|
|
- إلياس المغتربنائب مؤسس الموقع
- رقم العضوية : 2
الدولة :
عدد المساهمات : 7389
نقاط : 431819
السٌّمعَة : 28
تاريخ التسجيل : 22/12/2012
السنة الأولى أصعب اختبار أمام الأزواج
يواجه الأزواج خلال عامهم الأول عديد المشاكل التي تخول لهم اكتشاف طباع بعضهم البعض وتمتن علاقتهم إذا تعاملا معها بحكمة، كما يمكن ان تلعب دورا عكسيا وتكون أكبر سبب للطلاق. القاهرة – كثيرة هي العقبات التي يواجهها الأزواج في حياتهما، بسبب طبيعة الحياة والشد والجذب، والتي يكون معظمها دافعا للطلاق، لاسيما أن 42 بالمئة من حالات الطلاق في مصر تحدث في السنة الأولى من الزواج، فهي حقا بمثابة اختبار حقيقي لكل من الزوج والزوجة، ففيها تسقط الأقنعة وتنكشف الحقائق كاملة. يقول د. أحمد هارون خبير العلاج النفسي والعلاقات الأسرية والزوجية بجامعة القاهرة حول أسباب المشاكل التي تنتج في هذه السنة وكيفية تفاديها "تتلخص أسباب المشاكل التي يمكن أن تنتج في هذه المرحلة في ثلاثة أسباب، الأول المشكلة الانفعالية، لذلك من المهم أن يتعلم كل طرف كيف يتعامل مع الآخر عندما يتعرض لموقف يتناقض مع الخلفية التي كونها عنه قبل الزواج". ويشرح "إذا كان الزوج مثلا يتعامل مع الأمور بعصبية، فمن الأفضل التعامل معه بعد أن يهدأ، أما النوع الثاني من المشكلات الاجتماعية فينتج لعدم قدرة الزوجين على تحمل مسؤوليتهما أو نتيجة تدخل الأهل أو لوجود فروق اجتماعية، كأن تكون الزوجة تحب الخروج والزوج يحب البيت أكثر، فهنا يجب على الزوج أن يخرج مع زوجته حتى ترضى هي بالجلوس معه في البيت، ويقدم كل منهما بعض التنازلات حتى يتوافقا". ويضيف "أما المشكلة الثالثة فهي مشكلة العاطفة، ففي فترة الخطوبة كان الخطيب يبدأ المكالمة مع خطيبته بكلمة أحبك وينهيها بعبارة سأفتقدك، لكن بعد الزواج نادرا ما يحدث مثل هذا الأمر لأنها أصبحت معه، فعلى الزوجين أن يلجآ إلى حيلة دفاعية اسمها الإعلاء من مشاعر الحب، فكل منهما يقدم للآخر أفضل ما لديه". وينصح د.هارون الزوج بأن يستبدل صيغة الأمر بالطلب، وتجنب توجيه النصائح أو النقد للزوجة بشكل دائم، وأن يتعامل معها من خلال المفاوضات، أما الزوجة فيدعوها إلى "ألا تكثر من شكواها للزوج لأنه بذلك يعتبرها مصدر الضغط الأول في حياته، وعليها دائما أن تكون متجددة سواء في شكلها أو في الأصناف التي تطبخها أو حتى في ديكور المنزل، وأخيرا عليها أن تتجنب مواجهة زوجها أمام الناس لأنه لن يستجيب لها". وفي الوقت الذي تحتاج فيه الزوجة إلى الكلمة الحلوة كي تشعر بالحب تجد الرجل مشغولا بعمله طوال اليوم، وعندما يعود من الشغل ينام.. فتكون الزوجة في واد والزوج في واد آخر، وفي النهاية يعاني كليهما من الخرس الزوجي، فكما يقول د. أحمد عبدالله – أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس – من "أكثر المشاكل التي يقع فيها المتزوجون هي فقدان القدرة على لغة التواصل والحوار". ومن أسباب الخرس الزوجي – كما يقول عبدالله – هو أن الزواج في مصر أصبح لا يتم بشكل إنساني طبيعي، بمعنى آخر ان الزوجين لا يتقابلان في حركة الحياة ومحيط العمل ويتعرفان على بعضهما، ومن ثم تنشأ العلاقات وتنمو فيما بينهما سواء في العمل أو الدراسة أو لهواية واهتمام مشترك، وجاءت تداعيات الثورة أخيرا لتضفي نوعا من الغمامة على هذه العلاقة. وذكرت دراسة حديثة عن أحوال الأسرة المصرية بعد ثورة يناير/كانون الثاني أعدها المركز القومي للبحوث الاجتماعية "إنه رغم وجود المشكلات المشار إليها فإن هناك مستجدات طرأت على أحوال الأسرة المصرية بسبب عدم استقرار الأوضاع السياسية والاقتصادية، وكان لها أثر كبير على وضعية الكثير من العائلات المصرية التي فقدت كثيرا من دخلها وتأثرت بذلك مستويات المعيشة". ففي قطاع السياحة هناك ما لا يقل عن مليوني شخص يعملون في هذه المهنة ومعظمهم تأثر بتوقف حركة السياحة ومن ثم أصبح الوارد أقل من الصادر مما انعكس أثره بالسلب على الاستقرار الاجتماعي والأسري، وهي أمور إن ساءت تهدد بانهيار السلام الاجتماعي في المجتمع أولا ثم تنتقل إلى الأسرة. ويقول د. حسين والي استشاري الطاقة الحيوية للصحة الجسدية والنفسية بالمركز القومي للبحوث "عندما يقدم كل من الشاب أو الفتاة على الزواج لابد أن يكون اختيارهما مبنيا علي خمسة جوانب رئيسية: الجسدي، العقلي، العاطفي، الروحي، الاجتماعي.. وإذا افترضنا أن مجموع هذه الجوانب يساوي مئة درجة فلابد أن يحصل كل جانب على 20 درجة، وما يتحكم في مسألة العلاقة الحميمة بين الزوج والزوجة الجانب الجسدي، والمقصود بالجانب الجسدي السمات الجسمية التي يحلم بها كل طرف في الآخر والتي تختلف من إنسان إلى آخر". وينصح الأزواج قبل ممارستهم للعلاقة الحميمة بقوله "من الجميل قبل إقامة العلاقة الحميمة أن تسبقها مشاعر رومانسية مثل التلميحات والإيماءات حتى لا تتم على أنها مجرد واجب أو أداء روتيني". ويرشد د.مجدي ناصر خبير الاستشارات التربوية والأسرية إلى بعض العيوب التي قد تصدر من أحد الطرفين وكيفية التعامل معها من قبل الشريك، فيقول ان "غيرة أحد الزوجين تتسبب في مشاكل كبيرة بينهما، وهذا الشخص الغيور يتطلع إلى علاقة زوجية حصرية، لكنه على استعداد لأن يمارس أي تلاعب". ويضيف"لذلك على شريك الحياة الذي يقع عليه هذا الضغط ألا يتصرف أي تصرف مريب أو لافت للنظر – ولو عن غير قصد – يثير غيرته ويدخل عليه الاحساس بعدم الوفاء له وننصحه بألا يدخل في معركة معه لأنه إن فعل ذلك قد يضاعف من عدائيته، لكن عليه أن يكتفي باختلاق مفاجآت سعيدة دون المبالغة فيها". ويوجه ناصر كلمة لكل الأزواج ويقول "انظر إلى عيوب شريكك ونقاط ضعفه ببساطة وتساهل فهي أشياء لا تنتقص من خصاله شيئا، من خصاله التي أعجبتك فيه أول مرة، واخترته من أجلها". "وكالة الصحافة العربية" |