|
|
- إلياس المغتربنائب مؤسس الموقع
- رقم العضوية : 2
الدولة :
عدد المساهمات : 7389
نقاط : 431819
السٌّمعَة : 28
تاريخ التسجيل : 22/12/2012
دول الخليج تخيّر لبنان: إما الأسد وإما استثماراتنا
قالت مصادر مطّلعة إن الرئيس اللبناني ميشال سليمان حذّر رئيس الحكومة، وبقية الوزراء وخاصة وزير الخارجية، من أن دول الخليج غاضبة من أسلوب بعض السياسيين اللبنانيين في التعاطي مع الملف السوري. وأكدت المصادر أن سليمان حذّر في اجتماع صاخب من أن مصالح لبنان وعلاقاته مع دول الخليج يمكن أن تهتز بسبب التزام بعض الوزراء بالوقوف وراء مغامرة حزب الله الساعية للاشتراك في المعارك مع قوات الأسد ومنع سقوطه بالقوة. وتأتي هذه التحذيرات بعد لقاء جمع الرئيس سليمان مع الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني مساء الثلاثاء، حيث نقل الأخير قلق مجلس التعاون من مواقف بعض الأطراف اللبنانية مما يجري في سوريا "التي لا تعكس سياسة النأي بالنفس التي أعلن لبنان التزامه بها ". وكشفت المصادر ذاتها أن دول الخليج غاضبة بالدرجة الأولى على رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي لم يفكر في مصالح لبنان الحيوية مع دول الخليج، وفكر بالانتخابات البرلمانية القادمة والتحالفات والحسابات التي قد تعيده إلى المنصب ذاته من بوابة حزب الله وأصدقائه. ولفتت المصادر كذلك إلى غضب خليجي ثان تجاه وزير الخارجية عدنان منصور الذي لا يخفي ولاءه لبشار الأسد، ويتحرك لفك العزلة الدبلوماسية عن حكومته، و كانت آخر تلك الخطوات دعوته أمس إلى إلغاء تعليق عضوية سوريا بالجامعة العربية. ويقول مراقبون إن منصور يريد أن تطبّع الجامعة العربية مع ما يجري في سوريا وتلغي قراراتها السابقة تجاه النظام والمعارضة، ما يسمح للأسد بإعادة القضية إلى المربع الأول، أي تعالوا نتفاوض على قاعدة "لا غالب ولا مغلوب". وكان قد تم تعليق عضوية نظام الأسد بالجامعة في نوفمبر/ تشرين الثاني 2011. وذكرت المصادر أن تحذيرات سليمان للوزراء أربكت بصفة خاصة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي خرج أمس في رسالة "تبرئة ذمة" ليقول إن حكومته "لا تزال ملتزمة سياسة النأي بالنفس عن الوضع في سوريا". ويتوقع المراقبون أن تمتد تأثيرات الموقف الخليجي القوي ضد اشتراك وزراء وشخصيات لبنانية في دعم الأسد إلى الشارع خاصة أن عدد العمالة اللبنانية في دول الخليج يفوق 600 ألف شخص، فضلا عن استثمارات خليجية بمليارات الدولارات. وكانت دول الخليج سحبت رعاياها من لبنان مع بداية الصيف لـ"اعتبارات أمنية" ما مثل ضربة عنيفة لقطاع السياحة. ويقول هؤلاء المراقبون إن اللبنانيين قد يسمحون لسياسيي بلدهم بأن يقيموا الدنيا ويقعدوها على قضايا سياسية محلية، لكنهم لن يسمحوا لهم باللعب بعلاقة استراتيجية مع دول الخليج وهو ما قد يطيح باقتصادهم الهش وبأهم عنصر مؤثر فيه، أي الاستثمارات والسياح الخليجيين. إلى ذلك يترقب حزب الله هذه التطورات بحذر شديد خاصة أنها ستعيد قضية سلاحه ووجوده كدولة وسط الدولة إلى واجهة النقاشات السياسية الشعبية من جديد. ولا يستبعد خبراء ومحللون سياسيون أن يكون مصير حزب الله مرهونا بما سيحصل للأسد، فإذا بقي الأسد في سياق حل إقليمي فقد ينجو حزب الله من المصير الصعب، لكن الصورة الأخرى هي الأقرب إلى التحقق، أي سقوط الأسد وتهاوي شعبية نصر الله، كما يقول هؤلاء الخبراء. ويؤكد المحللون أن مؤشرات كثيرة تقول إن الحل في سوريا سيكون مشروطا بتحييد الأسد وصعود فريق براغماتي من داخل النظام ليدير مرحلة انتقالية مع فريق براغماتي من المعارضة. وهي نتيجة يتوقع الخبراء أن تؤدي إلى قصقصة أجنحة إيران في سوريا، وتحاصر وصول الأسلحة والتمويلات إلى حزب الله وتضرب شبكاته في سوريا ولبنان والعراق وبعض دول الخليج، ما يفتح الباب كذلك أمام التساؤل عن دور الحزب في لبنان، ويعيد طرح قضية احتفاظه بالأسلحة، وتحكمه في أغلب مفاصل المؤسسات الحيوية للدولة اللبنانية. يشار إلى أن المعارضة السورية تتهم حزب الله بخوض المعارك إلى جانب قوات الأسد التي تحتل مجموعة من القرى السورية متخذة منها حزاما لحماية قرى علوية قد تكون "ملاذا آمنا" للأسد حين يهرب من دمشق. وتتزعم دول الخليج تحركا عربيا لدعم المعارضة السورية وتسليحها في مواجهة القوات الحكومية التي تحصل بسهولة على حاجياتها من السلاح من روسيا وإيران. وأعلن البيان الختامي لاجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة أمس إن الدول العربية لها الحق في تقديم الدعم العسكري للمعارضة إذا رغبت في ذلك، ما يؤشر إلى تطور نوعي في الموقف مما يجري في سوريا خاصة بعد ما جاء على لسان وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس من تأكيد أن "دولا كثيرة" تدرب المعارضة السورية المسلحة. |