطرة على لبنان ينفذها عناصر الحرس الثوري الإيراني بالتعاون مع عناصر حزب الله لما بعد سقوط بشار الأسد حفاظا على البلاد من الانقسام السياسي والشعبي، خاصة بعد انخراط قادة حزب الله في العمل السياسي بعد اتفاقه مع قوى "14 آذار" التي تضم الأحزاب والحركات السياسية التي ثارت على الوجود السوري داخل لبنان، والتي ستكون من خلال انتشار وسيطرة أمنية على المناطق اللبنانية، ومحاصرة المدن وأماكن تجمعات المعارضة والمناطق السنية، ضمانا لسيطرته الكاملة على البلاد خوفا من محاولة خصومه استرداد السلطة بعد سقوط الأسد. من جانبه رفض د. عمرو الشوبكي، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية، الربط بين سقوط النظام في سوريا، وسقوط الحزب الشيعي؛ لأن سقوط الأسد ليس معناه انهيار حزب الله أو نزع سلاحه، بسبب وجود أطراف أخرى فاعلة في المعادلة اللبنانية السورية حليفة لسوريا، وتضمن دعم الحزب بالمال أو السلاح في مواجهة إسرائيل، بالإضافة إلى أن الشعب اللبناني ما زال متمسكا ببقاء الحزب داخل البلاد لقوته القتالية وبسالة مقاتليه التي تستطيع مجابهة العدو الصهيوني، مرجحا سقوط حزب الله من خلال أميركا وأوروبا وليس بسبب سقوط الأسد، في حال تم إدراجه على قوائم المنظمات "الإرهابية" في العالم، مما يفتح الباب أمام القوى الخارجية لشن عمليات عسكرية على غرار ما حدث في أفغانستان للقضاء على "تنظيم القاعدة"، لافتا إلى احتمالية انضواء أفراد التنظيم تحت جناح الشرعية اللبنانية والتخلي عن السلاح رغم عقيدته القتالية. وعلى صعيد القادة لن يكون أمامهم سوى الهرب لوجود احتمالية محاكمتهم بشأن تورطهم في أعمال قتل واغتيالات داخل لبنان وخارجها، متوقعا قيام الأسدبتوجيه ضربة عسكرية ضد اسرائيل؛ ردا على اختراق الطائرات الإسرائيلية المجال الجوي السوري وضربها الحدود، وستكون آخر مرحلة من مراحل نظامه قبل السقوط، الذي سيشكل ضربة قوية ولكن ليست قاضية لحزب الله، وبلا شك سيكون هذا السقوط داعما للغرب وإسرائيل في شن حرب إقليمية ضد سوريا وإيران وحزب الله. "وكالة الصحافة العربية". |