- Waelعضو نشيط
- الدولة :
عدد المساهمات : 173
نقاط : 171674
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 21/07/2013
العشق المكروه..رواية جريئة جدا
أدخلني فريد إلى الغرفة المخصصة لكبار الضيوف، ثم مسح على رأسي بكل حنان وخرج من الغرفة المضاءة بالشموع، شعرت بالوحدة،ولم يقطعها سوى صوت يحدثني: - اسم الله عليك يا حلوة... هل أنت جديدة هنا؟ - حلوة عيونك، نعم أول مرة أحضر إلى هنا. - فرصة سعيدة. - سعيدة بوجودك. - هل كنت تعملين في مكان آخر؟ - لا والله ... ماذا عنك أنت؟ - أنا هنا منذ ستة أشهر تقريباً. - افضل مني على الأقل... أنا غشيمة وجديدة...عندي شعور بأن العمل متعب هنا. - العمل هنا حسب الموسم، في الشتاء يزاد الطلب علينا ويقل في الصيف، نضطر لأن نخدم زبائن عديدين خصوصا في ليالي الشتاء...... احمدي ربك بأن عملك سيكون هنا، لو انتقلت إلى الغرف الأخرى ستطلبين الإحالة إلى التقاعد وستتوبين من أول يوم. - وما بها الغرف الأخرى؟ - غرف مختلطة يدخل فيها كل من هب ودب تنتقلين من زبون إلى آخر دون أي استئذان. - ربنا ولك الشكر لا أريد أي غرفة أخرى، قولي لي ...هل هذه غرفتك؟... أشعر بأني قد انتهكت خصوصيتك بلا إحم ولا دستور. - لا تقلقي من ذلك على الأقل ستؤنسينني في وحدتي. وقطع حديثنا دخول إحدى الموظفات إلى الغرفة حاملة عدداً من الأكواب النظيفة التي وضعتها على الطاولة ثم خرجت بعد تشغيل المكيف فقلت لزميلتي: - جيد أنها شغلت المكيف... كدت أموت من الحر. - الحر لاحقة عليه.. عندما تمارسين العمل سترتفع درجة حرارتك بشكل أكبر. - يا إلهي كم أكره الحرارة..... لم تقولي لي من هي هذه الجميلة التي دخلت علينا؟، وهل هي مسئولة عنا؟ - هذه كوثر ليس لها أي سلطة علينا؛ إنما هي المسئولة عن مشروبات الزبائن، المسئول الأول والأخير علينا هو فريد. - تبدو طيبة أكثر من اللازم، لقد لاحظت بأنها لا تريد إزعاجنا، تعجبني أناقتها الشبابية. - لا عليك مما تبدو عليه، إنها اكثر موظفة تنافسنا في العمل، رغم أن طبيعة عملها تختلف كلياً عنا، إنها تعمل هنا وفي الخارج أيضا، والكثير من الزبائن يحضرون من أجلها، صدقيني إنها لئيمة. - لئيمة ... كيف؟ - تتصنع الدلع بإفراط أمام الزبائن، وتتعمد الانحناء عندما تكون مرتدية ملابس قصيرة، وأغلب السراويل التي تلبسها لا يمكن لمخلوق أن يلبسها إلا بعد وضع الفازلين، أما عن قمصانها فحدثي ولا حرج، لا ترتاح إلا ببروز نهديها من هذه القمصان، وكثير من الزبائن يلتقون بها في الخارج، تصوري أن دخلها الشهري يكفي لإعالة عائلتها في بلدها، لقد اشترت لوالدها سيارة جديدة الشهر الماضي، لقد سمعتها بنفسي تتحدث مع والدها في الهاتف. - وهل يعلم رب العمل بما تفعله هذه اللئيمة؟ - نعم يعلم، ولكنه يفكر في مصلحة العمل والزبائن الذين تعلقوا بها، ويخشى قلة الإقبال على المكان إذا خرجت من هنا. - هكذا إذاً... عندما دخلت شاهدت أشخاص من جنسيات متعددة ومن ضمنهم شباب مواطنين، هذا يعني أننا نتعامل مع جنسيات مختلفة. - نعم، فسمعة المكان وأسعاره المنافسة جعلت العديدين يترددون علينا، وكما تعلمين أمزجة البشر مختلفة ومتباينة، هناك من يعاملنا بلطف وهناك من يعاملنا بخشونة. لقد علمت من إحدى الزميلات بأن الزبائن في السابق كان أغلبهم مواطنين وعربا، أما بعد زيادة الرواتب فقد زادت الجنسيات، هناك عرب وأجانب وأشخاص من جنسيات مختلفة، حتى الأمريكيين زادوا من وتيرة التردد علينا في الآونة الأخيرة، المشكلة أن بعضهم مقرف، تخيلي البعض منهم يأتي إلى هنا دون أن يغسل أسنانه بمعجون الأسنان، كُتب عليَ في إحدى المرات التعامل مع زبون هندي، كرهني عيشتي بالنسوار الكريه الذي ملأ فمه، فمرضت وأجريت لي عملية غسيل معدة. - نسوار!... اعتقد أني سمعت هذه الكلمة من قبل، صدقيني لقد كرهت اسم المادة قبل أن أعرف ما هي. - النسوار معجون من الأعشاب لونه أخضر، يوضع تحت الفم ويبدأ الشخص الذي يستعمله في مضغه حتى تغدو رائحته كريهة جداً، وهذه المادة منتشرة كثيراً بين الهنود والباكستانيين وحاليا بين بعض المواطنين، ولأنها مخدرة فهي ممنوعة، وكان حظي في ذلك اليوم سيئاً بسبب الزحام الشديد فكان نصيبي زبون هندي أصابني بالتسمم. - أجر وعافية يا أختي .. اعتقد أن العمل في الفترة الصباحية قليل جداً، هذا ما لاحظته حتى الآن. - أنت نبيهة وذكية، في الفترة الصباحية العمل قليل وهي فرصة لنا لأخذ قسط من الراحة بعد عملنا طوال الليل، ولكن هناك بعض الزبائن يترددون علينا في فترة الصباح خصوصاً فطوم هوغن وزميلاتها. - فطوم هوغن! هل هذه بطلة مصارعة أم ماذا؟ - لا.. لا .. يلقبونها بذلك بسبب عنفها مع الفتيات، وهي طالبة في إحدى الكليات، كانت تحضر في البداية لوحدها، ثم بدأت في جر زميلاتها الطالبات معها إلى المكان، وهي لا تحضر مع زميلاتها في الإجازات كيلا يكتشف أهالي الفتيات ما يقمن به. - وفي الكلية ألا يعلمون بما تفعله الطالبات؟ - يعلمون.. ولكنهم يتغاضون عن الكثير من الأشياء... فطوم هوغن معروفة في الكلية بشذوذها لكن لا يجرؤ أحد على منعها مما تقوم به. - بصراحة إنه لأمر مقرف، لا أتخيل نفسي في هذا الموقف ... لن اسمح لامرأة بالاقتراب مني، رضيت بالرجال فهل سأرضى بالفتيات أيضا؟.. كلا وكفى!. - تخيلي ذلك يا عزيزتي... إن أعداد الفتيات اللواتي يترددن على المكان في ازدياد، ثم انك لا تستطيعين الرفض. - بل أستطيع، سأرفض رفضاً قاطعا كل المحاولات التي ستقوم بها الفتاة وبذلك ستبتعد عني، وكفانا الله شر القتال. - المسألة ليست سهلة كما تظنين... إن امتناعك سيسبب لك العديد من المشاكل وقد تفقدين حياتك ثمنا لهذه العفة التي نزلت عليك فجأة. - افقد حياتي؟.. هل الموضوع خطير لهذه الدرجة؟ - أنت هنا مسيرة لا مخيرة...وكلما كنت مطيعة، كلما حصلت على مزيد من الراحة، ولكن إياك والعناد، فكلما عاندتِ صارت حياتك جحيماً. - لن أعمل وكفى... هل سيقطعون رأسي يا ترى؟ - ستتمنين لو قطعوا رأسك، إن التعذيب بحد ذاته لا يمكن تصوره. - يا إلهي... هل هم متوحشون لهذه الدرجة؟ - متوحشون قليلة في حقهم... قبل أيام تم تعذيب إحدى زميلاتي بكل قسوة أمامنا جميعا كي تكون عبرة لمن يعتبر، كل ما فعلته أنها لم تتجاوب مع الزبون. - ماذا فعلوا بها؟ - حاول الزبون بشتى الطرق، ولكنها ظلت على عنادها، ثم أمسك بها بقوة دون فائدة، فصرخ ثائراً ينادي فريداً الذي حضر على وجه السرعة، فلطمها على أجزاء مختلفة من جسدها، ثم مط شفتيها حتى كادت تصبح مثل خرطوم الفيل، ورجها بقوة حتى تقيأت كل ما شربته في ذلك اليوم، ولكنها رضخت للأمر الواقع عندما تم استعمال الأسلوب النازي معها. - الأسلوب النازي!.. هل عاد هتلر من جديد؟، كنت أشك بأنه لم ينتحر؟ - يا غبية لم أقل : هتلر، بل قلت : الأسلوب النازي، أسلوب يقضي بإدخال أدوات حادة في الجسم، وهذا الأسلوب كان هو الحل الأخير لتعود زميلتنا إلى رشدها... الهبلاء كادت تفقد حياتها من أجل قضية خاسرة. وبلعت ريقي بينما أتخيل كيفية تنفيذ الأسلوب النازي بزميلتنا...ثم قلت: - جيد أنك أخبرتني بذلك، لا أريد أن يذهب عمري سدى، وأنا في ريعان الشباب. - هل تعرفين ما هو أجمل شيء في عملنا هذا؟ - ما هو؟ - الحب والعشق! - حقاً، وهل هناك من يحبنا لدرجة العشق؟! - نعم ... رغم أن العشق مكروه، فقد عشقني أكثر من زبون وكانوا يحضرون خصيصا من أجلي، وان كنت مشغولة مع زبون آخر، تتملكهم الغيرة ولا يتعاملون مع واحدة أخرى، لقد سمعت أحدهم يقول لفريد: - أموت عليها، سهلة مرنة لا تحتاج إلى جهد وعناء، وتعطيني من اللذة ما أحتاجه، إنها تطفئ غليلي وتلهب شعوري، وتجعلني أعيش في عالم آخر. - أووه.. ما هذه الرومانسية.. أخبريني عن قصصك مع العشاق، وهل عشقت أحدهم؟ - بصراحة! لا.. لم أعشق أي واحد منهم، ما دمت مجبرة على هذا العمل، وإن كنت في الواقع استلطف بعض الزبائن أكثر من غيرهم، بصراحة أحن كثيراً إلى سلطان الذي عشقني حتى الجنون وكتب قصيدة يتغنى فيها بحبي، قال فيها: أنت الحياة وأنت كل مودتي .... وأنت المحب إذا جفوني أحبتي لولاك ما سهرت عيوني في الدجى.... ولا تصورتك أمام بصيرتي احبك حبا شديدا واضحا... أغلى من الغالي وما في مهجتي إذا نظرتك طاب قلبي في الهوى.... وانهارت أحزاني وطابت عيشتي بك تسعد أيامي وبك كل المنى.... بك ينجلي همي وتنمو صحتي - وهل صدقتِ أنّ هذا الشعر قد قيل فيك؟. هذه من أشعار الشاعر المتوفي أحمد الكندي، وليست من كلمات سلطان. - ومن أدراك أنت؟ - متأكدة 100% فأنا ثقافتي عالية، وأحب كتب الشعر، خصوصا الغزل العفيف الذي اشتهر به الكندي. - سواء كانت من أشعاره أو من أشعار أحمد الكندي، على الأقل هناك من تغزل بي بطريقة أو بأخرى. وفجأة سمعنا صوتاً غليظاً في الممر يتحدث مع فريد وكوثر.. تعرفت زميلتي على صاحب الصوت فقالت: - بعد قليل سيبدأ العمل، سأستعد من الآن، أعانني الله على بلواي.. هذا ناصر. - ناصر.. هل تعرفينه؟ - نعم أعرفه منذ قدومي للمكان، يتردد بصورة شبه يومية، ويطلبني شخصياً... إنه ابن رجل ثري، يعتمد على والده في كل شيء، انه كريه بكل ما تعنيه الكلمة من معنى. - لماذا، هل ضايقك بشيء أو أساء معاملتك؟ - إنه شاب مستهتر، يسهر حتى ساعات الفجر، وعندما يصل إلى الثمالة ينام، ثم يأتي إلى هنا قبل صلاة العصر، رائحة نفسه كريهة من أثر السجائر والخمر، تخيلي الخلطة العجيبة بين هاتين الرائحتين، صدقيني إن رائحة الفأر الميت أهون من رائحة فمه بكثير، والأكثر بشاعة عندما يتنفس، ثم إنه لا يراعى أدنى المعايير الصحية، تخيلي أنه لا يستخدم أي عازل أو معقم طبي. - أي مغفل هذا، الأمراض قد تنتقل بسهولة، ألا يعلم بذلك؟ - بلى يعلم... فقد أخبره فريد عدة مرات بسهولة انتقال الأمراض، لكنه عنيد، ويؤكد بأن الأمر يعجبه هكذا بصورة أكثر. - ولماذا لا تمتنعين؟ - هل أنت غبية أم ماذا، لقد أخبرتك جزاء التي تمتنع، وأنا عاقلة لا أريد الإلقاء بنفسي إلى التهلكة. وفجأة فتح فريد باب الغرفة ثم أشار نحوي قائلا: - أريدك أن ترى هذه الجميلة وتخبرني عن رأيك بها؟ دخل ناصر إلى الغرفة واتجه بنظره ناحيتي، ثم حك رأسه وفتح فمه بنظرة إعجاب: - حقاً إنها جميلة، متى جلبتها؟ - لقد وصلت اليوم.. ومن حسن حظك أنك ستكون أول من يجربها. - إمممم ... أخشى ألا تعجبني. - أنت جرب وإن لم تعجبك، فلن تدخل في حساب اليوم. واقترب ناصر مني وبدأ يتحسس جسدي.... نفرت من رائحته الكريهة لكني لم أستطع التحرك، وبدأ ينظر لي من رأسي حتى قدمي ثم قال: - من حيث المظهر إنها جميلة جداً، يجب أن أجربها كي أتأكد منها. وقرَب فمه من فمي، وأنا أكاد أتقيأ من رائحته النتنة، ثم أقدم على حركات غريبة بفمه، وأنا عاجزة عن التنفس، ونظر إلى زميلتي كمن تخلص من زوجته السابقة، واقترن بأخرى ثم صاح في فريد: - إنها ممتازة .... أحضر مزيدا من الجمر، هذه الشيشة ولا بلاش. |