- إلياس المغتربنائب مؤسس الموقع
- رقم العضوية : 2
الدولة :
عدد المساهمات : 7389
نقاط : 432739
السٌّمعَة : 28
تاريخ التسجيل : 22/12/2012
مبدعات العالم العربي يطرحن همومهن الثقافية
الشعري
اختتمت فعاليات مهرجان بغداد الشعري الدولي الذي حضره خمسون شاعراً عربياً منهم حضر من مصر الشاعر السماح عبد الله والشاعر الناقد شعبان يوسف الذي ألقى ورقة عن "الشعر والثورة في مصر" يتحدث فيها عن القصائد التي تعبر عن ثورة مصر، والتي كتبها الشعراء حسن طلب، وعبد الرحمن الأبنودي، وحلمي سالم، وغيرهم. وقد أقيم المهرجان ضمن التحضير لاختيار "بغداد عاصمة للثقافة العربية 2013، وشهد حفل الافتتاح عرض فيلم وثائقي عن مدينة بغداد بماضيها وحاضرها، تحدث بعده وكيل وزارة الثقافة العراقية" طاهر ناصر الحمود" متسائلا: "متى انفكت بغداد عن الشعر أو فارقها الشعر حتى نشغل بالبحث عن البيان والتفسير". المبدعات العربيات وجائزة نازك الملائكة وسط هذا الزخم كانت هناك فرحة خاصة واحتفال رائع يخص المبدعات العربيات الفائزات بجائزة نازك الملائكة حيث تقاسمت البلدان العربية تلك الجائزة الرفيعة بين العراق ومصر وسوريا والأردن… في حين التقينا مع " منى الربيعي" مسؤولة قسم المهرجانات وسألناها: * لماذا الاندماج الحاصل بين حفل توزيع جائزة نازك الملائكة للأدب النسوي ومهرجان بغداد للشعر العربي ؟ - كان من المفترض أن توزع الجوائز الخاصة بجائزة نازك الملائكة في حفل خاص، لكنها أعظم فرصة أن يكون الحفل ذاته ضمن فعاليات مهرجان بغداد للشعر العربي حتى تستطيع الفائزات التواجد في تظاهرة ثقافية أكثر اتسعاً وأبرز لوجودهن، وهذا ما رمينا إليه كي نبعث رسالة للعالم العربي " بأن المبدعات العربيات متواجدات بل قد يستطعن التفوق على الرجل". * كيف استعدت العراق لهذا المهرجان في ظل ظروف عدم الاستقرار الحالية ؟ ـ نحن العراقيين قد اعتدنا على هذه الظروف وتعاهدنا أن نصادق الوضع بكل تغيراته وتعودنا أن نسير بمركبة الحياة تحت أي ظرف كان، فليس من المعقول أن نلغي مهرجاناً أدبياً كبيراً كهذا أو ننتظر تحسن الظروف لإقامته، ونحن والآن بالذات في أمس احتياجنا إلى العودة بالعراق إلى مصاف الدول الثقافية فلا ننسى تاريخ العراق الثقافي والرائد في هذا المجال. * ما منهجية لجنة التحكيم في الحكم على الأعمال الأدبية المقدمة لجائزة نازك الملائكة، وبصراحة هل من تدخل ولو طفيف من لجان التنسيق ؟ ـ أقمنا هذه المسابقة أربع دورات سابقة، وكان الاشتراك قاصراً على العراقيات فقط، أما هذه الدورة الخامسة، فقررنا فتح باب التقديم ليشمل الأديبات العربيات كافة فتقدم العديد من المشاركات في مجالات الشعر والقصة وأضفنا مجالاً هو النقد. وقد أشرف على هذا كله لجنة مكونة من أساتذة جامعيين راعوا الصدق الفني والحيادية، ويتجلى هذا في فكرة مناصفة بعض الجوائز لإتاحة الفوز لأكبر عدد من الفائزات. ومن جانبنا كلجان التنسيق والتنظيم والإعلام كانت مهمتنا هي جمع الأعمال المقدمة وترتيبها وتقديمها إلى لجنة التحكيم بالشكل اللائق فقط دون التدخل في الحكم عليها. هموم قصيدة المرأة العربية ومن هنا دخلنا إلى عالم الأديبات الفائزات في جائزة نازك الملائكة الدورة الخامسة . فكان حوارنا مع الشاعرة السورية " شروق حمود "الفائزة بالجائزة الثانية في الشعر عن قصيدتها "من وجهة قلبي" مناصفة مع الشاعرة المصرية" هبة السيد" عن قصيدتها مفتتح" وكذلك الشاعرة" لمياء حسين" الفائزة بالمركز الثالث عن قصيدتها خنف" مناصفة مع الشاعرة الجزائرية" سميحة شفرور"عن قصيدتها "شيء كالحلم" وقد كانت كاتبة هذه السطور – "فاتن شوقي" – إحدى الفائزات معهن بالمركز الثاني في مجال النقد الأدبي عن دراستها " نازك الملائكة والصعود إلى سماء الشعر" في حين أعلنت الكاتبة المغربية. زهور كرام. تنازلها عن جائزة نازك الملائكة في حقل النقد الأدبي بالنظر إلى "عدم توفر الشروط الموضوعية" في الأجواء العامة للمنافسة. وقالت كرام. في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء. إنها قبلت الجائزة في البداية لكن بعد اطلاعها على الانتقادات الكثيرة الموجهة إلى مستوى النصوص المشاركة والمعايير المعتمدة في المنافسة وكذا لجنة التحكيم فضلت التنازل عن الجائزة. ولادة حلم جديد الفوز بجائزة هو تتويج لمرحلة ما وإرضاء للذات الشاعرة ، مابين خيال الأمنية وواقع التحقيق سألنا الفائزات عن مدى فرحتهن وشعورهن بالفوز بجائزة عربية كبرى كجائزة الشاعرة نازك الملائكة: الشاعرة السورية شروق حمود الفائزة بالمركز الثاني عن قصيدة يقول مطلعها: "-السفَر/ أُحجيةْ حزينةْ / كلّما سمعناها / نُصابُ بذاتِ الذّهولْ / – الحرائق –مؤرّخةُ العربْ / -الظّلامْ- غمدُ الضّياءْ -الوجود- / يدٌ تلوّحُ من بَعيدْ / للعدَمْ / المتماهيْ في الوجودْ -المرآة- / على عكسِ عشيقاتها "تُشفى منَ الذّاكرةْ" تقول أنها عانت كثيرا مما تسميه الفساد الثقافى السورى، وسيطرة الشللية والمصالح بين المجتمعات الأدبية، لها مجموعة شعرية صدرت أخيرا بعنوان "معلقا في النص" ولديها ثلاث مجموعات أخرى تنتظر النشر، وتعمل فى الترجمة، خاصة ترجمة الشعر، فازت بمسابقة أقامتها مكتبة الاسكندرية 2012 بعيدا عن آلام الوطن الذي لا تستطيع الانفصال عنه، أخذنا "شروق حمود" في فسحة بعيدة عن الدمار وصوت الرصاص، والأطفال القتلى. تقول إنها عندما سمعت بالمسابقة شاركت بقوة فكان فوزها كولادة حلم جديد لها. بقولها "لقد انتابتني موجة من الأمل كانت غائبة عن حياتي منذ مدة ليست بالقريبة، إن أول شاعرة أقرأ لها في حياتي كانت الشاعرة نازك الملائكة وها أنا أفوز بجائزة تحمل اسمها". بينما ترى الشاعرة الجزائرية "سميحة شفرور"أستاذة اللغة العربية والحاصلة على المركز الأول في مسابقة أحسن نص مقروء في المهرجان الوطني للشعر النسوي بولاية قسنطينية وهي أيضا الفائزة بالمركز الثالث مناصفة" بأن الفوز بجائزة نازك الملائكة هو حافزها للاستمرار في طرق الكتابة والإبداع وهو فرصة حقيقية للاحتكاك بمختلف المبدعات العربيات ضمن هذه التظاهرة الثقافية الجميلة ، بينما عبرت بصدق وأمل بتحقيق حلمها. الفنانة التشكيلية والشاعرة العراقية" لمياء حسين" الفائزة بالمركز الثالث في الشعر مناصفة عن قصيدة يقول مطلعها : " يالضجيج هذا الصمت /ألم يتعبك الزحف فوق خرائب الذات /تلملم شتات أسمائنا / لاتقترب لاتقترب / لاتقترب لئلا تجرحك شظاياك / لا تقترب فلم تبقِ العواصف شيئا من مراياك". تقول لمياء: "الفوز كان قفزتي لقمة ما…أمنية تحققت ضمن حلم سطرته أيامي… وهو يعني وجودي به تحسست أنفاسي…فنازك الشاعرة الألق هي مثلٌ أعلى لكل الشاعرات وفخرنا الذي نزهو به. أما الشاعرة المصرية "هبة السيد عبد الوهاب "الفائزة بالمركز الثاني مناصفة تعتبر الفوز بهذه الجائزة هو إضافة فعلية لرصيد الشاعر وفخر كبير لتاريخه. نسوية الأدب أو أدب إنساني مازال انتشار ظاهرة الأدب النسوي متفشياً بين الأوساط الأدبية وتبني البعض لها حول هذا المفهوم اتحدت تقريباً آراء الفائزات فقالت الشاعرة "سميحة شفرور"أنها تكره تجنيس الأدب لأنها تعتبره نبضاً إنسانياً يسعى إلى الكمال الفكري بغض النظر عن كاتبه، والأهم هو وظيفة الأدب كوسيلة لبث المبادئ الإنسانية ، وأفاضت بقولها إن الإجابة على هذا السؤال هي فرصة لأعاتب أولئك الذين يرون أن خوض المرأة لتجربة الكتابة الشعرية هو تجاوز لصلاحياتها في الكتابة ويرون أن الأنسب لها هو النثر لأن المرأة بطبعها تميل إلى الحكي "السرد" وتتقنه مستدلين في ذلك بحكايات ألف ليلة وليلة ورأوا أن الأفضل للمرأة هو كتابة الرواية والقصة… ، فكتابتها في مثل هذه الموضوعات الشعرية فيه انتقاص لكرامتها ، وهنا أطرح السؤال: هل تنظر المرأة المبدعة النظرة نفسها وتنتقد كتابة الرجل المبدع للقصة والرواية؟؟ خلاصة القول: إن تقسيم الأدب إلى نسوي ورجالي فيه الكثير من الشطط إن لم نقل أنه قسمة غير عادلة، والعودة إلى تاريخ الأدب العربي بكل أجناسه وفنونه كفيل بتصحيح هذه النظرة بينما تنكر هذا الوصف بشدة الشاعرة" لمياء حسين" وترفض تصنيف الأدب إلى نسوي وذكوري معبرة عن استيائها لهذا الوصف بتساؤلها هل الشعر الذكورى مثلاً تبرزه عضلات مفتولة. |