- إلياس المغتربنائب مؤسس الموقع
- رقم العضوية : 2
الدولة :
عدد المساهمات : 7389
نقاط : 432739
السٌّمعَة : 28
تاريخ التسجيل : 22/12/2012
البدانة "وصمة" تلاحق النساء
النساء
الخوف من السمنة أصبح هاجسا يؤرق النساء ويسبب لهن العديد من المشاكل النفسية والصحية بالإضافة إلى نظرة المجتمع السلبية التي تلاحقهن. تمثل السمنة شبحا مخيفا يطارد حياة كل امرأة في أي مرحلة عمرية من حياتها، وتسعى العديد من النساء إلى الحصول على الرشاقة والمحافظة على الوزن المثالي مستخدمات عدة أساليب خوفا من البدانة التي أصبحت وصما يطاردها، هذا بالإضافة إلى نظرة المجتمع لأي سيدة بدينة، فضلا عما تجلبه السمنة من متاعب صحية متعددة. وتقول أزهار عامر "ربة منزل" "إن البدانة كانت بالنسبة لي مشكلة قبل الزواج إلا أنها لم تكن تسبب القلق نفسه الذي أحدثته بعد زواجي، حيث تسببت زيادة الدهون في عدم الإنجاب وهو ما جعلني أسرع إلى إنقاص وزني قدر الإمكان من خلال نصائح الطبيب، حيث بدأت بممارسة الرياضة وعمل ريجيم قاس أحسست بعده بالرشاقة رغم أنني لم أنقص سوى 10 كغ." أما ولاء سليمان فتقول "البدانة سببت لي مشاكل كثيرة أهمها عدم القدرة على المشي مع وجود ألم مستمر في الفقرات القطنية، وحدوث انزلاق غضروفي، فاتجهت إلى أحد مراكز الرشاقة لإنقاص وزني من خلال التمرينات الرياضية والأجهزة الحديثة". وتضيف "لجأت أيضًا إلى العلاج بالإبر الصينية والمشروبات التي تساعد على التخسيس وإنقاص الوزن في زمن وجيز، إلا أن المتاعب الصحية زادت فذهبت إلى طبيب مختص نصحني بالابتعاد عن تلك الوسائل لما لها من آثار جانبية خطيرة، وحدد لي نظامًا غذائيًّا معينًا، ونصحني بممارسة الرياضة بشكل مستمر حتى نجحت في إنقاص وزني 15 كغ". كما تؤكد بتول حامد أن من أهم المشكلات التي تواجه الفتاة المقبلة على الزواج هي البدانة، حيث ينفر الرجل منها لأنه يبحث دائمًا عن الفتاة الرشيقة، لذلك نجد أن كثيرًا من الفتيات البدينات قمن بإنقاص وزنهن رغم تمتعهن بالجمال. وعن رأي الرجال في المرأة البدينة يقول جمال محمود "مدرس" "إن المرأة في نظري هي التي تمتلئ بالحيوية والنشاط وسرعة الحركة، إضافة إلى أن الرشاقة تجعل المرأة جميلة وأنيقة، بينما تفقدها السمنة كل هذه الأشياء فتتسم بالحركة البطيئة والكسل والخمول، وعندما فكرت في اختيار شريكة حياتي كانت الرشاقة أحد أهم شروطي". ويقول د. محمد قبلاوي، أستاذ العلاج الطبيعي بكلية طب القاهرة "لو حاولنا القيام باستعراض موجز للعوامل المؤدية للسمنة والمؤثرة فيها نجدها تتركز في ثلاثة عوامل يأتي في مقدمتها عامل الجنس، فقد لُوحظ أن النساء بشكل خاص هن الأكثر عرضة للإصابة بالسمنة لأسباب هرمونية ونفسية. أما العامل الثاني فيرجع إلى السن، حيث لاحظ الباحثون أن نسبة السمنة ترتفع لدى فئات الأعمار التي تتعدى الثلاثين، بالإضافة إلى أن الوزن المثالي نفسه يزداد بازدياد العمر، ويأتي الغذاء كعامل ثالث في إحداث السمنة فنجدها تزداد في المجتمعات التي تعتمد على السكريات كأساس لغذائها تليها المجتمعات التي تعتمد على النشويات والدهون". ويضيف "السمنة دليل على اضطراب التوازن الغذائي، وعدم حصول الجسم على حاجاته الغذائية بشكل متناسق، وتقسم السمنة إلى سمنة مبكرة وهي التي تحدث قبل سن العشرين، وتسمى بالنمو المبالغ، وسمنة متأخرة تحدث بعد سن العشرين وفيها يكون عدد الخلايا الدهنية طبيعيًّا، إلا أنها تكون ضخمة بحيث يصل حجمها إلى 100 ميكرون في حين أن الحجم العادي للخلية الدهنية لا يزيد عن الـ 20 أو 30 ميكرونا، وهذا النوع من السمنة يتركز عادة حول البطن وهو أسهل في علاجه من النوع السابق". وعن مخاطر السمنة، يؤكد د. أحمد ضرغام أستاذ الأمراض الباطنية والقلب، أن للسمنة آثارًا سلبية على الجسم، فقد تسبب اضطرابات الأيض والقلب والشرايين وأمراض السكر وضغط الدم وتآكل المفاصل وترسيب الدهون على الكبد وحصوات المرارة وارتفاع نسبة الدهون في الدم وما ينتج عن ذلك من مضاعفات، بالإضافة إلى أنها تحد من القدرة على بذل المجهود مما يلقي عبئًا ثقيلًا على مختلف أجهزة الجسم وخصوصًا الجهاز الدوري والتنفسي و العمود الفقري والمفاصل. ويضيف "إن السمنة تؤدي إلى زيادة نسبة حمض البوليك في الدم، وإذا ترسب في الكليتين يسبب آلامًا في مجرى البول أو حدوث حصوة بالكلية أو الحالب، أما إذا ترسب في المفاصل فيحدث ما يسمى بالنقرس أو داء الملوك". وتشير د. إيمان فوزي – استشارية الطب النفسي بجامعة عين شمس – إلى أن البدانة مشكلة تواجه كل سيدة وفتاة، وتسبب لها العديد من المشاكل النفسية من أهمها الاكتئاب والانطواء، بالإضافة إلى أن نظرة المجتمع خاصة المجتمع الذكوري لأي امرأة بدينة تشعرها بأنها قبيحة أو غير مرغوب فيها، وينتج عن ذلك فقدان الثقة بنفسها وميلها نحو الانطواء والعزلة، بل هناك بعض النسوة اللاتي حاولن الانتحار نتيجة التعليقات الساخرة الصادرة عن بعض المحيطين، لذلك فالعلاج النفسي يعمل في هذه الحالة على مساعدتهن في عودة الثقة". وعن طرق علاج السمنة يوضح د. شهاب الدين فتحي استشاري الأمراض الباطنية والقلب، أن السمنة هي زيادة كمية الدهون المختزنة في الجسم بكميات كبيرة، وقد توصل الباحثون في مجال الغدد والهرمونات إلى أن انخفاض كمية الطاقة التي يستهلكها الجسم هو السبب الرئيسي في الإصابة بالبدانة، لهذا وجدت بعض العقاقير التي تحتوي على الهورمونات التي تزيد من استهلاك الجسم للطاقة الواردة إليه، ولكن لا يتم استعمال هذه الأدوية إلا تحت إشراف طبيب مختصّ". |