|
|
- إلياس المغتربنائب مؤسس الموقع
- رقم العضوية : 2
الدولة :
عدد المساهمات : 7389
نقاط : 431819
السٌّمعَة : 28
تاريخ التسجيل : 22/12/2012
"الكفاءة النقدية" سر نجاح العلاقات الأسرية
خبراء الأسرة يؤكدون ان اكثر من سبعين بالمئة من الأزواج يتشاجرون بسبب المال وان أغلب المعارك تدور حول الديون والأقساط والإنفاق على الحياة الزوجية والتسوق ومصروف الأطفال. لندن – قال عريس لعروسه قبيل زفافهما بفترة وجيزة "لدي اعتراف أود أن أقوله لك، إنني أكسب 2000 دولار فقط في الشهر، فهل تعتقدين أن بإمكانك العيش بهذا القدر؟ فردت العروس على هذه المزحة القديمة بقولها "بالطبع نعم إذا اقتضت الضرورة!!، ولكن على حساب من تريد أن تعيش؟". يكسب الرجال المال والنساء ينفقنه… يعد مثل هذا النموذج صحيحاً لقليل من الأزواج مقارنة بجيل واحد سابق ولكن هل تغيرت حقاً طريقة التعامل المادي بين المتزوجين؟ يعتقد الكثيرون أنها لم تتغير فعلاقتنا بالمال قديمة. وتشير معظم الدراسات التي أجراها خبراء المال في الآونة الأخيرة حول العلاقة بين المال والسعادة، إلى التأثير القوي الذي يلعبه المال في حياة الناس. ويؤكد باحثون من جامعة جلاسجوكاليدونيان أن القضايا المالية التي تختلف من التوفير خفية عن شريك الحياة، إلى الاستخدام المفرط للرصيد المشترك من قبل أحد الزوجين، تقف وراء أكثر الخلافات الزوجية. كما تؤكد دراسة نشرتها مجلة "المال الذكي" أن أكثر من 70 بالمئة من الأزواج يتشاجرون مرة واحدة أسبوعيا على الأقل بسبب الجدل حول المال، وتتفق العديد من الدراسات مع ما ذهبت إليه هذه الدراسة، حيث إن المال يعتبر من الأسباب المهمة لاندلاع المعارك الزوجية . وتدور المعارك المتعلقة بالمال حول الديون والأقساط والإنفاق على الحياة الزوجية والتسوق ومصروف الأطفال، ورغم أن الكثير من الأزواج يدمجون جميع أموالهم أو رواتبهم الشهرية في حسابات مشتركة، فإن هذا ليس دائما الخيار الأفضل للجميع، ويبدو أن ذلك سبب آخر لاندلاع المعارك الزوجية . وتقول روث هايدن مؤلفة كتاب "الأزواج والمال" ان الخيار الأفضل لتجنب المعارك الزوجية حوله هوالحفاظ على بعض المال في حساب شخصي مستقل بحيث يتمتع الزوجان بحكم ذاتي على بعضه، مع الاتفاق بين الزوجين على أن من حق كل طرف معرفة كيف يُنفق المال المشترك". ووفقا للبروفسور رولف هاوبل أخصائي علم النفس الاجتماعي في ألمانيا فإنه إذا ما تشاجر زوجان بسبب المال فإن ذلك يرجع بطريقة لا شعورية للاضطرابات المالية في خلفية الأسرة. فأسلوب التعامل مع المال يتم تعلمه في مراحل مبكرة ويبقى مستقرا بعد ذلك. ويقول هاوبل وهو يشغل منصب مدير معهد سيجموند فرويد في فرانكفورت "غالباً ما يتم التعبير عن المشاكل الكامنة في العلاقات الأسرية عبر المسائل المالية". وما يعنيه المال للرجل يختلف عما يعنيه للمرأة؛ فالرجال يربطون المال بالنجاح والقوة، بينما يعني المال للنساء الأمن والاستقلال. ويقول هاوبل إنه في مجتمع مثل مجتمعنا حيث يلعب المال دورا مهما، فإنه يصبح وسيلة "لبناء كل علاقاتنا في الخفاء". وهو يعتقد أن "الكفاءة النقدية" تعد واحدة من أهم التقنيات الثقافية؛ "يتعين علينا ان نتعلم في وقت مبكر ليس فقط ما ينبغي أن نفعله بالمال ولكن كذلك ماذا يمكن للمال أن يفعل بنا". وبالنسبة إلى يوخن كونتس، وهو مستشار علاقات أسرية، فإنه نادراً ما يقابل أزواجاً يتشاجرون بسبب المال. فقد قام بتدريب نحو 500 من الأزواج وساعدهم عبر المواقف الخاصة بالأزمات خلال خبرته العملية التي امتدت لأكثر من عشرين عاماً. وأكثر المشاكل شيوعا هي التي تتعلق بأمور التواصل والأمور الجنسية. ويقول المعالج إنه "خلال الزواج نادراً ما يكون المال هو المشكلة"، ولكن بعد الانفصال غالبا ما يظهر مشكل المال. ويستطرد "الذنب العاطفي يتم التعويض عنه بالمال". وله ملاحظة أخرى تؤكد أن "النساء يستخدمن نفوذهن مع الأطفال في حين يستخدم الرجال نفوذهم المالي". وإذا نظرت إلى دائرة أصدقائك ستجد نوعين من الأزواج، الأول يتبع شعار" لماذا لا نتشارك في أموالنا؟ نحن نتشارك في كل شيء آخر أيضا كالأطفال والمنزل والسرير بل والاسم فلماذا إذن لا نتشارك في الحساب المصرفي؟". أما النوع الآخر من الأزواج فلديه وجهة نظر مختلفة "لا يمكنني تصور أن أتخلى عن حسابي المصرفي، انه دليل حي على كوني مستقلاً". وقد يعرف كلا النوعين أزواجاً من أيام الطفولة حيث كان الزوج يدفع لزوجته علاوة شهرية لقاء قيامها بالأعمال المنزلية. ولا يوجد لدى البنوك اليوم سوى قدر قليل من المعلومات حول مسألة كيفية تعامل الأزواج في النواحي المالية. ويتفق الجميع على انها مسألة مثيرة للاهتمام ولكن لا أحد لديه الإجابة. ومع ذلك فإن هناك بعض النظريات. ويقول أحد الخبراء في استراتيجيات الحسابات المصرفية "إن الاحتمال الأقل هو قيام الأزواج الأصغر سنا بالمشاركة في الحسابات المصرفية مقارنة بآبائهم"، والسبب في ذلك يرجع إلى أن "السعي لتحقيق الذاتية والاستقلال المالي يؤدي إلى مزيد من الحسابات المصرفية الفردية". وعلى صعيد متصل كشفت دراسة سابقة أن حب المال قد لا يكون جيدا للحياة العاطفية لأن الماديين يعانون من زيجات غير سعيدة مقارنة بمن لا يهتمون كثيرا بالممتلكات. ونقل موقع "لايف ساينس" الأميركي عن باحثين في جامعة "بريغهام يونغ" أن الزيجات الأقل فرحا هي تلك التي يهتم فيها الزوجان كثيرا بالسلع المادية. وقال الباحث المسؤول عن الدراسة جاسون كارول "ظننا أن النمط المتعارض أوغير المتشابه سيكون الأكثر إثارة للمشاكل حيث يكون احد الزوجين مقتصدا والآخر مبذرا.. لكننا وجدنا في الدراسة أن الزيجات التي يكون فيها الزوجان ماديين كثيـــرا هـــي التــي تعانـــي من النزاعات أكثر من غيرها". وأثبتت دراسة قام بها علماء أنجليز أن كثيراً من أفراد المجتمع قد تغيرت نفسياتهم 180 درجة بعد حصولهم على ثَروات مفاجئة إما عن طريق ربح اليانصيب أو أنهم قد ورثوا أموالا لم يتوقعوها وأصبحوا أكثَر سعادة وإقبالاً على الحياة، وبشكل لم يتصوروه بعد أن كانوا مكتئِبين ولا يحسون بِطَعم ومُتعة في هذه الحياة، فيما يؤكد عديد الباحثين الآخرين أن المال ليس ذا أهمية كبيرة في ما يتعلق بمفهوم السعادة. وأن الأثر الفعلي للمال في السعادة، هو أقل مما يعتقد البعض عادة، وأن المال لا يشتري السعادة، حتى وإن اجتهد كثيرون في الحصول عليه. |