|
|
- إلياس المغتربنائب مؤسس الموقع
- رقم العضوية : 2
الدولة :
عدد المساهمات : 7389
نقاط : 431819
السٌّمعَة : 28
تاريخ التسجيل : 22/12/2012
دراسة صادمة : موافقة 25 بالمئة من المصريات على الضرب من جانب الزوج في حالة الخروج دون إذنه
أظهرت دراسة أنجزها المركز المصري لاستطلاعات الرأي (بصيرة) وأعلن عن نتائجها منذ أيام، موافقة 25 بالمئة من السيدات المصريات على الضرب من جانب الزوج في حالة الخروج دون إذنه. نتائج الدراسة كانت مربكة للكثيرين، خاصة أنها تزامنت مع حملات نسائية كثيرة تندد بضرب الزوجات وترفضه، حيث نظمت حملة “متسكتيش” وقفات احتجاجية بـ”مكياج رمزي” لآثار الضرب، رافعة لافتات “لا للعنف ضد المرأة، ولو مد يده عليك لا تصمتي”. التناقض بين الواقع والدراسة جعل البعض يشكك في صحتها ويصفها بأنها “مفبركة” و”ملونة” ولا تقيس أو تشير إلى نتائج فعلية واقعية. لكن خبراء الإعلام شددوا على أنه ليس من السهل الطعن في نتائج دراسة، إلا من خلال أساليب وطرق منهجية، ولا يجوز الرفض بحسب المزاج أو الهوى، لأنه يُبذل فيها جهد، وتعبر عن شريحة معينة من الشعب المصري. الانفعال والتهكم كانا رد فعل زوجات سألتهن “العرب” عن رأيهن في نتائج دراسة مركز بصيرة وأجمعت غالبيتهن على أن الزوجة التي تقبل مهانة الضرب لا تستحق الحياة، وأنه “لا حياة دون كرامة، ولا كرامة مع الضرب لأي سبب، والرجل حسبما تعوّده زوجته”، والخيار لها إما الاحترام وإما تقبل الإهانة. هذا وأظهرت ناشطات حقوقيات استياءهن لوجود دراسة بتلك النتيجة في القرن الواحد والعشرين، واعتبرنها سقوطا مدويا للبرامج والإعلام وحملات التوعية عموما، وأنها ضد المؤسسات النسوية المعنية بإعلاء شأن المرأة. لكن الأمر الغريب الذي رصدته “العرب” هو اتهام البعض للمنظمات الحقوقية النسوية ذاتها، بأنها ساهمت في اقتناع النساء بضرب الأزواج لهن. فقد عملت على قلب جغرافية الهيمنة وربطت السيادة النسوية بمفاهيم وشعارات رنانة معاصرة، كالحرية والتحرر والتحضر. وهو الأمر الذي أدّى إلى اقتناع المرأة بأن معاندة الزوج واستفزازه يثبتان استقلاليتها وذاتيتها، وفقا للنظريات التحررية. وأثار هذا حفيظة الزوج وكان رد فعله استخدامه الضرب كعقاب، وجاءت موافقة الزوجة على ذلك لأنها قادته لذلك بالتدريج. كل منهما لم يفهم أن السيادة أمانة أخلاقية يدعم أركانها الاحترام والمحبة، ولا تعني مطلقا الاستفزاز أو الأذى النفسي والجسدي حتى وإن كان بموافقة الطرفين. متخصصون في العلاقات الأسرية أكدوا لـ”العرب” أن الدراسة تغلق الأبواب لبسط التفاهم وتسقط العقلانية بين الزوجين لأسباب بسيطة، كالخروج من المنزل من دون إذن الزوج. وأوضحوا أن ظاهرها موافقة الزوجة، لكن باطنها رفض وكبت وخداع يطفو مع مرور الوقت، على شكل أزمات نفسية متكررة وكره للزوج وللزواج ككل، وهو ما يخلق جيلا مشوها من الأبناء. الجانب النفسي ربما يكون سببا في موافقة الزوجات على الضرب بالرغم من تفاهة الأسباب. وفي هذا السياق، قالت نسرين سالم استشاري الطب النفسي لـ”العرب” مبيّنة “هناك اعتقاد خاطئ لدى بعض الزوجات أن الضرب دليل دامغ على الحب، استنادا إلى المثل الشعبي المصري؛ ضرب الحبيب مثل أكل الزبيب”. وأضافت “لا يجب إغفال أن حب الزوجة لزوجها يدفعها إلى الصبر والتحمل، ويصل في بعض الأحيان إلى إلقاء الزوجة اللوم على نفسها وينبغي تغيير سلوكها”. وهناك زوجات يسعين إلى إيجاد مبررات للزوج، كقول بعضهن إنهن السبب في استفزازه وتشجيعه على الضرب، أو إنه يخطئ رغما عنه، جراء الضغوط النفسية الكبيرة التي يتعرض لها. هكذا تتأقلم النساء مع الضرب ببطء ويقبلنه بشكل تدريجي ليتحول إلى روتين يومي. وأوصى بعض الخبراء في تحليل الشخصية نفسيا، باستخدام الضرب الخفيف من قبل الزوج لزوجته، ولو على سبيل المزاح، فهو من شأنه أن يبعث برسالة من قبل الزوج تشي بأنه “الأقوى في العلاقة”. لكن الملفت أن بعض الزوجات يستقبلن تلك الرسالة بصدر رحب، والأدهى أنهن يتباهين بأن الزوج يقدم على الضرب ويقبلنه لإيمانهن بأن رجولة الزوج تظهر “عندما يخرج عن مألوفه ويستأسد”. وتستفز البعض من النساء الزوج ويخلقن مشكلة كي يضربهن، بذريعة أن الحياة رتيبة للغاية من دون أي مشاكل أو ضرب، وهذا الشعور يجعل الحياة الزوجية تمتد أكثر وتعيش فترة أطول. وحسب رأي البعض من الزوجات يضل الضرب مقياسا لدرجة حب الزوج، لأن ضرب الزوجة إذا خرجت دون إذن يعني أن الزوج يغير عليها ويحبها، وإن لم يفعل فهو دليل على العكس، وقد تصل الأمور إلى حد طلب الطلاق. فادية كمال استشاري العلاقات الأسرية، رفضت هذه النوعية من التبريرات، لأن كل الأمور يمكن مناقشتها بالعقل والمنطق، وليس بالضرب. وقالت لـ”العرب” موضحة “موافقة الزوجة على الضرب تمنح الرجل شهادة معتمدة أو فرمانا صريحا بضربها”. كما أن الضرب هو المِعوَل الذي يهلهل جدار الاحترام بين الرجل والمرأة ويحوله إلى غل وضغينة، ومتى انهار هذا الجدار، يسقط صرح الأسرة بأكمله. سامية الساعاتي أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس بالقاهرة، أكدت لـ”العرب” أن البعض من البيئات الثقافية لديها مفاهيم خاطئة متأصلة عن الزواج بصفة عامة توارثتها المرأة. وقد أثبتت الدراسات النفسية أن الزوجة تتبع دائما نموذجا معينا في حياتها وتكون عادة صورة من الأم، فقد تنشأ في أسرة وهي شاهدت والدها يمارس العنف ضدّ والدتها، وبالتالي فهي تتقبل الأمر. وأوضحت أن هناك من الأهل من يحمل المرأة مسؤولية ما يقع عليها من عنف دون نظر إلى المسببات، وبالتالي تفقد الجهة التي تحميها وتساعدها القدرةَ على حل مشكلتها. جاءت نتائج تقرير التنمية البشرية الأخير أيضا صادمة، في ما يتعلّق بتبرير ضرب الزوجات في المجتمعات العربية، حيث تحتل الأردنيات اللاتي يبررن ضرب الزوجة ممن شملتهن الدراسة، المرتبة الأولى بنسبة 90 بالمئة، والجزائريات 67.9 بالمئة، والمغربيات 63.9 بالمئة، والمصريات 39.3 بالمئة. |