منتدى لبنان
مرحبا بزائرنا الكريم

هذه اللوحة تفيد انك غير مسجل

يسعدنا كثيرا انضمامك لأسرة منتدى لبنان

تسجيلك يخول إليك الذخول مجانا إلى علبة الدردشة

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى لبنان
مرحبا بزائرنا الكريم

هذه اللوحة تفيد انك غير مسجل

يسعدنا كثيرا انضمامك لأسرة منتدى لبنان

تسجيلك يخول إليك الذخول مجانا إلى علبة الدردشة
منتدى لبنان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
دخول
المواضيع الأخيرة
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 1 عُضو حالياً في هذا المنتدى :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 1 زائر

لا أحد


اذهب الى الأسفل
إلياس المغترب
إلياس المغترب
نائب مؤسس الموقع
رقم العضوية : 2
الدولة : غير معروف
عدد المساهمات : 7389
نقاط : 425179
السٌّمعَة : 28
تاريخ التسجيل : 22/12/2012

الأدب وحدود الأيديولوجيا Empty الأدب وحدود الأيديولوجيا

الثلاثاء فبراير 12, 2013 3:57 pm
الأدب وحدود الأيديولوجيا 404p
الفيلسوف الإيطالي "أنطونيو
غرامشي"


تشهد نظرية الأدب في البلدان الغربية
تطورات ملحوظة منذ الستينات من القرن العشرين إلى يومنا هذا و يمكن رصد قسمات هذا
التقدم في التضافر التكاملي للحقول الفلسفية، والعلوم الاجتماعية واللسانيات،
والتحليل النفسي، وغيرها من المنعطفات المعرفية المتطورة وذلك لتنشيط عمليات
التأسيس لنظرية الأدب من جهة وللنقد الأدبي التطبيقي من جهة أخرى.

ستسعى مقالتنا إلى النظر في العلاقة المتواشجة بين الأدب كممارسة
وكنظرية وبين الماركسية كمنهج فلسفي واجتماعي نقدي. وفي هذا الشأن، يعود الفضل في
تفجير النقاش حول هذه المسألة إلى الفيلسوف الفرنسي الراحل "لوي ألتوسير"، وذلك حين
حاول بكثير من الدقة والنجاح إقامة تركيبة نظرية متكونة من التحليل النفسي و
الماركسية، ويؤكد المؤرخون المهتمون بالظاهرة النقدية الأدبية والفلسفة الماركسية
أن مساهمات "ألتوسير" قد فتحت فضاء واسعا في عالم الدراسات النقدية الأدبية، كما
حدث الشيء نفسه في مجالات أخرى مثل الدراسات الثقافية، والنقد الثقافي والدراسات
السينمائية.

وهنا نتساءل ماذا فعل "لوي ألتوسير" بالتحديد؟ لكي نجيب على هذا
السؤال سوف نقوم بتقديم فكرة عن دراسة بارزة أنجزها هذا المفكر وتحمل عنوان:
"الأيديولوجيا، وأجهزة الدولة الإيديولوجية" التي وردت في كتابه المعروف والمؤثر
"لينين والفلسفة ومقالات أخرى". إنّ هذه الدراسة لعبت دورا فكريا متميزا في تطوير
الدراسات الماركسية من جهة وفي تأويل النصوص الأدبية من جهة أخرى، وأكثر من ذلك
فإنّ اليسار الجديد في أوروبا في ميدان السياسة و العلوم الإنسانية قد اشتغل على
هذه الدراسة على أساس أنها تقدم منظورًا حيويًا لفهم الثقافة وكيف تتشكّل في
المجتمع. وسنتوقف أيضًا عند كتاب "فليب رايس" و"باتريشه وُوْ" الذي يحمل عنوان
"نظرية الأدب الحديثة" حيث نجدهما يقدمان عرضا مثقفا عن مساهمات "ألتوسير" النظرية،
وفضلا عن ذلك سوف ننظر في كتابات الدارس والناقد الثقافي البريطاني "مدان صاروب"
ومناقشته لنظرية "ألتوسير" وخاصة في دراسته التي تحمل عنوان "الهوية
والاختلاف".

إذ يرى "صاروب" بأن "ألتوسير" قد فتح آفاقا جديدة للنظرية
الماركسية، ولنظرية الأدب في آن واحد حيث تجاوز التزمت الإيديولوجي التقليدي الذي
يشدد على أن البنية التحتية هي التي تصنع وتحرك التاريخ. وهكذا نفهم أن "ألتوسير"
قد ساهم في بلورة أفكار مهمة تتسم بالجدة وخاصة عند تأكيده بأن ظاهرة الأدب ليست
نتاجا ميكانيكيا وأحاديا للواقع المادي، وإنما هناك شبكة من العوامل الثقافية،
والاجتماعية والإيديولوجية التي تنتج هذه الظاهرة في مراحل تاريخية معينة. لقد أبرز
"ألتوسير" أيضًا أن ثمة علاقة تبادل التأثير بين البنية التحتية والبنية الفوقية
وأن النظرية الأدبية النقدية ينبغي أن تأخذ ذلك بعين الاعتبار. من هذا المنظور
الفكري ينبغي القول بأن "ألتوسير" يعد من المساهمين اللامعين في توفير القاعدة
الفكرية لنظرية الأدب المعاصرة.

ربما نستطيع المغامرة بقولنا إن النقلة
النوعية لفكره لا يمكن فصلها عن النقاش المعقد والمثير والخلافي الذي دار في فرنسا
حول مشكلات الماركسية التقليدية التي كانت تعطي الأولوية للبنية التحتية كقوة
أحادية مهيمنة على عمليات بناء التاريخ وتحريكه على حساب البنيات الفوقية في تأويل
التاريخ والظاهرة الأدبية بشكل خاص، وبسبب هذا بقيت الماركسية التقليدية أسيرة
للنزعتين الخطية والغائية الاقتصادوية معا. فما هي الأيديولوجيا وكيف تعمل
إذًا؟

في البداية نود أن نقدم بعض التعريفات لمصطلح الأيديولوجيا ومن ثم
أنتقل إلى تناول أهم محاور وأفكار نص ألتوسير : "الأيديولوجيا، وأجهزة الدولة
الإيديولوجية" وعلاقة كل ذلك ببناء نظرية الأدب.

تعريفات

يرى كل من
سيمون مالباس وبول وايك في كتابهما الذي يحمل عنوان النظرية النقدية أن مصطلح
الأيديولوجيا من وضع الفيلسوف الفرنسي ديستوت دو تراسي "Destut de Tracy" وأنها "
مفهوم مركزي في النظرية النقدية المستعمل عموما بإحدى هذه الطرق الثلاث؛ فالأولى
تعتبر الأيديولوجيا مجموعة من المعتقدات الواعية واللاواعية التي يحملها فريق معين
من الناس. والثانية تعتقد أن هذه المعتقدات غير صحيحة وأن هذه الحقيقة يمكن البرهنة
عليها موضوعيا، وأن هذه النظرية التي دعاها فريدريك إنجلز بالوعي الزائف هي أساس
الاضطلاع الماركسي / الفرويدي بتحليل الدين. والثالثة تستخدم المصطلح -أي
الأيديولوجيا- لتشير إلى العملية التي بواسطتها يكتسب الناس معتقداتهم: إن النظريات
الأكثر تأثيرا من هذا الصنف قد أفصح عنها أنطونيو غرامشي ولوي ألتوسير".

نحن
هنا أمام تعريف للايديولوجيا مثلث الأضلاع: فالأول ينتمي إلى الفهم الطبيعي القائم
على الحس المشترك والثاني فرويدي / ماركسي يتمسك بفهم مادي ونفسي للأيديولوجيا
والثالث خاص بغرامشي الذي يرى أن الأيديولوجيا هي نتاج الكتلة التاريخية أي تعاضد
كل من البنية الفوقية والبنية التحتية مع الإقرار بالاستقلال النسبي للبنية الفوقية
وفي الوقت نفسه يؤمن غرامشي بأن الأيديولوجيا لا تعمل أفقيا ومن جهة واحدة بل إن
تأثيرها على الناس يتم على أساس الهيمنة الأمر الذي يعني بوضوح أنها تحركهم بواسطة
الرضا وبتقنيات الترغيب والإقناع.

أما ألتوسير الذي يوظف نظريات المحلل
النفسي الفرنسي جاك لاكان فيعتقد أن الأيديولوجيا هي التي تشكل الذوات في قوالبها.
وهنا نفهم أن ألتوسير يقع ضحية الجبرية الثقافية كما يرى سيمون مالباس وبول وايك
وجاك دريدا ومعظم فلاسفة ما بعد البنيوية ونقاد النزعة الاقتصادوية. في غمرة السجال
الفكري داخل الفضاء الغربي نجد عددا من المفكرين الذين ينتقدون بقوة الفهم الماركسي
التقليدي أو الأرثوذكسي للإيديولوجيا حيث يسجلون نقطة مهمة وهي أن الصانع الأمهر
لها ليس البنية التحتية فقط وإنما يقرون بقدرة البنية الفوقية على إحداث التغييرات
في القاعدة/ البنية التحتية وفقا لتحليلات المفكرين المذكورين سابقا.

أول
شيء يؤكد عليه "ألتوسير" هو ضرورة التمييز بين الأجهزة القمعية للدولة وبين أجهزة
الدولة الإيديولوجية ومن بعد يدعو إلى التمييز بين الحكومة، والإدارة، والجيش،
والشرطة والمحاكم والسجون، وبين الأجهزة الإيديولوجية التابعة للدولة منها المؤسسات
الدينية، والتعليم الخاص والعام، والنظام السياسي بما في ذلك الأحزاب السياسية،
والنقابات، ووسائل الاتصال والإعلام، والثقافة، والآداب والفنون
والرياضة.

بواسطة هذا التمييز نجد "ألتوسير" يريد القول بأن الأولى تعمل
باستخدام القوة والعنف، في حين أن الأجهزة الإيديولوجية السلمية تعمل على تشكيل
الذوات، والهويات، والمواقف بشكل غير مباشر وعن طريق الرضا. هنا نجد "ألتوسير" وفقا
لتأويلات كل من "فيليب رايس" و"باتريشه وو"، يدرج الأدب ضمن مدار أجهزة الدولة
الإيديولوجية حيث تعمل الدولة على استخدام الإنتاج الأدبي لتمارس الهيمنة، ولكي
تبقى في السلطة. ويشير كل من "رايس"، و"باتريشه وو" إلى أن دراسة "ألتوسير"
للإيديولوجيا قد مكنت من "توفير إطار عام لفهم العلاقة بين النص الأدبي، وبين عالم
المجتمع"، ومن توفير نموذج للتحليل النصي الذي يكشف عن "إيديولوجيا النص". ولقد
أشار أيضًا إلى الناقد البريطاني المعروف "تيري إيغلتون" الذي سبق أن أبرز توجهات
"لوي ألتوسير" النقدية في كتابه "النقد والأيديولوجيا".
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى