|
|
- إلياس المغتربنائب مؤسس الموقع
- رقم العضوية : 2
الدولة :
عدد المساهمات : 7389
نقاط : 431819
السٌّمعَة : 28
تاريخ التسجيل : 22/12/2012
حب النظرة الأولى عفا عليه الزمن
آراء البشر تتراوح ما بين النفي والتأكيد على حقيقة الحب من النظرة الأولى فيما يؤكد علماء النفس ان ثمة جينات تدخل في اختيار الذكور والإناث لشريك الحياة. يمينة حمدي تونس – تغنى الشعراء العرب قديما بالحب من النظرة الأولى وكتبوا في أغراضه عديد القصائد والدواوين، معبرين عن ولههم بالحبيبة وتغزلهم بمفاتنها، وهذه الظاهرة اختلفت حولها التفسيرات النفسية والاجتماعية والعلمية رغم أن العديد من الفئات والشرائح الاجتماعية تعتبرها مجرد أسطورة تاريخية عفا عليها الزمن. تقول ندى الحامي "طالبة" إن "الحب من النظرة الاولى حقيقة لا يمكن تكذيبها ابدا"، وتضيف "لم أكن اؤمن بالحب بصفة عامة، وكثيراً ما أسخر من مشاعر بعض صديقاتي وخاصة اللاتي يؤكدن انهن وقعن في غرام بعض الشبان من اول نظرة، الى ان وقعت عيناي ذات يوم على أحد الشبان الذي كان يدرس بالمرحلة النهائية بالجامعة". وتوضح " كانت المرة الأولى التي انظر فيها الى عينه إلا أنني بمجرد نظرته لي أحسست بشيء يجذبني الى مواصلة النظر إليه، فوجدتني بعد يوم أتلهف للقائه وأتذرع بحجج واهية للتحدث إليه الى أن صارحني هو أيضا بمشاعره تجاهي وهكذا اصبحت بيننا قصة حب كبيرة أتمنى أن تكلل بالزواج". ولا تشاطرها صديقتها نورس الشابي الرأي، إذ تقول "تلك المشاعر التي تتحدث عنها صديقتي كنت احملها لحبيبي الأول، أحببته من أول نظرة ولم أكن أرى في الدنيا غيره، وابتعدنا عن بعضنا لاختلاف بين اسرتينا، صدمت وقتها كثيراً لأنه كان يعطي للمظاهر الاجتماعية اهتماما أكثر من حبنا، قررت الابتعاد عنه ولم أسمح لأي رجل آخر دخول حياتي، لكن مع مرور الوقت نسيته وشعرت أن ذلك كان مجرد وهم وليس حبا". ويقول رضا حامدي "استاذ جامعي" ان النظرة الأولى هي مجرد وسيلة أولية للتقارب بين الفتاة والشاب"، رافضا ان تكون هذه النوعية من المشاعر طريقا لبناء اسرة. ويؤكد أن الحب من النظرة الأولى غالبا ما يرتبط بالشباب المراهق وينتهي بمجرد بلوغ مرحلة النضج. ويرد على رأيه مروان بنور "طالب" قائلا "أنا أؤمن بالحب من النظرة الأولى، فنحن بشر وقلوبنا تخفق وتحب بمجرد ان تجذبنا نظرة حب صادقة وهذا الحب يمكن ان يصبح حقيقيا، فكثير من قصص الغرام والحب الحقيقي اعتمدت على النظرة الأولى". ويضيف "الحب هو الحب وإن اختلفت الوسائل والطرق في الشعور به، لكن الأشخاص هم الذين يصنفونه بين الصادق والكاذب، وبالنسبة لي اتمنى أن أقع في الحب من النظرة الأولى، وأرفض الزواج التقليدي الذي تغيب فيه المشاعر". ويقول علماء النفس ان الحب من أول نظرة هو إحساس سريع لدى البعض الذين ينجذبون لإحدى صفات بعض الاشخاص مثل مظهرهم أو ملامح وجوههم. ويشير الكاتب الأميركي أريك جودمان بعد إجراء بحدث ميداني على مجموعة كبيرة من الشباب من الجنسين في المدارس الثانوية وبداية المرحلة الجامعية في نيويورك إلى أن الانطباع القوي الناجم عن اللقاء الأول بين الفتاة والشاب والذي يطلق عليه الكثيرون اسم الحب من أول نظرة، يكون خداعاً في أغلب الأحوال. وأكدت الكاتبة الأميركية هيلين فيشر – من جامعة كولومبيا- في كتابها الذي يحمل عنوان "لماذا نقع في الحب" أن هذه الحالة التي نسميها الحب من أول نظرة، قد ورثناها عن الحيوانات، وتحديدا عن الثدييات، موضحة أن الإنسان ورث عن الحيوانات دوائر الدماغ الكهربائية المتعلقة بذلك الشعور الجارف والعفوي الذي تعارفنا على تسميته الحب من أول نظرة. وتشرح "اليوم، الأمور لم تتغير كثيراً، فاللقاء الأول لا يزال حاسماً جداً وبالغ الأهمية، فمعلومات قليلة جداً عن القادم الجديد، أو حتى من دون أي معلومات مسبقة، نشعر نحوه أو نحوها بالميل أو بالنفور". وقال علماء من الولايات المتحدة وأستراليا أن ثمة جينات تدخل في اختيار الذكور والإناث للطرف الآخر ونتائج هذا القرار وكذلك الأساليب التناسلية مستقبلا. وعلى صعيد آخر بينت دراسة أجراها فريق من علماء النفس البريطانيين شملت 3000 شخص ان الرجال يقعون في الحب من أول نظرة أكثر من النساء. وأجريت هذه الدراسة خصيصا لتستفيد منها الكاتبة البريطانية اليزابيث نوبل في كتابها الجديد الذي سيحمل عنوان "آه.. كيف كنا". ويحكي الكتاب قصة حب بين شخصين عرفا بعضهما البعض منذ نعومة أظفارهما والتقيا بعد فراق طويل وبعدما أصبحا من كبار السن . وتم استفتاء 3 آلاف شخص نصفهم من الرجال والنصف الآخر من النساء تتراوح أعمارهم بين16 و86 عاما. وتبين أن معظم الرجال يقعون في الحب من النظرة الاولى وفي أول لقاء، حيث أكد هذه الحقيقة واحد من كل خمسة رجال من الذين شاركوا في الاستفتاء. ووقع في الحب أكثر من نصف الرجال بعد حضورهم الموعد الأول، بينما ملك الحب قلوب ثلاثة أرباع منهم بعد ثلاثة لقاءات مع من يحبون. ومن الملفت للنظر أن واحدة فقط من كل عشر بريطانيات اعترفت بأنها وقعت في الحب من أول نظرة. وكانت معظم النساء في حاجة الى ما لا يقل عن ستة لقاءات لإدراك شعورهن حيال الطرف الآخر. وعلق عالم النفس البريطاني البروفسور ألكسندر غوردون على نتائج الاستفتاء، قائلا ان الرجال اكثر طيشا ولا يحتاجون سوى لنظرتين حميمتين للوقوع في شراك الحب. أما النساء فيحظين بطبع اكثر تعقيدا وهن ميالات إلى موازنة جميع الايجابيات والسلبيات قبل الاختيار". |