|
|
- إلياس المغتربنائب مؤسس الموقع
- رقم العضوية : 2
الدولة :
عدد المساهمات : 7389
نقاط : 431819
السٌّمعَة : 28
تاريخ التسجيل : 22/12/2012
الأسرة في خطر: النساء يغيرن استراتيجية الإنجاب
الحمل
المرأة في الدول الغنية تتعامل مع نقص الرجال بمزيد العمل من أجل توفير موارد مالية أكثر لأطفالها مستقبلا، فتؤخر موعد الإنجاب. لم تعد المرأة اليوم مخيرة في تحديد موعد إنجاب طفلها الأول كما في السابق، بل تكون في غالب الأحيان مجبرة بسبب عامل نقص الرجال الذي قد يؤثّر على اختيار النساء لوقت الإنجاب حسب ما أشارت دراسة أميركية. وتوصل الباحثون من جامعة "بورتسماوث" إلى أن النساء في الأحياء الغنيّة حيث يفوق عددهن عدد الرجال، يملن إلى إرجاء الإنجاب، في حين أنه في المجتمعات الأفقر التي يفوق عدد النساء فيها عدد الرجال، تميل النساء إلى الإنجاب في وقت أبكر. وأشارت النتائج إلى أن الفارق بين الجنسين يمكن أن يغيّر استراتيجيات التزاوج بين الأشخاص في المجتمع. وقالت الباحثة المسؤولة عن الدراسة آبي شيبمان، إن "النساء في الأحياء الفقيرة قد تكون لديهن استراتيجية العيش السريع والموت المبكر، أما النساء في الأحياء الغنية فيستجبن لنقص الرجال عبر الاستثمار في وظائفهن من أجل تأمين مزيد من الموارد لأطفالهن بأنفسهن، فيؤخرن الإنجاب". ويشير بحث فنلندي الى أن السيدات اللاتي يحملن في عمر متأخر يتمتعن بحياة أطول من غيرهن اللاتي ينجبن أطفالهن في شبابهن. وقال باحثون من جامعة تركو الفنلندية إن نتيجة البحث الذي قاموا به كانت مفاجئة لهم. وكان يُعتقد في السابق أن النساء اللاتي يحملن في سن متأخرة يواجهن مخاطر أكبر بعد الولادة. لكن هذه الدراسة تشير إلى أنه في بعض المجموعات السكانية يعد الحمل في سن متأخرة شيئا جيدا. وبالرغم مما يبدو من تعارض، فإن هذه الدراسة تتوافق مع الدراسات السابقة في أنه كلما انقطع الطمث عند السيدة في سن متأخرة تمتعت بعمر أطول. وتشير البيانات إلى أن متوسط عمر الولادة لدى السيدات في بريطانيا هو الثلاثين. وأجرى العلماء الفنلنديون دراستهم على شعب يسمى "سامي" عاش في شمال اسكندنافيا في الفترة بين القرنين 17 و19. واختار الباحثون هذه المجموعة السكانية لأنهم كانوا يعيشون في أقاليم منعزلة لا تتمتع برعاية طبية متقدمة. وكشفت الدراسة أن إنجاب الأطفال في سن مبكرة أو إنجاب الكثير من الأطفال لم يؤثر كثيرا على عمر السيدات. وقال فريق الباحثين إن هناك احتمالا لوجود علاقة بين توقف الحمل وحدوث تدهور في الصحة العامة. لذا فالقدرة على الحمل في سن متأخرة نسبيا دليل على أن السيدة يمكن أن تعيش لفترة أطول. وقال ناطق باسم اتحاد تنظيم الأسرة البريطاني إن السيدات اللاتي يملن إلى تأخير الحمل يفعلن ذلك من أجل الاستعداد ماديا وجسديا، مما قد يقلل من آثار الضغط. لكنّ تقريرا نشر في دورية المكتبة العامة للعلوم الطبية أشار إلى أن الزيادة في معدلات الولادة القيصرية التي أعلنت عنها الكثير من الدول يبدو أنها مرتبطة في جانب منها بزيادة عدد النساء اللواتي يقررن إنجاب الأطفال في وقت متأخر من العمر. وفي هذه الدراسة أظهرت الاختبارات التي أجريت في المختبرات أنه كلما زاد سن الأم تباطأت قدرة العضلات المرنة بالرحم على الانقباض والتقلص والذي يعتقد أن يعمل على إبطاء تقدم المخاض ومن ثم يزيد من احتمالات اللجوء إلى الولادة القيصرية. وقال المشرف على الدراسة الدكتور جوردون سي. اس. سميث من جامعة كمبريدج في المملكة المتحدة هذه النتائج تشير بوضوح إلى أن الصلة بين تقدم السن وتردي نتائج الولادة يرجح أن يعكس أثرا بيولوجيا لتقدم العمر على الرحم. واستند سميث وزملاؤه في نتائجهم إلى تحليل لبيانات شملت 583843 امرأة دخلن قاعدة البيانات الاسكتلندية في الفترة من 1980 إلى 2005. وخلال الفترة الكاملة للدراسة زادت نسبة النساء اللواتي وضعن مولودهن الأول في عمر بين30 و34 من العمر بمعدل ثلاثة أضعاف ونسبة النساء في عمر بين 35 و39 عاما زادت سبعة أضعاف ونسبة النساء اللواتي يبلغ عمرهن 40 عاما وأكثر زادت عشرة أضعاف. وخلال تلك الفترة وصلت المعدلات الإجمالية للولادة القيصرية إلى أكثر من الضعف، فكل خمسة أعوام زيادة في عمر المرأة بعد سن 16 عاما تقابلها زيادة في احتمالات الولادة القيصرية قدرها 49 في المئة كما يقول الباحثون. وإضافة إلى ذلك كل فاصل مدته خمس سنوات بين الولادة والأخرى يؤدي إلى زيادة مدة الولادة بواقع 30 دقيقة. ويقدر معدو الدراسة انه إذا لم يكن قد حدث تغير في توزيع العمر خلال فترة الدراسة كان يمكن تجنب 38 في المئة من الزيادة في حالات الولادة القيصرية. وأجريت اختبارات في المعامل على نسيج عضلات مأخوذة من بطانة الرحم لنساء عمرهن62 عاما خضعن لولادات قيصرية. كما أوضحوا أنه كلما زاد عمر الأم زاد النشاط العضلي غير المنتظم في الرحم أيضا. وعلى صعيد آخر أشار باحثون بريطانيون إلى أن الولادة الأولى للنساء في عمر متقدم تعرض الوليد إلى مخاطر مرض السكري أكثر من أقرانه المولودين لأمهات أصغر سناً. وأشار البروفيسور ادوين جيل بجامعة بريستول البريطانية إلى أن الدراسة التي أجريت على 1375 عائلة في منطقة أوكسفورد بجنوب البلاد كشفت أن أعمار الأمهات مرتبط ارتباطاً قوياً بمخاطر إصابة الطفل الوليد بنوع من السكري الذي يصيب الصغار قبل بلوغهم الخامسة عشرة بنسبة كبيرة. ويقدر العلماء نسبة زيادة المخاطر بنحو 25 في المئة لكل خمسة أعوام من عمر الأم، وهو ما يشير إلى أن المرأة في عمر 45 عاماً تكون عرضة لإنجاب طفل مصاب بالسكري بمعدل ثلاثة أضعاف، مقارنة بأم عمرها 20 عاماً، كما أظهرت الدراسة أيضاً أن تقدم عمر الأب هو الآخر مرتبط طردياً، وإن بدرجة أقل بظهور المرض عند هؤلاء المواليد، كما بينت الدراسة أن الطفل الثاني يكون أقل عرضة لمخاطر مرض سكري الأطفال من الشقيق أو الشقيقة الأولى. وأوضح الباحثون أن تقدم أعمار النساء البريطانيات الراغبات في الإنجاب خلال العقدين الماضيين يعتبر مسؤولاً جزئياً عن ارتفاع حالات سكري الأطفال خلال تلك الفترة. |