منتدى لبنان
مرحبا بزائرنا الكريم

هذه اللوحة تفيد انك غير مسجل

يسعدنا كثيرا انضمامك لأسرة منتدى لبنان

تسجيلك يخول إليك الذخول مجانا إلى علبة الدردشة

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى لبنان
مرحبا بزائرنا الكريم

هذه اللوحة تفيد انك غير مسجل

يسعدنا كثيرا انضمامك لأسرة منتدى لبنان

تسجيلك يخول إليك الذخول مجانا إلى علبة الدردشة
منتدى لبنان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
دخول
المواضيع الأخيرة
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 1 عُضو حالياً في هذا المنتدى :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 1 زائر

لا أحد


اذهب الى الأسفل
إلياس المغترب
إلياس المغترب
نائب مؤسس الموقع
رقم العضوية : 2
الدولة : غير معروف
عدد المساهمات : 7389
نقاط : 424819
السٌّمعَة : 28
تاريخ التسجيل : 22/12/2012

حوار الأديان بين مسلمي الشرق ومسيحييه. Empty حوار الأديان بين مسلمي الشرق ومسيحييه.

الأربعاء فبراير 13, 2013 10:01 am
حوار الأديان بين مسلمي الشرق ومسيحييه. 952p
حان وقت الخروج من القاعات إلى التعليم والفعل
المدني


الجدل الذي احتدم في العصور الوسطى بين
اللاهوت المسيحي والكلام الإسلامي لم يؤد إلاَ إلى تعميق النزاع العقائدي والإقصاء
بين مسلمي الشرق ومسيحييه.

أنزل اللاهوت الكاثوليكي المعاصر قضية الحوار مع
الإسلام والمسلمين منزلة استثنائية، حتى لقد اعتبرها لاهوتيون كثر في الكنيسة واجبا
دينيا، يجب تطبيقه والإلتزام به. فيرى المجمع الفاتيكاني الثاني في الدستور
الراعوي: "الكنيسة في عالم اليوم" ما يلي: "تبدو الكنيسة رمز هذه الأخوة التي تتيح
الحوار الصادق وتشجعه، وذلك بفعل رسالتها التي تهدف إلى إنارة المسكونة كلها بنور
البشارة الإنجيلية وجمع جميع البشر في الروح الواحد، إلى أي أمة أو عرق أو ثقافة
انتموا".

يتضح من هذه الفقرة الربط الوثيق بين هوية الكنيسة وطبيعة الرسالة
التي تضطلع بها في معترك الزمن الإنساني. وحسب التفسير اللاهوتي فإنه إذا كانت
الكنيسة رمزا للأخوة الإنسانية، فإن الخروج إلى الآخرين خروج الحوار الصادق، هو
أسمى تعبير عن الجوهر الذي ينطوي عليه كيان الكنيسة.

أصول الجدل


لكن القراءة المعاصرة لفقه الحوار في الكنيسة الكاثوليكية، ستبلغ مستوياتها
المتقدمة بعد بضعة عقود من ثورة الستينيات اللاهوتية. ولعل القول بوجوب التحاور
والتواصل مع المسلمين فضلا عن الأديان الأخرى، يفضي إلى واحدة من أهم القواعد
الإيمانية لـ"لاهوت الحوار التعرفي". فلكي لا يُفهم انعقاد المجمع الفاتيكاني
الثاني على أنه نتيجة تحولات تاريخية وفكرية، أملتها شروط التكيف مع القرن العشرين،
وجد اللاهوت المعاصر أن القول بضرورة الحوار، لا يكفي لتوطيد التصور الحواري بين
المسيحية والإسلام، وأنه لترسيخ الموقف الحواري الشامل لابد من البحث في تضاعيف
المضامين اللاهوتية، التي ينطوي عليها الدين المسيحي والدين الإسلامي، والتنقيب عن
الأسباب اللاهوتية القصية التي تجعل من الحوار المسيحي الإسلامي واجبا دينيا لا
مَعدلَ عنه.

لم يؤد الجدل الذي نشأ في العصور الوسطى بين اللاهوت المسيحي
والكلام الإسلامي إلا إلى تعميق النزاع العقائدي وتوليد ضروب الخوف والحذر والإقصاء
بين مسلمي المشرق العربي ومسيحييه. وإذا كان ثمة الكثير من الأسباب الداعية إلى
الجدل، فهي في الأغلب عائدة لمؤثرات تاريخية وسياسية، أكثر مما هي عائدة إلى مبدإ
الإيمان بالله وتوحيده. لعل مجادلة القديس يوحنا الدمشقي، أواخر القرن السابع حتى
منتصف القرن الثامن -على سبيل المثال- قد شكلت أنموذجا للقطيعة في جدال العقائد بين
الإسلام والمسيحية، في ذلك الوقت.

كذلك الأمر بالنسبة إلى مجادلات العلامة
تقي الدين أحمد إبن تيمية الدمشقي "1263-1328"، في رده على بعض عقائد المسيحية
معتبرا أن أكثرها بدعة، مثل أن الصلاة إلى المشرق لم يأمر بها المسيح ولا الحواريون
وإنما ابتدعها قسطنطين، وكذلك بدعة الصليب والألحان في الصلوات، إضافة إلى قوله إن
عامة أنواع العبادات والأعياد التي هم عليها، لم ينزل بها الله كتابا.

لعل
المشترك بين هذين الأنموذجين الجداليين في اللاهوت المسيحي والكلام الإسلامي "يوحنا
الدمشقي، وإبن تيمية"، هو أنهما يعتصمان بحرفية النص وظاهره. وربما لهذا السبب
خُلعت على الأول أوصاف تقديسية مثل "بطل الكنيسة". وكذلك الأمر بالنسبة إلى إبن
تيمية حيث اعتبره كثيرون بأنه مؤسس السلفية في التاريخ الإسلامي. ولعل ما عناه إبن
تيمية في قوله، الذي جاء في سياق رسالته إلى سرجيوس ملك قبرص: "أنا من نواب المسيح
وسائر الأنبياء، في مناصحة الملك وأصحابه وطلب الخير منهم"، إنما يتبين منه مدى
إعتداده بنفسه، وخصوصا في ما يظهر من رسالته إلى السلطان الناصر محمد بن قلاوون من
أنه مجدد الملَة في ختام قرنها السابع.

واجبية حوار الأديان

لم يدع
اللاهوت المسيحي التجديدي فرصة كلام على صلة الوحي بالزمن البشري، إلا كان له من
الكتاب المقدس ما يحث على الحوار كما سبق ورأينا. أما في الفضاء الفكري الإسلامي،
فللحوار مقام الواجبية، ومن دونه لا قيمة للرسالة الإلهية، كما وردت في القرآن
والسنة، فسنرى في هذا المجال، كيف أن الحوار يدخل في النص القرآني دخولا بينا، حتى
إن كثيرين من قراء الوحي ذهبوا في التفسير إلى أن القرآن هو كتاب حواري بامتياز.


ويتأتى مفهوم الحوار القرآني من التقرير الإلهي باختلاف الخلق؛ ذلك أن
الاختلاف، والتعدد تفترضه الكثرة الخلقية، التي هي قانون حكم الله في الخلق. ولقد
قرر القرآن الكريم أن اختلاف الناس في عقائدهم ومللهم وآرائهم، هو مسألة سُنَنية لن
تتبدل ولن تتغير. وأن هذا الاختلاف لن يرفع إلا بعد زوال العالم الدنيوي، وهذا ما
يبينه قوله تعالى: "ولا يزالون مختلفين، إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم" "هود
118-119"، "إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا،
إن الله يفصل بينهم يوم القيامة، إن الله على كل شيء شهيد" "الحج 17".

على
هذا التأسيس القرآني للاختلاف، شرّع الإسلام حقَانية الأديان الوحيانية السابقة
عليه، وحين دخلت الشريعة المحمدية في قلب الزمان والمكان، لم تعمل على نفي الأديان
أو التعامل معها بالقوة والإكراه، وذلك على قاعدة التمييز بين الرشد والغي، وضرورة
اختيار المعتقد أو اتباع الملة، وهو ما أكده كتاب الله في الآية: "لا إكراه في
الدين، قد تبين الرشد من الغيّ" "البقرة 256"، وهذا أمر لا ينفي وجوب الدعوة إلى
الإيمان الحق بالله وإتباع دين الإسلام الخاتم.

ومع أن الإسلام قال
بالعقيدة الخاتمة لرسالات السماء، فقد حرص التوجيه القرآني على حث المسلمين على أن
تكون الدعوة إلى الله مقرونة بمحاورة من يخالفهم الاعتقاد: "ادعُ إلى سبيل ربك
بالحكمة والموعظة الحسنة، وجادلهم بالتي هي أحسن" "النحل 125" وهذا يعني في الحقيقة
والمقصد، إفراغ الجدل من محتواه القسري ليغدو حوارا مسددا بمشترك الإيمان بوحدانية
الله.

تأسيسا على هذه الرؤية للحوار والجدل، قدم القرآن الكريم المسيحية
النصرانية بوصفها دينا سماويا خالصا، راويا سيرة المسيح ورسالته، مكرما إياه وأمه
مريم أشرف تكريم؛ فمريم في النص القرآني، بتول طاهرة اصطفاها الله تعالى على نساء
العالمين، وكانت مهبط البشارة بالمسيح، الذي كانت ولادته معجزة إلهية.


وهكذا فإن صورة المسيحية التي عرضها الوحي الإلهي في القرآن، هي المسيحية
النصرانية التي لم تكن مادة للحوار والجدل السلبي؛ ذلك لأن الإيمان بها هو جزء من
إيمان المسلم؛ لأنه مصدق لها، ومن ثم فهو يحتويها على أساس الرحمانية الإلهية، حيث
أُمر بضرورة الإيمان بها كجزء من الاعتقاد برسل الله، كذلك كان الأمر على تمامه
بالنسبة لأنبياء بني إسرائيل.

ولعل ما يجعل الحوار التعرفي خلاقا بين
المسيحية والإسلام، هو عامل الواجبية الذي تؤكده المقاصد الإيمانية والأخلاقية لكل
من الديانتين؛ وإذا كان ثمة من عقبات واجهت تاريخيا هذا السياق من المحاورات، فذلك
يعود إلى اعتبارات الاحتدام المديد بين المجتمعات الإسلامية الشرقية، وطموحات الدول
الاستعمارية الغربية منذ الحملات الصليبية الأولى.
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى