- إلياس المغتربنائب مؤسس الموقع
- رقم العضوية : 2
الدولة :
عدد المساهمات : 7389
نقاط : 432859
السٌّمعَة : 28
تاريخ التسجيل : 22/12/2012
سبب جديد للطلاق: البيت ليس مكتبا للعمل
العمل
مناقشة مشاكل العمل في البيت يمكن أن تُشعر الأزواج المجهدين بالارتياح إذا لم يبالغوا في الحديث عنها ولم يجعلوها مركز اهتمامهم اليومي. يتعرض بعض الموظفين عادة لمشاكل في عملهم نتيجة خلافاتهم مع أحد زملائهم في العمل أو حتى مع المدير ذاته وهو ما من شأنه أن يشعرهم بالإجهاد أوالتوتر الذي يظل يتملكهم حتى بعد مغادرتهم مكان العمل، ويخير العديد منهم الافصاح عما يخالجه من ضيق للشريك حتى يحط عنه وزر همومه ويرتاح نفسيا، ولكن الحديث عن هذه المشاكل يمكن أن يتسبب في نزاعات عائلية تقود أحيانا الى الطلاق. وتنصح عالمة النفس الألمانية جوليانا دريسباخ بضرورة عدم التحدث عن مشاكل العمل وأعبائه طوال الوقت بعد العودة إلى المنزل، موضحة انه من "الأفضل أن يتحدث الموظف عن مشاكل العمل لفترة قصيرة، كي يفرغ ما بداخله عن هذا الأمر، ثم يتوقف تماماً عن ذكرها مرة ثانية بقية الوقت الذي يقضيه في المنزل، وإلا فقد يستحضر بذلك جميع الأحداث والمعايشات السلبية التي تعرض لها خلال العمل، من خلال الحديث عنها مرة ثانية، مما يُثير غضبه". وأشارت إلى أن الامتناع تماماً عن الحديث عن مشاكل العمل في المنزل يُعد أمراً غير جيد أيضاً بالنسبة إلى الموظف، حيث يتطلب ذلك منه بذل مجهود كبير، كي يظهر أمام أفراد أسرته وكأنه في أفضل حال في عمله. وأكدت على أهمية الحديث مع شريك الحياة عمّا يواجه الموظف من مشاكل في العمل، لكن دون الاقتصار على هذا الموضوع فحسب، حيث ينبغي على الموظف أن يحرص على التنويع ومناقشة موضوعات أخرى مع شريك حياته إلى جانب مشاكل العمل، وذلك كي لا يستحضر معايشتها السلبية بشكل مكثف في المنزل. لكن دراسة أجريت في جامعة فلوريدا ركزت على دور الدعم بين الأزواج، في العائلات التي يعتبر الإجهاد اليومي فيها سمة الحياة بين الأزواج. وبعد مقابلة أكثر من 400 زوج وزوجة، توصل مؤلف الدراسة، وين هوتشوارتر، الى أن قلة دعم الازواج في حالة الإرهاق تعتبر السبب الأول للطلاق بالإضافة إلى خسارة الوظيفة. واعترف الأزواج، الذين حصلوا على مستويات عالية من الدعم في البيت، بأنهم لم يشعروا بالرضا الكامل عن زواجهم فقط بل كانوا أكثر قدرة على تحمل إجهاد العمل، وأقل شعورا بالتعب وأكثر تفاعلا مع نظرائهم. كما قالوا بأنهم نادرا ما شعروا بالتعب في نهاية اليوم، بل كانت لديهم قوة أكثر ورغبة في الإتصال بالاقارب والاصدقاء وقضاء وقت ممتع معهم، كما كانوا أقل انتقادا لأزواجهم وأطفالهم. ويرى الدكتور هوتشوارتر ان أهم شيء في البيئة الزوجية الصحية هو تعلم طريقة الحوار البناء مع الزوج وإيضاح أسباب المزاج السيء دون محاولة مقارنة حالتك بحالة الزوج أو الزوجة أو محاولة الظهور كالضحية أو المضحي الاكبر الأمر الذي يمكن أن يؤدي الى سوء فهم، واستياء، وفي حالات عديدة الى الطلاق. وفي الوقت نفسه، يجب أن يظهر الأزواج الدعم لبعضهم البعض في حالات الارهاق، ويسعوا إلى تقديم الدعم المعنوي وتقوية الروابط الأسرية بدلا من الهروب والابتعاد ومحاولة إلقاء التهم واللوم. وأشارت دراسة كندية إلى ارتفاع متوسط ضغط الدم لدى الأشخاص الذين يعملون في وظائف مليئة بالتوتر خلال عام إذا كانت علاقاتهم مع شركاء حياتهم سيئة وأنه على العكس فإن الاشخاص الذين يواجهون توترا في وظائفهم وعلاقاتهم الزوجية طيبة فإن ضغط دمهم يهبط بالقدر نفسه. وقال الطبيب شيلدون دبليو.توبي وزملاؤه من جامعة تورنتو بكندا في دورية "ارتفاع ضغط الدم" الأميركية ان "الاشخاص الذين يواجهون توترا كبيرا في وظائفهم ومستوى منخفضا من التلاحم الزوجي قد يستفيدون من قياس ضغط دمهم بصورة منتظمة." وأجرى توبي وفريقه هذه الدراسة لبحث ما إذا كان عامل الوظيفة ونوعية الزواج – وقد ثبت ان كلاهما يؤثر بشكل منفصل على الصحة – قد يتفاعلان للتأثير على ضغط الدم. وتابع الفريق 229 رجلا وامرأة لمدة عام وكانوا جميعا يعيشون مع قرين او شريك وغير مصابين بارتفاع في ضغط الدم مع بداية الدراسة. وركز توبي وفريقه على "التلاحم الزوجي" للزوجين او مدى دعم كل زوج للآخر. وارتدى المشاركون في الدراسة اجهزة لقياس ضغط دمهم طوال فترة يوم عمل نمطي في بداية الدراسة وارتدوها مرة أخرى بعد ذلك بعام. وزاد ضغط الدم الانقباضي أو الرقم الأعلى في قراءة ضغط الدم ثلاث نقاط لدى الاشخاص الذين تحدثوا عن ارتفاع مستوى التوتر في عملهم وانخفاض مستوى التلاحم الزوجي. وعلى الجانب الآخر انخفض ضغط الدم الانقباضي ثلاث نقاط لدى الاشخاص الذين يتمتعون بمستوى عال من التلاحم الزوجي ويواجهون توترا في عملهم. وعندما راجع الباحثون الرجال والنساء بشكل منفصل وجدوا ان العلاقة بين التوتر وضغط الدم والتلاحم الزوجي ظلت قوية بالنسبة للنساء ولكنها اختفت بالنسبة للرجال. وأشار الباحثون إلى ان تعرض الشخص للتوتر في العمل في الوقت الذي لا يكون له تأثير يذكر على مطالب العمل يمكن ان يزيد الالتهاب ومستويات هرمونات التوتر. وقالوا "ان الأثر الملطف لزيادة مستوى التلاحم الزوجي قد يخفض ضغط الدم لدى شخص مصاب وذلك من خلال وقف التأثير" المتعلق بزيادة التوتر في العمل. وعلى صعيد متصل كشفت دراسة سابقة أجريت بجامعة أوهايو أن الزواج له مزايا كبيرة، للذين يعانون من الاكتئاب بصورة مزمنة، وهو الاكتشاف الذي ادهش الفريق العلمي الذي قام بإجراء هذه الدراسة. وقالت أدريان فريتش طالبة الدكتوراه، بقسم علم الاجتماع، التي قامت بالدراسة بالاشتراك مع كريستي ويليامز الأستاذة المساعدة المتخصصة في علم الاجتماع "اكتشفنا عكس ما توقعنا." وقالت فريتش إنهما كانتا تتوقعان اكتشاف ان اكتئاب احد الزوجين يثقل كاهل الآخر بعبء كبير، لكن "مسألة أن تكون لك أهمية لدى شخص آخر، يمكن أن تخفف كثيرا من أعراض الاكتئاب." واستعانت الباحثتان بعينة شملت نحو 3066 شخصاً، حيث قامتا بقياس أعراض الاكتئاب، مثل عدم القدرة على النوم او الحزن المستمر عند الأشخاص أنفسهم، قبل وبعد زيجاتهم الأولى . واكتشفت الباحثتان ان الاشخاص المكتئبين شعروا بانخفاض في وتيرة حدوث هذه الأعراض. وقالت وليامز "ربما يكون الاشخاص المكتئبون في حاجة خاصة إلى الحميمية والتقارب العاطفي والدعم الاجتماعي، الذي يستطيع الزواج توفيره، وإذا بدأت بالشعور بالسعادة فلن يكون أمامك شوط طويل لتقطعه". |