- إلياس المغتربنائب مؤسس الموقع
- رقم العضوية : 2
الدولة :
عدد المساهمات : 7389
نقاط : 432739
السٌّمعَة : 28
تاريخ التسجيل : 22/12/2012
عوامل انتشار السياحة الجنسية في لبنان !
نشر موقع " النشرة " اللبناني تحقيقا موسعا أعده صحفي لبناني عن السياحة الجنسية في لبنان ، تناول جوانب عدة في هذه السياحة التي تعتبر " الأنجع " في البلد! عوامل عدة تساهم في انتشار السياحة الجنسية في لبنان فمن جهة البائع اللبناني يلعب الوضع الاقتصادي المتردي والفقر والعوز دورا أساسيا ولعله يكون الدافع الأبرز. أما من جهة الزبون فأسباب كثيرة تدفعه الى ذلك أهمها التخلف والنظام التربوي المنهار والثقافات التقليدية والأبوية والايدولوجيات المتحجرة. للسياحة الجنسية أخطار جسيمة فهي حسب الاحصاأت السبب الأول في زيادة الاصابة بالسيدا في لبنان فمنذ الثمانينيات وصل عدد المصابين بالسيدا جراء السياحة الجنسية الى ألف ومئتين وثلاثة وخمسين على انها حالات مسجلة وفق تقارير وزارة الصحة العامة و منظمة الصحة العالمية بالاضافة الى حالات أخرى مخفية خوفا من وصمة عار المجتمع. الا أن بحثنا هذا لا قيمة له بدون احدى ضحايا السياحة الجنسية، والتي استطاعت أموال هؤلاء الأغنياء الايقاع بها والدوس على كرامتها. ولهذا الغرض، توجهت الى صديقي سيرج ( يقول معد التحقيق ) ، فهو باجماع الأصحاب جميعاً "ملك فتيات الليل والحانات". وبعد استشارات ومحادثات، قررنا التوجه إلى اتوستراد عمشيت، مؤكداً أن غرضنا سنجده هناك حتماً. وفعلاً، وقبل الوصول إلى عمشيت، وعلى اتوستراد جبيل، مد سيرج يده إلى جانب الطريق فشاهدت فتاةً تقف هناك، وسارعت بالطلب منه أن يتوقف، إلا أنه أكد لي مجدداً اننا سنلتقي بكثيرات محاولاً طمأنتي أن خطتنا تسير على ما يرام. وما هي إلا ثوان، حتى تراءت امامنا فتاةٌ أخرى تقف الى جانب الطريق وتلبس تنورة قصيرة، إلا أننا لم نستطيع التدقيق في وجهها من شدة الظلام. فتقدمنا ببطئ نحوها واوقف السيارة بقربها، فانحنت لترى "الزبون"، لكنها تفاجئت بنا شخصين، فتراجعت وأصرت أنها غير مهتمة بإثنين. فأكد صديقي لها أنه سوف يوصلني إلى منزلي من ثم يتوجهان إلى منزله، فابتسمت. وعندها سألها سيرج بنبرةٍ عالية: "كم تريدين؟". فأجابت ببساطة كأنه سؤال اعتادت عليه: "مئة دولار". فأخبرها ان صديقتها التي تبعد عنها بضعة أميال قد طلبت 50 فقط. وبعد مزايدات، رسا المبلغ على 75$. فصعدت. وهنا، جاء دوري في استجوابها بطريقةٍ لا تثير الخوف لديها أو الشك. فسألتها: هل لي ببضعة اجوبة؟ فأنا "حشور" بعض الشيء وهناك علامات إستفهام تشغل بالي. فتفاجأت بجوابها المنفتح مؤكدةً أن لا مانع لديها، فهذا لن يزعجها بشيء. فانهالت أسئلتي السريعة عليها كالمطر لعلي احصل خلال الدقائق القليلة التي سأكون فيها إلى جانبها على بعض الاجوبة. أتعملين دائماً هنا؟ نعم، منذ سنة وأكثر مركزي هنا. من أي جنسية هم زبائنك؟ في الماضي، كان أكثرهم من الخليجيين، أما اليوم فالوضع تغير. ماذا تقصدين؟ أعني أن اليوم من النادر أن تلتقي بخليجي سخي، فهم لا يدفعون كما في الماضي، لذلك فاللبنانيين حالياً هم أكثر زبائني. وهم لا يدفعون الكثير. لماذا تعملين كفتاة ليل؟ انها مهنة سريعة الربح، لقد حاولت سابقاً أن أعمل بشركات عدة إلا أن الدخل لم يكفيني، فأنا اعتني بوالدتي المريضة التي تحتاج إلى الكثير من الأدوية المكلفة. خدمتك عبارة عن ماذا؟ أجابت بسخرية: إسأل صديقك غداً. فأصريت على سؤالي، وعندها أجابت: كل شيء، كل ما يخطر ببالك. هل تراجع عملك في السنوات الأخيرة؟ نعم، كثيراً (مشددةً على كلمة كثيراً). في الماضي، كنت ليلياً أخرج مع شاب أو أكثر، أما اليوم فتمر ليال أعود فيها إلى منزلي دون قرش في جيبي. ما هو السبب برأيك؟ هناك عدة أسباب، أهمها أن فتيات الليل أصبحن في كل مكان، في مراكز التدليك، في الحانات، على صفحات الإنترنت... كما أن الشباب دخلوا حالياً إلى الخط. ماذا تقصدين؟ الرجال. باتوا هم أيضاً يبيعون أجسادهم دون أي حياء، والغريب في الأمر أنهم يلاقون الترحيب من الزبائن!! هل تقومين بفحوصات دورية للأمراض؟ نعم. طبعاً. وهذا لا تجده عند الكثير من الفتيات. (وجاءت اجابتها بكثير من الفخر، كأنها تغرينا وتؤكد أنها ليست كالأخريات). وهنا، نظر سيرج إلي لبنبهني اننا اقتربنا من منزلي. فأكملت إستجوابي بسرعة البرق كأن وقت المحكمة ينفذ. هل عرضت يوماً عليك إمرأة ممارسة الجنس معها؟ مرة واحدة فقط. وكيف كانت التجربة؟ انها زبونة كغيرها، لا مشاعر لها أو لأي أحد. ليس هناك فرق بينها وبين الرجل؟ أقصد من حيث الممارسة؟ طبعاً، فرق شاسع، لكن عملي أن أقوم بما يفرح ويرضي الزبون لا أكثر. هل لديك زبائن اعتياديين؟ 3 أو 4 فقط. هل تعرضت يوماً لملاحقة من أي جهة أمنية؟ كلا، الدولة غائبة كلياً عن هذا المجال. وهذا أفضل، فلتهتم بالذين يسرقون، نحن لا نؤثر عليها بشيء. لماذا برأيك هذا الغياب؟ أهو متعمّد؟ بالتأكيد انه كذلك، "حبيبي" نحن ننمي السياحة في لبنان، بلدنا سويسرا الشرق، انه بلد الانفتاح، ومن يريد بعض المرح يأتي طبعاً الينا، وهذا لا يؤذي أبداً الدولة، بل هو مشجّع لاقتصادها. ومع الأسف، إنتهى حوارنا هنا، فقد وصلنا إلى منزلي، وكان علي الترجل وترك صديقي مع فتاته الجميلة. لقد أثار هذا اللقاء في نفسي الكثير من التساؤلات، عن أمور شتى وأشياء لم أكن أحسب أنها موجودة أصلاً، وعن مشاكل فعلاً أثارت استغرابي. فأين هي السياحة الجنسية من أنواع السياحة التي نعرفها؟ وهل حقاً تساهم في تطوير اقتصاد لبنان أم على العكس في هدم ثقافته؟ وهل نحن بلد الانفتاح والسهر أم أكثر من ذلك؟ ( على حد تعبير معد التحقيق ). |