- إلياس المغتربنائب مؤسس الموقع
- رقم العضوية : 2
الدولة :
عدد المساهمات : 7389
نقاط : 432859
السٌّمعَة : 28
تاريخ التسجيل : 22/12/2012
عيد الحب ... يوم للتسامح فلماذا تحريمه؟!
الاحتفال
عيد الحب مناسبة يُجمعُ العالم على الاحتفاء بها، لكن أفكار "التأثيم" طالت هذا العيـد مثلما حرّمت -سابقا- إحياء عيد الميلاد الذي يعدّ إجماعا إنسانيا على التسامح. ولا شكّ في أن سعي قوى التحريم إلى إعلانه فعلا محرما يندرج في إطار الصراع بين الأفكار الداعية إلى الحب وإعلاء القيم الإنسانية، وآلة إفتاء طاحنة تأتي على الاخضر واليابس من قيم التعايش الإنساني. يجدر بنا التذكير بأن عيد الحبّ هو مناسبة يحتفل بها الملايين في شتى أرجاء العالم في 14 فبراير من كلّ عام، في احتفاء رمزي يستحضر قصة حبّ أثيرة من القرن الثالث للميلاد، تقوم على تحدّي كاهن روماني لأوامر امبراطور -كلاوديوس- نصّت على تحريم الزواج لدواع سياسية وعسكرية. وتحوّل تاريخ إعدام الكاهن –عام 270م- إلى مناسبة سنوية يستحضر فيها عشاق العالم قصته، إصرارا على فرض قيمة الحب وإمعانا في تحدي القوى التي تحول دون إشاعته. استمرّ الاحتفال بعيد الحب وارتفعَ وهجه وكان انتشاره الواسع مؤشرا على أن الانسانية تنتصر للحب، وأن هذه القيمة توحّدُ الإنسانية على غرار قيم عديدة أخرى، والثابت أن كلّ ما يجمع الإنسانية من قيم وفضائل يستحقّ الاحتفاء به وترسيخه. لكن الاحتفال بعيد الحبّ أصبح يصطدمُ بآراء تحاول ابطاله وتحريمه، وهو ما فرض التعاطي مع القضية من زاوية كونها استمرارا للصراع بين رؤى إنسانية متسامحة تسعى دائما إلى الاصطفاف جنب المناسبات التي توحّدُ البشر، وآراء أخرى تأخذ "إنسانية" الحدث إلى آفاق أضيق وتؤصله داخل خلفيات التحريم والتأثيم. تشتغل آلة الإفتاء الطاحنة كلّ سنة خاصة في أيام الاحتفال بعيد الحب، لإصدار أحكام تحريم الاحتفال واعتبار العيد "مناسبة غريبة عن تراثنا" وانها تمثل امتدادا لطقس وثني غربي. ونشير في هذا الصدد إلى أن "حزب النور السلفي" المصري أطلق مؤخرا تصريحات عديدة تدعو إلى إلغاء الاحتفال بعيد الحب مستدلا في ذلك على أن الأعياد في الإسلام محددة وتقتصر على عيدي الفطر والإضحى، وما عدا ذلك فهو محرم في الشريعة الإسلامية. في نفس سياق الفتاوى المحرمة للعيد ومن ثمة للعشق، يرى الداعية السلفي أبو الحسام البخاري المتحدث باسم التيار الإسلامي العام أن "الاحتفال بعيد الحب بدعة من البدع السيئة التي لا أصل لها في الإسلام، والإسلام يدعو إلى الحبّ بصفة شاملة في صورته الشرعية التي أضحها رسول الله بأن يحب المسلم أخاه المسلم، وهذا الحب يقتضي السعي إلى ما ينفعه والبعد عمّا يؤذيه، وهذا لا ينطبق على تلك البدعة المسماة بعيد الحب الذي يكرّس تقليدا لنموذج الحياة الغربية". وواصل الشيخ البخاري تأصيله لعدم جَوَاز الاحتفال بالعيد:"الاحتفال بتلك المناسبة يسبب المفاسد والمحاذير، كاللهو واللعب والغناء والزمر والسفور والتبرج واختلاط الرجال بالنساء وبروز النساء أمام غير المحارم ونحو ذلك من المحرمات، مما يمثل وسيلة للفواحش ومقدماتها". العجيب أن بعض التصورات الرافضة للاحتفال بعيد الحب ذهبت إلى مدى أبعد حيث ابتكرت مفاهيم جديدة من قبيل "الحب الحلال" على غرار ما أورده عاصم عبد الماجد "نائب رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية" حين دعا إلى وجوب "تغيير مفاهيم المصريين بعد الثورة إلى المخالفات التي تسيء إلى شريعة الإسلام مثل ما يسمى بعيد الحب الذي يعدّ بمثابة الافتراء على مفهوم الحب الشرعي الوارد في الإسلام بين الأسرة الإسلامية بمفهوميها الكبير والصغير، والحب الحلال بين الرجل وزوجته…". قالوا بدعة وشهد العراق منذ احتلاله عام 2003 وصعود أحزاب دينية وطائفية الى الحكم وسعيها لنقل تقاليد المسجد إلى الدولة، مصادرة للحريات العامة وإرغام النساء على ارتداء الحجاب، ومنعت الاحتفالات العامة، فيما بولغ بالاحتفالات الدينية والطائفية، وهدد الشباب من ارتداء ملابس معينة وتعرض العديد منهم للقتل بطرق بشعة من قبل ميليشيات طائفية. وربطا بمسألة الاحتفال الكوني بعيد الحب نشيرُ إلى أن غالبية الأحزاب الدينية والطائفية العراقية والميليشيات المرتبطة بها تمنع الاحتفال بعيد الحب، وتنظر اليه كبدعة من دول "الاستكبار العالمي" أسوة بايران. لن نسهب في تعداد فتاوى تحريم الاحتفال بعيد الحب نظرا لكثرتها وتعددها، لكننا نشير إلى فتوى الشيخ محمد بن صالح العثيمين في فبراير 2000 بـ"عدم جواز الاحتفال بعيد الحب" معتبرا انه عيد "بدعي لا أساس له في الشريعة لانه يدعو إلى اشغال القلب بالامور التافهة المخالفة لهدي السلف الصالح، فلا يحلّ أن يحدث في هذا اليوم شيء من شعائر العيد…وعلى المسلم أن يكون عزيزا بدينه وأن لا يكون إمّعة يتبع كلّ ناعق". وفي الأعوام الاخيرة منعت هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر بالسعودية المحال التجارية من إبراز أي مظهر من مظاهر الاحتفاء بعيد الحب. لكن صراع آلة الإفتاء لم يكن فقط مع العشّاق، بل إن سيل الفتاوى لقيَ أولا معارضة شرسة من قبل بعض أصوات الاعتدال الديني، حيث أفتى مثلا الدكتور عبد العظيم المطعني أستاذ الدراسات العليا في جامعة الازهر بإباحة الاحتفال قائلا "إن تخصيص أيام بعينها للاحتفال بها من أجل توثيق العلاقات الاجتماعية بين الناس مثل عيد الحب مباحة ويجوز حضور الاحتفالات التي تقام من أجل ذلك بشرط ألا نعتقد أنها من شعائر الدين ولا نقوم فيها بما يؤدي إلى الإثم". ونشيرُ أيضا إلى الخلاف المحتدم الذي نشب منذ سنوات بين التيارات الدينية المغالية في التحريم وبين مفتي مصر السابق علي جمعة الذي أعلن شرعية الاحتفال بعيد الحبّ، وأكّدَ ان الاحتفال به ليس محرما مادام يتم وفق الأصول الإسلامية. المتعصبون يحاولون منع إحياء عيد الحب لم يقتصر على المنطقة العربية، بل امتدّ إلى نواح أخرى من العالم تشترك مع العالم العربي الإسلامي في احتوائها على مؤسسات تعمل ليل نهار على إيقاف كل مظاهر الانتماء إلى العمق الانساني المشترك. ففي الهند يحاول المتعصبون الهندوس إثناء الهنود عن الاحتفال بالمناسبة، ومنذ عام 2001 تتكرر مشاهد الصدام بين أصحاب المتاجر التي تسوق منتوجات ترتبط بالعيد المذكور، وأعضاء من حزب يميني متطرف يعارضون الاحتفال بعيد الحب بدعوى أنه "نوع من التلوث الثقافي الذي أصابهم به الغرب". وينطلق هؤلاء كل عام في البحث عمن يرتابُ في أنهم متهمون بالعشق في وضح النهار. ويصرّ الشباب الايراني كذلك على الاحتفال بعيد العشاق رغم القيود التي تفرضها الحكومة الحامية للدين الإسلامي من آثام العشاق. نخلصُ إلى أن الصراع المحتدم كل عام بين دعاة الحب وأعدائه، لا يمثل تناقضا رئيسيا يمسّ عمق المجتمع العربي المسلم، بل هو تعبير عن اختلاف بين نظرة تنبع من أرضية انسانية كونية متسامحة، ورؤية متشددة تنهل من جذور فكرية دينية متشددة تصادر الحريات وتكمم الأفواه والعقول، ولا شكّ أن إصرارها على تحريم الاحتفال بعيد الحبّ يمثل ترجمة لضيق آفاقها وتعاملها مع كلّ الظواهر بثنائية "الحرام والحلال"، وهي ثنائية صارمة لا تنسجم مع قيمة إنسانية مشتركة وجامعة للبشر من قبيل قيمة الحب في معناه الواسع والعام. ومن يحرّم الاحتفاء بالحب هو نفسه من يحرم الفنّ ويرفض إشاعة قيم الجمال. |
- N@GH@Mمجلس إدارة
- الاوسمة :
رقم العضوية : 6
الدولة :
عدد المساهمات : 3916
نقاط : 264421
السٌّمعَة : 15
تاريخ التسجيل : 17/01/2013
بطاقة الشخصية
حقل النص:
رد: عيد الحب ... يوم للتسامح فلماذا تحريمه؟!
وكان انتشاره الواسع مؤشرا على أن الانسانية تنتصر للحب، وأن هذه القيمة توحّدُ
الإنسانية على غرار قيم عديدة أخرى، والثابت أن كلّ ما يجمع الإنسانية من قيم
وفضائل يستحقّ الاحتفاء به وترسيخه.
عزيزي الياس
من هنا بصطدم واقعنا الاليم بالمفاهيم الخاطئة
كيف تشوه صورة الحب بمعالمه الانسانية الكبيرة
فالحب لا يقتصر فقط على علاقة العشق
انه يتسم بكافة انواع تعاملتا
من بيتنا الصغير الى أفاق الحياة
بدون حب لن يكتب لنا النجاح
والحب هبة من الله
زرعه في القلوب الكبيرة
الحب لا بقتصر على يوم واحد في السنة
انه يقبع في مشاعرنا طيلة العمر
ارجو ان بعم السلام والحب في افئدة البشر
لينصر على الكره والعنف
لقلمك ولقلبك
كل الحب
- إلياس المغتربنائب مؤسس الموقع
- رقم العضوية : 2
الدولة :
عدد المساهمات : 7389
نقاط : 432859
السٌّمعَة : 28
تاريخ التسجيل : 22/12/2012
رد: عيد الحب ... يوم للتسامح فلماذا تحريمه؟!
سطرت لنا أجمل معانى الحب
بتلك الردود الشيقة التي تأخذنا
إلى أعماق البحار دون خوف
في زمن يتم فيه اسكات الاقلام الجريئة
زمن الاعتداأت على حرية الرأي و التعبير
دمت لنا ودام قلمك الجريء
كل الود