|
|
- إلياس المغتربنائب مؤسس الموقع
- رقم العضوية : 2
الدولة :
عدد المساهمات : 7389
نقاط : 431819
السٌّمعَة : 28
تاريخ التسجيل : 22/12/2012
السؤال عن عمر النساء "محظور" على الرجال
اخفاء النساء لعمرهن الحقيقي في معظم المجتمعات العربية ناتج عن عقدة نقص تعاني منها المرأة، وتتمحور حول حصر دور المرأة في الولادة والانجاب. القاهرة – تخفي معظم النساء عمرهن الحقيقي ونادرا ما نجد هناك امرأة تواجه الآخرين بعمرها الحقيقي. فما أسباب ذلك؟ وما الذي يجعل المرأة تميل غالبا إلى الكذب أو إلى إخفاء عمرها عن الآخرين؟ تقول خديجة حسن معبرة عن موقفها من إخفاء النساء لأعمارهن "إن زوجي يعلم أنني لا أقبل أن أكشف حقيقة عمري أمام أحد، وإن اضطررت إلى ذلك، فهو يعلم السن التي أحب الظهور بها، ومع ذلك عندما التقينا صدفة صديقة قديمة لنا وجلسنا جميعا تعمد أن يذكر عمري الحقيقي، وكم كان غضبي شديدًا لحظتها، إلا أنني أجلت الانفجار حتى عدنا إلى البيت". وأضافت "أود أن أوضح أن إخفاء عمري لا علاقة له بالخوف من زحف الزمن أو من الشيخوخة. كل ما في الأمر أني أنظر إلى هذه المسألة بأنها من أشكال التحايل على الواقع، للحفاظ على رونقي ونضارتي وجمالي أطول فترة ممكنة". وتؤكد هدى أن "السؤال عن العمر غير مستحب عند النساء عموما، وبالنسبة إلي لم أطلب من زوجي الكذب، وإنما فقط الصمت، تمامًا كما أفعل أنا، عندما يبادرني أحد بالسؤال عن عمري، فأتجاهل السؤال وأغير مجرى الحديث". وبررت هدى رفض زوجها إخفاء عمرها الحقيقي فقالت:"أظن أنني بإخفائي عمري، وحفاظي على مظهري الشاب، أبدو كابنته لا كزوجته، حيث كثيرًا ما نتعرض لمواقف من هذا النوع، ما يسبب له انزعاجًا لأكثر من سبب، فهو من جهة يشعر بالغيرة، وبأنه قد يفقدني، أو لعله يعتقد أنني قد أغير من معاملتي له، أو ربما يشعر بأن مواقف كهذه، تجعله يبدو أكبر من عمره الحقيقي، وهو ما يزعج كل الناس رجالًا ونساءً". وتقول نيفين الجندي "كأي امرأة، أحب أن أحافظ على جمالي وحسن مظهري، وبالتالي فمسألة العمر ثانوية، وليس من الضروري ذكرها، إضافة إلى أنه لا يحق لأحد معرفة عمر المرأة، أما بالنسبة إلى المعاملات الرسمية، فزوجي هو من يقوم بها عادة، وليست لديَّ مشكلة في ذكر عمري في هذه الحالة". ويؤكد زوجها محمود عبد العال على ذلك بقوله: "أتفهم سلوك زوجتي، الذي لا يشذ عن سلوك معظم النساء. فالمرأة دائمة الاهتمام بمظهرها، وهذا سلوك مقبول، طالما بقي في الإطار المنطقي والمعقول، أي لا مانع من إخفاء العمر الحقيقي أمام الصديقات أو المعارف، إلا أنه تبقى هناك مواقف، على الإنسان أن يكون صادقًا فيها، وأظن أن زوجتي تفهم هذا جيدا". وتحدثت رضوى حسن قائلة: "شخصيا أرى أن الموقف، هو الذي يوجهني إلى إظهار عمري أو إخفائه، لكنني في العموم أحرص على إخفاء عمري، أمام النساء أكثر من الرجال، لأنهن أكثر حسدًا"، وعلى أية حال، فإن العمر لا يقاس بالسنوات، وإنما بمدى إحساسنا به، أي أن من يملك روحًا شابة لا يشيخ أبدا". أما فاتن عبد الجليل فتقول "ان الفتاة كلما تقدمت في العمر، منحتها السنوات خبرات أهم، وتجارب أعمق، ما يزيدها نضوجا. ومع ذلك، لا أظن أني سوف أكشف عن عمري الحقيقي لأي كان وفي أي وقت إذا وصلت إلى سن الثلاثين، ولم أكن قد تزوجت بعد، فسوف أخفي عمري، ليس رغبة في إخفائه، بقدر ما هو فرصة لتقديم شخصيتي وفكري إلى الطرف الآخر قبل تقديم عمري، الذي قد يشكل عقبة أمام الارتباط، أو حتى التقاء الرجل المناسب". أما عن موقف الرجل من إخفاء المرأة لعمرها فيقول نزار "تظن المرأة أن سلوكها هذا، يحفظ لها مشاعر الإعجاب والقبول ممن حولها، من خلال البقاء صغيرة في أعين الجميع، وهذا مستحيل ومن هنا تحديدًا يظهر النقص في شخصيتها. وبالنسبة إليَّ، لا أستطيع إلا أن أنظر بازدراء إلى هؤلاء النساء، اللاتي يعكس سلوكهن سطحية وسذاجة في التفكير". واضاف "أنا مندهش من أن المرأة بإخفائها عمرها أو الكذب بشأنه، تستطيع أن تقنع الآخرين أو تخدعهم. ولا يمكن أن أسمح لزوجتي بأن تنتهج سلوكًا كهذا فأنا حريص على أن أشعرها دائمًا بحبي لها، واهتمامي بها، والأهم تقبلي لها بكل التغيرات الطبيعية التي تصاحب كل مرحلة عمرية، تمامًا كما تتقبلني هي، وذلك كي لا تشكل مسألة التقدم في السن أو الشيخوخة عقدة أو أزمة نفسية لدينا". ويقول أحمد محمد "إن المرأة التي ترفض الإقرار بعمرها، تعاني مشكلات نفسية، قد تصل إلى درجة المرض. وأن هذا السلوك يقتصر على المرأة فأنت تستطيع أن تسأل الرجل عن عمره، ولا حرج في هذه المسألة، أما في ما يتعلق بالمرأة، فيحظر الاقتراب من منطقة العمر بتاتا ولكن زوجتي لديها ثقة عالية بنفسها، وهي تهتم بنفسها بالحد المعقول، كما أنني لا أدخر وسعا في سبيل طمأنتها وتوفير الراحة النفسية لها، وذلك بتأكيد حبي وتقبلي لها دائمًا، ما يمنحها الإحساس بالثقة الدائمة بنفسها وبي وبعلاقتنا معًا. وهي تعلم جيدًا أن العمر لن يؤثر في متانة علاقتنا إلا في الاتجاه الإيجابي دائمًا". ويعتقد إبراهيم المنياوي أن هوية المجتمع، من حول المرأة هي التي تفرض عليها إخفاء عمرها أو إظهاره، حيث تجد أن السيدة التي يحيط بها مجتمع صغير، من الأصدقاء والمقربين لا تخفي عمرها. أما إذا كانت وسط مجتمع غريب، فقد تميل إلى إخفاء سنها أو الكذب بشأنه. ويرى كذلك أن "المرأة تخفي عمرها أمام الرجال أكثر من النساء؛ لأن الرجل هو محور اهتمامها الأول، وكلما بدت شابة، حظيت بإعجاب أكبر من قبله. أما حين تخفي المرأة عمرها أو تتحفظ بشأنه أمام النساء، فإن ذلك ينحصر غالبًا في إطار التفاخر أو التعالي". ويقول د.صابر عبد العظيم، استشاري الطب النفسي، "إن إخفاء المرأة عمرها، إنما محاولة لتجميل الذات، وهو ناتج عن عقدة نقص تعاني منها معظم النساء في المجتمعات العربية، وتتمحور حول الدور الذي تلعبه المرأة، أو الذي يجب أن تلعبه في حياتها ما يجعلها تشعر دائمًا بالضعف، فتحاول عبر شكلها الخارجي والحفاظ عليه، تعويض جانب القوة الذي تفتقده". ويضيف د. عبد العظيم، عاملا سيكولوجيًا آخر في هذا الجانب، مفاده أن قمة عطاء المرأة، من حيث الحمل والإنجاب تنحصر بين "20 و 45" سنة، وعند تخطي هذه المرحلة أو الاقتراب من تجاوزها، نجد أن اهتمام المرأة يتجه بالكامل، نحو مظهرها وكيفية الحفاظ عليه، لتظل شابة، أو على الأقل لتبدو كذلك، "ما قد يوحي باستمرارية العطاء حسب اعتقاد المجتمع واعتقادها هي. وهذا السلوك لا يقتصر على فئة معينة من المجتمع، بل يشمل النساء ربات البيوت والعاملات، المتعلمات والجاهلات، المثقفات والبسيطات". ويخلص د. عبد العظيم إلى أن المرأة لن تصل إلى مرحلة التقبل الكامل لشيخوختها، ما لم تشعر بالرضا عن ذاتها وعن كل ما أنجزته خلال حياتها، وما لم تدرك أن لكل مرحلة عمرية جمالها، خاصة حين تصبح جدة محاطة بعائلتها، التي تمنحها الإحساس بالأمان والفخر والنجاح. وفيما يتعلق بالخوف من الشيخوخة، يشير د. حمدان إلى أن أسباب هذا الخوف تختلف عند النساء، "فمنهن من يخفن على جمالهن في المقام الأول، وهؤلاء ممن تسيطر المادية على تفكيرهن، متجاهلات الجانب الروحي في الحياة، الذي يعد أكثر أهمية. وهناك من النساء ممن، بحكم تنشئتهن، تربين على أن يكن زوجات وأمهات، من دون منح "الإنسانة" أو الأنثى في داخلهن الحق في الحياة لنفسها والسعادة لذاتها. وهذا النوع من النساء يربط السعادة بالآخرين وليس بالذات، خاصة بالأولاد الذين يشكلون مصدر سعادتهن الأهم، إن لم يكن الوحيد". |