- إلياس المغتربنائب مؤسس الموقع
- رقم العضوية : 2
الدولة :
عدد المساهمات : 7389
نقاط : 432739
السٌّمعَة : 28
تاريخ التسجيل : 22/12/2012
إفشاء الأسرار الزوجية يفتر العلاقات الحميمة
إطلاقا
خبراء علم النفس يرون أن محاولة أحد الزوجين البوح بأسراره الزوجية حتى وإن كان هدفه الفضفضة يمكن أن يساهم في تأزم العلاقة مع الشريك. يعاب على النساء دائما عدم قدرتهن على كتمان الأسرار حتى الخاصة بهن وبحياتهن، وقد تكون دوافعهن لها عدة تبريرات مقنعة، ولكن مع ذلك فإن هذا الصنيع يمكن أن يعود عليهن بمضرات لا تحمد عقباها. فالمرأة المصرية كما تقول أستاذة علم الاجتماع في جامعة ميشيغن الأميركية الدكتورة مارغريت باول في دراستها التي تحمل عنوان "المرأة أقدم وكالة أنباء عالمية" لا تستطيع حفظ الأسرار أكثر من 38 ساعة فقط. وكشفت في بحثها الذي أجرته على 500 امرأة مصرية تتراوح أعمارهن ما بين 18 و60 عاما، أن 25 في المئة منهن اعترفن بأنهن لا يستطعن حفظ السر إطلاقا مهما يكن شخصيا وخطيرا. وأوضحت الدراسة أن النساء المصريات غالبا ما يبحن بالسر إلى شخص غير معني بالموضوع أو ينتمي إلى دائرة اجتماعية مختلفة، وبالرغم من أن 9 فتيات من أصل 10 يعتبرن أنفسهن جديرات بالثقة فإنهن يبحن دائما بالأسرار، وأن ثلثي النساء يشعرن بالذنب بعد البوح بالسر. وأشارت الدراسة إلى أن الهاتف والإنترنت ساهما بشكل كبير في إفشاء الأسرار، أما في الريف المـصري فالحقول واللقاءات العائلية تساهم في نشر الأسرار والبوح بها. وفي دراسة لإحدى شركات مستحضرات العناية بالبشرة أجرتها على عينة تتكون من 3000 امرأة بريطانية، تبين أن واحدة من 10 نساء لم تتمكن من الحفاظ على السر، وأن ما يقارب من النصف يشعرن في كثير من الأحيان بحاجة إلى البوح بأسرارهن، من أجل صحتهن، وفقاً لمقتطفات من الدراسة. وقال الدكتور مايكل كوكس "إن المرأة لن تستطيع أن تحافظ على سر أو تؤتمن عليه مهما بلغت أهميته، إذ غالبا ما تخبر شخصا بعد 47 ساعة و15 دقيقة كحد أقصى". ولكن دراسة ألمانية حديثة أظهرت عكس ذلك، إذ أكدت أن المرأة أكثر كتمانا للأسرار لأنها تدرك أكثر من الرجل أهمية الاحتفاظ بالسر ومتى تفشي به أو تفجره في وجه صاحبه. وأشارت هذه الدراسة أيضا إلى أن النساء يقضين 16 ساعة يوميا في الكلام والدردشة والثرثرة إلاّ أن هناك دائما أسرارا لايبحن بها لأحد سواء كانوا رجالا أو نساء، وقسمت الدراسة الأسرار إلى ثلاثة أنواع. الأول: أسرار لا تبوح بها مطلقا وتمثل 10 بالمئة لاتصالها المباشر بنقاط العنف في الشخصية والمواقف المحرجة التي حدثت بحياتنا. الثاني: هو الذي يمكن البوح به للزوج أو الزوجة أو الأصدقاء المقربين، ويتعلق بمشاكل الصحة والحالة المادية، وهذا النوع من الأسرار يمثل 60 % من أسرار الإنسان. كما ذكرت الدراسة أن أصحاب هذا النوع من الأسرار تنتابهم حالة من الشجاعة لدى اعترافهم بأسرارهم ولكنهم سرعان ما يتعرضون لنوبة ندم شديدة عقب الإفصاح عنها. ويحذر الاختصاصيون من التعامل بخفة مع بعض الأسرار سواء كانت تلك الخاصة بالعلاقة الزوجية أو بمشكلات البيت، فخروج المشكلة خارج البيت يعني استمرارها واشتعال نارها، خصوصاً إذا نقلت إلى أهل أحد الزوجين، فالأهل لا يستطيعون سوى التعاطف مع ابنائهم، وبالتالي سيتحكم الانحياز في حكمهم على المشكلة، وقد تأخذهم الحمية تجاه ابنهم أو ابنتهم فيغالون في ردة فعلهم بحيث يصعب التراجع ورأب الصدع بعد ذلك. والثالث هو عندما تكون عملية نقل الأسرار خارج المؤسسة الزوجية من دون غرض يتجاوز "الفضفضة" أو "الثرثرة"، وتصنف لدى من يبوح بها على أنها أخطاء، قد تكون صغيرة، إلاّ أن التجارب تؤكد أن هذه الأخطاء تذهب بالجهد الذي يبذل لتدعيم المؤسسة الزوجية أدراج الرياح وتساهم بدرجة كبيرة في فتور العلاقات الحميمية. كما أن نظرة الآخرين إلى الزوج أو الزوجة بعد اطلاعهم على خبايا الحياة الخاصة لأي منهما، ستتغير وقد تسيء أكثر مما يمكن التخيل. فترتسم في الأذهان صورة مشوهة لذلك الزوج المسكين مما يؤدي إلى نفور الأهل والأصدقاء منه. وقد تعود المياه إلى مجاريها بين الزوجين ولكن الصورة السيئة لذلك الزوج ستطغى على تعامل من يعرف أسراره معه. كما أنها قد تؤدي إلى التندر بالمرأة التي تصر على الشكوى والتظلم، وكأنها بذلك تمنح الآخرين فرصة لاتخاذها وحياتها الأسرية مصدرا للسخرية مع لومها على إذاعتها أسرارها. |