- إلياس المغتربنائب مؤسس الموقع
- رقم العضوية : 2
الدولة :
عدد المساهمات : 7389
نقاط : 432739
السٌّمعَة : 28
تاريخ التسجيل : 22/12/2012
الضحك… مضاد حيوي للإجهاد النفسي
الجسم
الإجهاد النفسي مرض عصري خطير يستطيع أن يضرب دفاعات الجسم. ولمحاربته، يرى العديد من الاختصاصيين أن الحرص على الضحك يساعد كثيرا، لأنه يعزز نشاط خلايا الجهاز المناعي. القاهرة- يخفف الضحك من كمية الهرمونات، التي يفرزها الجسم في حالات الإجهاد النفسي والتوتر، مثل هرموني الأدرينالين والكورتيزول. والمعروف أن الإفراز المتكرر لهذين الهرمونين، يمكن أن يؤدي مع الوقت إلى إضعاف الجهاز المناعي. إضافة إلى ذلك، فإن الضحك يساعد على توسيع الأوعية الدموية الشعرية، ما يزيد من تدفق الدم والأوكسجين في مختلف أنحاء الجسم، كما يقول الدكتور مايكل ميلر، مدير مركز طب القلب الوقائي، في جامعة مريلاند الأمريكية، وهذا يمكن أن يساعد على الحماية من النوبات القلبية والسكتات الدماغية، وذلك بفضل استرخاء الأوعية الدموية المنقبضة. تقول لوريتا لاروش، اختصاصية التعامل مع الإجهاد النفسي، في جامعة هارفارد الأمريكية: "إن نسبة كبيرة من الإجهاد النفسي، الذي نعاني منه تأتينا نتيجة طريقة إدراكنا الواقع، فإذا نظرنا إلى الإزعاجات الصغيرة على حقيقتها، أي كونها مجرد إزعاجات صغيرة، يمكننا وقاية أنفسنا من التوترات غير الضرورية". ولإعطاء وضعية مسببة للتوتر، حجمها الحقيقي، يتوجب في البداية محاولة تخيُّلها، وقد أفلتت تماماً من سيطرتنا ، ووصلت إلى درجة منافية للمعقول ومضحكة. وذكرت وكالة الصحافة العربية أن روز تريبر، المتخصصة الأمريكية في مكافحة الإجهاد النفسي، تقترح مثالا على ذلك، إذا كنت في المكتب وتعطَّلت آلة "الفكاس" ، حاول بدلاً من الإحباط والتوتر، أن تتخيَّل آلة "الفكاس" المعطَّلة، وحشاً ضخماً، يحاول التهام كل الأوراق الموجود في المكتب. إنَّ المبالغة في تخيُّل الورطة أو المأزق، تساعدك على التفريق بين إزعاج صغير ومشكلة خطيرة، تهدد الحياة، وتسمح لك بإيجاد الفكاهة، في الوضعية التي كنت تحسبها صعبة جداً. وهناك طريقة ثانية، هي الكتابة بشكل فكاهي، عن الوضعية المسببة للتوتر. ويمكنك إضفاء الجانب الفكاهي على وضعية معينة، بواسطة التعبير عن نفسك كلامياً أو جسدياً. وتحتل تقنية "الدوران" المقام الأول على لائحة التقنيات، التي تُعلِّمها لاروش الناس.. وتتضمن هذه التقنية الجانبين الكلامي والجسدي. وللقيام بهذا التمرين، عليك أن تقف وتعبّر عن إحباطاتك بصوت عال، ثم تلتف وتدور حول نفسك، إن التنافر بين قول شيء جاد في الوقت، الذي تؤدي فيه دورة سخيفة في جسمك، يضيف عنصراً فكاهياً إلى الوضعية، ما يساعد على إبطال مفعول الإجهاد النفسي. أما إذا كنت تفضل الاكتفاء بالتعبير الكلامي، فما عليك إلاّ أن تصيح بعابرة، ذات مدلول إيجابي في أكثر اللحظات المليئة بالتوتر "طبعاً هذا يعطي مفعولاً أفضل، عندما تكون بمفردك". مثال على ذلك، أنت موجود في سيارتك، وسط زحمة سير شديدة، ولديك موعد مهم بعد عشر دقائق بدلاً من إلقاء اللوم على السائقين من حولك، عن كل ما واجهته خلال يومك، قل بصوت عال "أنا سعيد جداً" ، أو "أنا أحب حياتي". وتقول روندا بريتني، الاختصاصية الأمريكية في معالجة الإجهاد النفسي، ومؤلفة كتاب "العيش من دون خوف: "إن التنافر القائم بين قول شيء إيجابي، في الوقت الذي تواجه فينه وضعية مزعجة أو مثيرة للتوتر، يمنحك فرصة للضحك على نفسك وعلى الوضعية كلها. أما في تلك اللحظات القاسية، التي تبدو فيها جميع الأمور خارج سيطرتك، حاول فقط أن تضحك بصوت عال، حتى لو لم تكن لديك رغبة في ذلك، وتقول بريتني: إن الضحك الزائف، يمكن أن يقود إلى الضحك الحقيقي. تقول تريبر: من الصعب أحياناً محاولة الضحك، حتى لو كنا نعرف أن ذلك سيفيدنا، لذلك، وعندما تشعر بأنك مجهد نفسياً، إلى درجة كبيرة، تُحول دون الضحك بصوت عالٍ، الجأ إلى وسيلة فكاهية، و إن استخدام أنف مهرِّج، يمكن أن يفيد جداً في هذه الحالة. يمكنك عندما تكون بمفردك أو مع أصدقاء أو زملاء، أن تضع هذا الأنف المضحك، وتنظر في المرآة وتبتسم، قد يبدو ذلك سخيفاً جداً، غير أنه يعطيك الفرصة للقهقهة، ويخفف من شدَّة توتر الجو. والواقع أن الدراسات، سبق وأظهرت أن حركات الوجه الإيجابية مثل الابتسامة، يمكن أن ترسل إشارة إلى الدماغ، لإيقاف تأثيرات الإجهاد النفسي السلبية في مزاج الإنسان. وإذا كانت فكرة وضع أنف مهرج أو نظارة، مضحكة تثير فيك المزيد من التوتر، بدلاً من إزالته، فالجأ إلى وسيلة أُخرى. وتنصح تريبر باستخدام البالون، الذي تنفخه "بتوتراتك" وما أن تنفخ البالون، أطلقه في الهواء، فإن رؤيته وهو يطير في هواء الغرفة، يمكن أن تساعدك على الضحك أو على التنهد بارتياح على الأقل. وفي الحالات التي يكون التوتر فيها، ناتجاً عن الشعور بعدم التقدير، يمكنك اللجوء إلى وسائل فكاهية، مثل تلك الألعاب المصنوعة على شكل كفينَّ تُصفقان عند كبسة زر، أو تلك الكف الكبير، التي يمكن أن تضعها على ظهرك فتربت كما الكف الحقيقية. وتقول تريبر: "إننا جميعاً نحب أن نلقى التقدير عندما نحتاج إليه، لذلك احتفظ بهذه الأدوات الفكاهية على مقربة منك، بحيث تلجأ إليها عندما تشعر بحاجة إلى التصفيق، أو إلى التربيت على الظهر". |