- إلياس المغتربنائب مؤسس الموقع
- رقم العضوية : 2
الدولة :
عدد المساهمات : 7389
نقاط : 432859
السٌّمعَة : 28
تاريخ التسجيل : 22/12/2012
الوهن يصيب السياحة التونسية !
تونس
في ظل هشاشة الوضع الأمني في تونس منذ الإطاحة بالنظام السابق وتفشي ظاهرة العنف في البلاد، بات قطاع السياحة في تونس يتحسر على الاستقرار في فترة بن علي وقد عمق أزمة القطاع فشل حكومة الإسلاميين في معالجة الملفات الشائكة وعلى رأسها الملف الأمني. مع تفاقم الأزمة السياسية والاقتصادية والأمنية في تونس، بات العاملون في قطاع السياحة يتحسرون على الاستقرار الذي كان يسود البلاد في عهد نظام زين العابدين بن علي المتسلط الذي أطيح به قبل عامين. ويقول محمود بن رابح وهو يقف أمام بسطة يبيع عليها منتجات تقليدية في منطقة سيدي بوسعيد السياحية الشهيرة بالضاحية الشمالية للعاصمة "كنا نعيش بشكل أفضل. لم يكن يحدث شيء في عهد بن علي وكنا مطمئنين. جيد رحيله لكن في الماضي كنا أفضل حالا". وأضاف البائع وهو يرتب محتويات بسطته في شارع مقفر في هذا الموقع السياحي الذي شهد حرق ضريح أحد الأولياء في كانون الثاني/يناير في جريمة لم تكشف خيوطها لكنها تحيل إلى أفعال أتاها السلفيون في الأشهر الأخيرة، "كان الوضع الأمني أفضل. اليوم لم نعد نستطيع النوم أو التنزه مطمئنين". ويتابع محمود، "أنا أعمل في الصناعات التقليدية منذ 25 عاما ولم أشهد لهذا الإفلاس مثيلا. لقد بعت جميع مصوغ زوجتي حتى إني اضطررت إلى بيع خاتمي زواجنا. لم يعد لدينا شيء". ويشاطر صاحب فندق في هذه القرية الساحرة التي تقطنها برجوازية العاصمة هذا الرأي، لكنه فضل التحدث دون كشف هويته "خشية أن يتلقى رصاصة في الرأس" كما حدث لشكري بلعيد المعارض الشرس لحزب النهضة الإسلامي الحاكم والذي اغتيل في 6 شباط/فبراير الحالي. ويقول صاحب الفندق "السياحة تعيش كارثة منذ الثورة ولا نملك رؤية واضحة عن الحجوزات. الأمر أسوأ من عهد بن علي حين كانت تونس تتمتع باستقرار جيد في مجال الأعمال". والسياحة التي تعد أهم مصدر للعملة الأجنبية وقطاعا استراتيجيا يمثل 6,5 بالمئة من إجمالي الناتج الداخلي، تمر بأسوأ سنواتها منذ ثورة كانون الثاني/يناير 2011 التي أطاحت بنظام بن علي. وأضاف: "الأمر أصبح يلقي بثقل كبير علينا. وبالكاد نتمكن من دفع فواتير الكهرباء وأجور الموظفين… لا شيء مطمئن في الأفق مع تفشي السلوك العدائي والعنف". وفي الاتجاه ذاته يضيف لطفي النادل في مقهى شهير يطل على البحر "كنا نعيش بشكل أفضل في عهد بن علي ونكسب قوتنا بشكل أفضل". غير أن مدير المقهى الملتحي على طريقة السلفيين والمرتدي لباسا أفغانيا، قاطع النادل بعنف، قائلا: "من سمح لك بإبداء رأيك؟"، وطرد أيضا الصحافيين الذين كانوا يحاورونه بلا تردد. ولم يكن وجود مجموعات سلفية في المناطق السياحية من الأمور التي يمكن تخيلها في عهد بن علي الذي كانت أجهزته تقمع كافة أشكال الأسلمة بل وصل الأمر أحيانا حد معاقبة من يرتاد المسجد. وعاشت تونس عقودا من الزمن تحت استبداد تام بداعي القضاء على التطرف الإسلامي ومكافحة الإرهاب. وساهم تنامي تيارات متطرفة بعد الثورة في التأثير سلبا على صورة تونس كوجهة سياحية. وكانت البلاد تعمل بجهد لتجاوز مخلفات الاعتداء على السفارة الأميركية في منتصف ايلول/سبتمبر 2012 حتى لحق اغتيال بلعيد الذي ينذر بضرب الموسم السياحي المقبل. بيد أن المحلل السياسي والصحافي صلاح الدين الجورشي يحذر من تنامي مثل هذه المشاعر التي يمكن أن تشكل فرصا مواتية لمسؤولي النظام السابق. ويوضح "هذا أمر خطير حتى وإن كان ليس مفاجئا في فترة ما بعد الثورة، إن مثل هذه المشاعر يمكن أن تطفىء الحماسة وتؤدي إلى عدم مبالاة بالشأن السياسي ومقاطعة الانتخابات". ولاحظ الجورشي الذي أصبح قبل يومين عضوا في مجلس عقلاء شكله رئيس الوزراء حمادي الجبالي في مسعى للخروج من الأزمة، أن "المسؤولية عن ذلك تعود الى الطبقة السياسية كافة". |