|
|
- حلا لبنانمدير عام مساعد
- الاوسمة :
الدولة :
عدد المساهمات : 935
نقاط : 192359
السٌّمعَة : 7
تاريخ التسجيل : 15/11/2013
بطاقة الشخصية
حقل النص:
اليوم العالمي للغة العربية
إن اللغة هي الرابط الوحيد بين الألباب، فلا توجد معرفة بلا لغة، ولا توجد ثقافة بلا لغة، ولا توجد هوية بلا لغة، ولا يوجد موروث إنساني بلا لغة، ولا يوجد تاريخ بلا لغة، فاللغة هي الوعاء الذي يستوعب كل ذلك، واللغة هي الأساس الثقافي للأمم، وهي اللسان الفكري الذي يعبر به الإنسان عن أفكاره، وآماله وطموحاته، ولهذا فإن العلاقة وطيدة جداً بين اللغة والفكر.
عند إنشاء الأمم المتحدة عام 1945م كانت اللغات الرسمية التي اعتمدتها منظمة الأمم المتحدة خمس لغات حية لتكون هي اللغات الرسمية للمنظمة الدولية، وهي: الإسبانية والإنجليزية والروسية والصينية والفرنسية، وتمثل جسراً للتواصل بين جميع دول العالم، وتتجلّى مهمتها في توثيق المحاضر الرسمية وأوراق العمل أثناء الاجتماعات، وفي الترجمة الحية المباشرة أثناء المؤتمرات، تحدثاً وكتابة، ثم دخلت اللغة العربية محافل الأمم المتحدة عام 1973م فأصبحت منذ ذلك الحين لغة رسمية سادسة تتحدث بها الوفود العربية وتصدر بها وثائق الأمم المتحدة، وقد أصبحت اللغة العربية لغة رسمية في الجمعية العامة للأمم المتحدة والهيئات الفرعية التابعة لها في 18 كانون الأول/ ديسمبر 1973م، وهذا التاريخ الذي تم اعتماده مؤخراً بجهود المجموعة العربية في المنظمة الدولية ليصبح هو (اليوم العالمي للغة العربية)، حيث أقر المجلس التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للعلوم والتربية والثقافة (اليونسكو) هذا التاريخ يوماً عالمياً للغة العربية.
المعروف أن المنظمة الدولية للثقافة والعلوم (اليونسكو) قد حددت يوم 21 فبراير من كل عام يوماً عالمياً للغات الأم، تحت مسمّى (يوم اللغة الأم العالمي)، وهذا اليوم مفتوح لجميع شعوب العالم كي تحتفل بلغاتها التي تجاوزت ستة آلاف لغة حية، بالإضافة إلى اللهجات الشعبية الدارجة في كل لغة، التي يتحدث بها جميع سكان الأرض، بمختلف فئاتهم وأطيافهم، وتنوعهم المعرفي والثقافي، وكان من أهم أهداف الاحتفالات بيوم (اللغة الأم) هو المحافظة على الهوية الثقافية في البلدان، والاحتفاظ بالموروث الإنساني المتنوع بعيداً عن سطوة السيادة الثقافية الواحدة التي تنتهجها بعض الدول الكبرى المهيمنة ثقافياً واقتصادياً، لتمحو بها الهوية الثقافية الصغيرة التي تعتز بها الدول الفقيرة، التي تجبرها على الذوبان فيها، غير آبهة بتراثها الإنساني، وثقافتها التاريخية، ولهذا اليوم فضل كبير على لغات الأقليات في جميع أنحاء العالم، ليحتفظوا بالموروث الإنساني للأجيال اللاحقة قبل أن تنقرض لغتهم وقبل أن تذوب هويتهم في الثقافات الكبرى التي تهيمن عليهم.
اليوم الأربعاء الموافق 18 ديسمبر 2013م سيكون العرب على موعد مع يوم عالمي يحتفي فيه العالم كله باللغة العربية، وهذا الاحتفاء بلغة العرب السامية في يومها العالمي المخصص لها، مهم جداً، فماذا يجب علينا أن نفعله من أجل لغة القرآن؟ نتوقع أن يحظى يوم اللغة العربية العالمي باهتمام عالمي (دولي وإقليمي)، وأعني به اهتمام المراكز الأكاديمية والبحثية في الجامعات، والمعاهد العلمية والتكنولوجية التي تهتم باللغات، ولهذا يجب أن تكرس جميع الجهود من أجل وضع برامج تطويرية للغة العربية والبحث عن أفضل السبل التي تؤدي لاستخدامها الاستخدام الأمثل في العالم. وأن نبذل جهدنا وكل طاقاتنا لتطوير لغتنا العربية، مع الحفاظ على هويتنا الثقافية والنظر إلى مستقبل العربية الذي نراه مرهوناً بالوعي اللغوي وبأهمية إدراكنا انتماءنا للغتنا، كما يجب العمل على تقدمها والوصول بها إلى أن تكون اللغة الأولى في العالم، ولن يأتي ذلك إلا بتضافر الجهود العلمية والتربوية والإعلامية والإدارية، والفنية، وكل المباحث التي من شأنها أن تصل للمتلقي في أي مكان في العالم. فاللغة العربية من أقدم اللغات عمراًً، إن لم تكن أقدمها، وبالنسبة للعرب والمسلمين هي لغة الإعجاز القرآني، ولغة البيان النبوي، ولغة الضاد التي استوعبت شعرهم ونثرهم، وهي اللغة الوحيدة من اللغات السامية الست الأساسية في منظمة الأمم المتحدة التي تكتب من اليمين للشمال ومن الأعلى للأسفل. ولغتنا العربية تزخر بكثير من المميزات عن لغات العالم، فبإمكاننا كتابة جمل قصيرة أو خطب طويلة دون تنقيط، وبإمكاننا كتابة أبيات شعر نقرأها من اليمين للشمال والعكس، وبإمكاننا النحت والاشتقاق، وكثير من الطرائف الجميلة والغرائب الأجمل التي تقدمها لنا في قوالبها. وتأتي اللغة العربية حالياً في المرتبة الرابعة بعد الإنجليزية والفرنسية والإسبانية من حيث ترتيب اللغات في الكرة الأرضية، فهي من أكثر اللغات انتشاراً في العالم، ويتحدث بها ملايين البشر كلغة ثانية تختلف كثيراً عن اللهجات التي تتحدث بها الدول العربية في الأصل، ويعزز وجود اللغة العربية في الكرة الأرضية أنها لغة الدين الإسلامي الذي يدخله كل يوم أفواج من البشر في كل بلاد الدنيا، ألا تستحق لغة عظيمة نزل بها القرآن العظيم أن تكون الأولى عالمياً؟
- سما بيروتمشرفة
- الدولة :
عدد المساهمات : 737
نقاط : 185437
السٌّمعَة : 7
تاريخ التسجيل : 26/11/2013
بطاقة الشخصية
حقل النص:
رد: اليوم العالمي للغة العربية
.................إنها كَما الزهرْ : طيِّبُ الشَّذى , رائِـقُ الشَّهْدْ , مُتَبايِنُ الحُلَلْ .
تسلمي حلا على المشاركة الرائعة
ودي وتقديري
- هيامةمدير عام
- الاوسمة :
الدولة :
عدد المساهمات : 1921
نقاط : 244468
السٌّمعَة : 16
تاريخ التسجيل : 20/06/2013
بطاقة الشخصية
حقل النص:
رد: اليوم العالمي للغة العربية
وحرف الضاد أحد حروف الهجاء العربية وله منزلة فريدة بينها ولذلك اختاروه ليكون مميزا للعرب عن غيرهم في لغتهم وأطلقوا اسم الحرف على اللغة العربية ,فقالوا : لغة الضاد ولسان الضاد والناطقون بالضاد ومنذ الصغر ونحن نردد:
بلاد العرب أوطانـــــــــــــــــي من الشـــــــــــــــــام لبغدان
ومن نجد إلى يمـــــــــــــــــــن إلى مصـــــــــــــــر فتطوان
لسان الضاد يجمــــــــــــــــعنا بعدنان وقحطــــــــــــــــان
فلماذا خصوا هذا الحرف بهذه الميزة؟ ومتى كان ذلك؟ أما لماذا
خصوا حرف الضاد من بين الحروف , فذلك لأسباب أذكر منها
1-صعوبة نطق حرف الضاد لدى غير العرب بل وبعض القبائل العربية .
2-خلو اللغات غير العربية من صوت الضاد تماما
3-عجز الناطقين بغير العربية عن إيجاد الصوت البديل الذي يغني عن صوت الضاد في لغاتهم
ولكن هذا الاصطلاح لم يكن قديما قدم اللغة العربية ولم يكن معروفا في الجاهلية وصدر الإسلام بل والعصر الأموي ,لأن التنبه إلى قيمة الضاد في لغة العرب برز منذ تعرب العجم وعجز هذه الأفواج الجديدة والطارئة على اللغة العربية في نطق هذا الحرف مما جعل علماء اللغة العربية يولونه الاهتمام ويخصونه بالدراسة ولعل أقدم النصوص التي وصلتنا الحديث الذي روي عن الرسول صلى الله عليه وسلم (( أنا أفصح من نطق بالضاد , بيد أني من قريش )) وهذا الحديث من جهة المعنى صحيح لا شك فيه ولكن هذا الحديث أدرج ضمن الأحاديث الموضوعة ونحن لسنا بصدد دراسة سند ومتن الحديث لأننا لم نستشهد به على موضوع ديني يخص العقيدة وحتى لا يخص فضائل الأعمال.
أما ما نحن بصدد توضيحه فهو التأريخ لمصطلح لغة الضاد فكان في نهاية القرن الثاني وبداية القرن الثالث وقت تدوين وتقعيد اللغة .
وهذه الفترة الافتراضية هي الفترة التي برز فيها الخليل وسيبويه والأصمعي وغيرهم وهي الفترة التي بدأ علماء اللغة يتحدثون فيها عن حرف الضاد فهذا سيبويه (183هـ)يقول يعد حرف الضاد ضمن الأصوات غير المستحسنة ولا الكثيرة في لغة من ترتضى عربيته ولا تستحسن في قراءة القرآن ولا في الشعر) ذلك أن بعض العجم بل وبعض العرب يخلطون بين الظاء والضاد في النطق, وقال الأصمعي( 284هـ) ليس للروم ضاد.
وإزاء هذه الظاهرة (غياب الضاد وإبدال الظاء بالضاد ) ألف بعض اللغويين رسائل تميز بين الحرفين ومنها أرجوزة في التمييز بين الضاد والظاء لابن قتيبة( 276هـ) ورسالة (الفرق بين الضاد والظاء للصاحب بن عباد (385هـ) ومقامة الحريري المكونة من تسعة عشر بيتا جمع فيها قدرا كبيرا من الألفاظ الظائية ومنها قوله
أيها السائلي عن الظــــــاء والضا د لكيلا تُضلّه الألفـــــــــــاظ
إن حفظت الظاءات يغنيك فاسمعـ ها استمـاع امرئ له استيقاظ
هي ظميـــــــــــاء والمظالم والإظ لام والظلم واللحــــــــــــــاظ
ورغم بروز هذه الظاهرة( ظاهرة التأليف في الضاد ) وإظهار خصوصية اللغة العربية بها إلا أنها لم تجعل لغتنا تسمى لغة الضاد بعد وأغلب الظن أن أبيات المتنبي ( 303-354) التي يفخر فيها يقول:
لا بقومي شرفت بل شرفوا بي وبنفســــــي فخرت لا بجدودي
وبهم فخر كل من نطق الضـــا د وعوذ الجاني وغوث الطريد
كانت قد مهدت لهذا الاصطلاح فالمتنبي لا يريد بالضاد اللغة العربية وإنما أراد حرف الضاد بوصفه حرف الفصاحة وفخر كل عربي لأن الضاد كما يقول العكبري لم ينطق بها إلا العرب.
أما جعل الضاد مساوية للغة العربية فهذا في العصور اللاحقة عندما بدأت الحركات القومية تأخذ طريقها بين العرب فقد لقيت هذه الظاهرة عناية عند الأدباء في العصر الحديث ولا سيما قصيدة فخري البارودي التي بدأنا مقالتنا فيها.
شكراً حلا على الموضوع القيم، وتقبلي إضافتي.
- حلا لبنانمدير عام مساعد
- الاوسمة :
الدولة :
عدد المساهمات : 935
نقاط : 192359
السٌّمعَة : 7
تاريخ التسجيل : 15/11/2013
بطاقة الشخصية
حقل النص:
رد: اليوم العالمي للغة العربية
دمتم لنا