|
|
- إلياس المغتربنائب مؤسس الموقع
- رقم العضوية : 2
الدولة :
عدد المساهمات : 7389
نقاط : 431819
السٌّمعَة : 28
تاريخ التسجيل : 22/12/2012
مكاتب العمل تباعد النساء عن الرجال
والرجل في مكان العمل
وضع خطوط فاصلة في التعامل بين الزملاء يساعد على فتح مجالات وآفاق جديدة للنقاش ويقي من وقوع الخلافات واختراق الخصوصيات ويحقق للمؤسسة أعلى الايرادات. القاهرة – يمضي الرجال والنساء ساعات طويلة في أماكن العمل، قد تزيد عما يقضونه مع أسرهم وبين جدران منازلهم، وهذا الوقت الطويل الذي يمضونه مع بعضهم يفرض عليهم مجموعة من الضوابط التي قد يحترمها البعض ويخترقها البعض الآخر فتكون سببا في التأثير على صحتهم النفسية وبالتالي على مردودهم المهني. وفي هذا السياق يقول د. يوسف محمد أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية "ينبغي أولا أن يتم التفريق بين الصداقة والزمالة حيث أننا دائما ننصح بتقوية الأخيرة ولا ننصح بإقامة علاقات صداقة بين الجنسين لأنه يمكن أن تستغل بشكل سيء من الجانبين، لما تفرضه من مصارحة ومعرفة للكثير من الأسرار الشخصية والخاصة التي يفترض عدم البوح بها ". ويضيف "العلاقة بين الجنسين في حد ذاتها مفيدة جدا للطرفين إذا كانت قائمة على الاحترام ووضع خطوط فاصلة في التعامل بينهما فهي تساعد على فتح مجالات وآفاق جديدة للنقاش، وكذلك معرفة الطرف الآخر وكيفية تفكيره وآرائه، لكن المشكلة أنه بعد مرور الوقت تتحول تلك العلاقة إلى ارتباط أو حاجة فيصبح الطرفان مرتبطين ببعض خاصة أنهما يقضيان أوقاتا طويلة مع بعضهما البعض أكثر مما يقضيانه مع أسرتيهما، ويمكن أن يستغل أحد الطرفين ذلك في أفعال سيئة للضغط على الطرف الآخر للحصول على حقوق وتنازلات لا يستحقها". وينصح أستاذ علم الاجتماع بضرورة وضع ضوابط أخلاقية للتعامل مع الجنس الآخر لا يُسمح لأحد بتجاوزها مهما كانت الظروف وتتم مراجعتها أولا بأول مع عدم التطرق إلى الحديث عن أي مسائل متعلقة بالشؤون الخاصة أو الأسرية. بينما ترى د. سلوى أبو تيج، أستاذة علم الاجتماع بجامعة المنوفية، أن المجتمعات العربية ليست مؤهلة للاعتراف بوجود صداقة بين الجنسين، لأن المجتمع الشرقي لا يتقبل وجود صداقة بين الرجل والمرأة، ويرى أنها علاقة غير مشروعة وبداية لعلاقة عاطفية بين الطرفين. وتنصح أبو تيج المرأة التي ترتبط بصداقة بريئة قائمة على الأخوة والاحترام المتبادل بـ"أن تراعي الضوابط التي يضعها المجتمع فليس معنى الصداقة أن يطلب الصديق صديقته تليفونيا في وقت متأخر، أو يطلب منها مقابلتها في أي مكان حتى لو كان مكانا عاما، فيجب إذا لزم الأمر وأراد مقابلتها لشيء مهم أو طارئ أن تقابله ومعها زوجها حتى لا تعطي فرصة للقيل والقال؛ لأننا في مجتمع شرقي لا يسمح بذلك، وإذا سُمح به يكون في أضيق الحدود وزوجها معها". وتضيف "ويجب أن تراعي المرأة مشاعر زوجها حتى لو أعطاها إحساسا بأنه يقبل بالصداقة ومهما وثق بها وتركها تفعل ما تريد فلابد من احترامها لسمعته ومشاعره لأن الزواج مبني وقائم على الاحترام والود، لذلك يجب أن تحرص على التفاهم الشديد بينهما حتى لا تتخذ شخصا غيره صديقا". ويتفق مع رأيها د. حسين الخزاعي، الخبير في علم الاجتماع، ويؤكد ضرورة وضع قواعد وشروط أساسية للزمالة أو الصداقة في نطاق العمل بين الرجل والمرأة والالتزام بها شريطة أن تبنى هذه الزمالة أو علاقة العمل على النوايا الحسنة، مع الأخذ في الاعتبار ارتباط الأفراد بمجتمعهم وتقاليده وأعرافه. بينما يحذر سيد حسن، خبير الاتيكيت وآداب السلوك، من إظهار الرجل – أو المرأة – لخلافاته العائلية أمام زملاء العمل مما يؤدي إلي تدخل البعض بدافع الفضول، ويرى أنه لكسب احترام زملاء العمل لابد من عدم التطرق إلى المسائل الشخصية أمامهم والمحافظة على الأسرار الأسرية وعدم التحدّث عنها. ويؤكد على ضرورة أن يتعامل كلّ من الرجل والمرأة المتواجدين في مكان العمل كموظفين متساويين في المرتبة والمهام، ومن غير المقبول – طبقًا لقواعد الإتيكيت – مثلا أن يطلب الرجل من المرأة إعداد كوب شاي له فهي ليست زوجته، أو أن تطلب المرأة من الرجل أن يُحضر لها كرسيا، أو كمبيوترا بحجة أن بنيتها الجسدية ضعيفة. وأضاف أنه في حال حصل أحد الزملاء أو الزميلات على ترقية أو زواج، فلابد ألا نقدم هدية فردية وفي هذه الحالة من الأفضل تقديم الهدايا الجماعية التي يشترك بها جميع الموظفين داخل القطاع الذي يعمل به هذا الزميل، وكما هو الحال إذا حصل المدير على ترقية مّا يجب أن تكون هدية جماعية وعلينا أن نتجنب جميعًا الهدايا الفردية بمعنى ألا يتقدم أيّ شخص سواء كان رجلا أم امرأة بمفرده لإعطاء هدية لزميله أو لمديره لأن هذا يعد تملقا أو رشوة، فعلينا أن نتجنب الشبهات. وأكد على ضرورة مراعاة ألا تكون الهدايا من الأنواع التي تمس الجلد مثل القمصان أو العطور، لأن الهدايا التي "تمس الجلد" خاصة بالعلاقات العائلية. ويقول د. عارف الشيخ، الخبير التربوي "إن ما يحدث من تجاوز للحدود بين زملاء العمل يعد أمرا خارجا عن نطاق العمل، وتستطيع المرأة أن تؤدي وظيفتها من دون استخدام العبارات التي تفتح عليها باب الشر. وهذه ليست صداقة، فلا يوجد شيء اسمه صداقة بين رجل وامرأة. الزمالة في العمل موجودة، ولكن الصداقة بين الرجل والمرأة لا مجال لها في مجتمعاتنا الشرقية". ويرى د. عارف أنه يكفي المرأة أن المجتمع والشارع سمحا لها بالعمل والجلوس مع الرجل لكن الاختلاط غير مطلوب، ويؤدي إلى وقوع الخطأ. |