تعلم إدارة الخلافات الزوجية يبدأ منذ الطفولة

الجمعة فبراير 15, 2013 2:35 pm

الالتزام بالصمت أثناء المشاجرات يرفع من معدلات الوفيات
بين الشريكين

الخبراء في طب النفس يؤكدون أن العلامة
المميزة للزواج الناجح تنبع من قدرة الزوجين على تخفيف تأثيرات الخلافات الزوجية
على حياتهما انطلاقا من التعامل معها بدبلوماسية.

أظهرت
دراسة أميركية حديثة أن التزام الصمت وكبت الغضب من قبل أحد الزوجين أثناء نشوء
الخلافات الزوجية، بدلاً من التنفيس السليم عنه آنذاك، يتسبب بمجموعة من المشاكل
الصحية لهما، ولاحظ الباحثون، أن معدلات الوفيات المبكرة أعلى بين من يلجؤون إلى
عدم التنفيس عن الغضب مقارنة بمن يفعلون خلاف ذلك من الأزواج أو
الزوجات.

وأجرى الباحثون دراستهم على عينة تتكون من 192 عائلة، لأزواج
وزوجات من سكان إحدى مناطق ولاية متشغن، وتمت متابعتهم لمدة تفوق 17 سنة، وكانت
أعمار المشاركين، عند بدء الدراسة في عام 1971، تتراوح ما بين 35 و69 سنة. وتم في
الدراسة سؤال كل واحد من الأزواج والزوجات، على حدة، عن كيفية التعامل مع الغضب
الناجم عن الخلافات الزوجية، متى ما حصلت في ما بينهم؟ كما تم الطلب منهم تخيل لو
أن شريكهم قام بالصراخ عليهم جراء تفاعله مع شيء لم يفعلوه، أي ظلماً. وتم سؤالهم
عما يتخيلون أنهم سيفعلون ذلك الظلم من قبل الشريك في التعامل معهم.

وقال
البروفيسور أرنست هاربيرغ، طبيب النفسية والباحث الرئيس في الدراسة "حينما يعيش
الزوجان فإن المهمة الرئيسية لأحدهما هي إعادة التواصل بعد الخلافات. وعادة لا يكون
الأزواج أو الزوجات متمرسين بشكل كاف للقيام بحل المشاكل في علاقتهم الزوجية، ولو
كان لهم آباء أو أمهات جيدون في التعامل مع تلك الخلافات الزوجية، فإنهم سيطبقون ما
رأوه في صغرهم على حياتهم الزوجية مستقبلاً، وإلا فإن الأزواج والزوجات لن يعلموا
كيف يتعاملون مع تلك الخلافات".

وأشار إلى أن مصدر تعلم كيفية التعامل مع
الخلافات الزوجية لا يزال هو الأسرة التي نشأ الأزواج فيها سابقاً، وتحديداً ما
يراه الأبناء والبنات من كيفية تعامل الأب والأم مع تلك الخلافات حين نشوئها
بينهما.

وأوضح "المفتاح هو كيف يستطيع أحد الزوجين أن يحل الخلاف حين
حصوله؟". وأضاف: "لو أن أحدهما يكبت غضبه ويمضي على مضض فيه ويستاء من تصرف الشريك،
ولا يعلم أيضاً آنذاك كيف يحل الإشكال الزوجي، فإن المتاعب تنشأ من هنا!".

لاحظت أن التزام الزوجات بالصمت عند حصول مشاجرات زوجية يرفع من معدلات
الوفيات بينهن بنسبة أربعة أضعاف، مقارنة بمن ينفسن عن غضبهن أمام أزواجهن آنذاك.
كما لاحظوا أيضاً ارتفاع نسبة الإصابات بالقولون العصبي والإكتئاب بينهن.