|
|
- إلياس المغتربنائب مؤسس الموقع
- رقم العضوية : 2
الدولة :
عدد المساهمات : 7389
نقاط : 431819
السٌّمعَة : 28
تاريخ التسجيل : 22/12/2012
يهود تونس يردون على المزاعم الإسرائيلية
مواطنة
على خلفية "المزاعم" الإسرائيلية التي أبدت انشغالا بوضعية يهود تونس في ظلّ صعود الإسلاميين إلى الحكم في تونس، وهي مخاوفُ اعتبرها البعض مبالغا فيها بل تتخذُ شكلا توظيفيا جاء ردّ رئيس الجالية اليهودية في تونس مؤكدا على مواطنة يهود تونس وأنهم جزء من المجتمع التونسي يؤثر ويتأثر مع ما تعيشه البلاد. وبعد أن طلبت إسرائيل عبر وزارة خارجيتها من بعض الدول الأوروبية "التدخل" لحماية يهود تونس، جاء ردّ رئيس الطائفة اليهودية في تونس في تدخّل إذاعي مبددا المزاعم الإسرائيلية ومعيدا المسألة إلى سياقها الحقيقي. توضيح من يهود تونس نفى بيريز الطرابلسي رئيس الطائفة اليهودية التونسية وجود مخاطر تهدد أمن يهود تونس أو عيشهم. وأعرب عن استيائه مما وصفه بالدعوات الغربية التي تثير مخاوف وشكوكا حول أوضاع المواطنين اليهود في تونس قائلا إن اليهود التونسيين لن يغادروا وطنهم لأنهم لا يشعرون بالغربة إلا خارجه، واعتبر أن ما تم تداوله مؤخرا من تصريحات سواء كانت تطالب بحماية يهود تونس أو تتضمن دعوات إلى ترحيلهم تعد بعيدة عن الواقع والغاية منها إثارة البلبلة وفق قوله. يشارُ إلى أن وزارة الخارجية الإسرائيلية أرسلت إلى سفاراتها في خارج البلاد تدعوها إلى مطالبة المجتمع الدولي بأن يضغط على الحكم في تونس كي يوفر الحماية للجالية اليهودية الموجودة في تونس، وفي ذلك حماية ممتلكاتها وإرثها التاريخي. وجاءت هذه الأوامر نتيجة جو متنام من التحريض في تونس ضد اليهود وضد دولة إسرائيل، وخشية من سلامة أفراد الجالية اليهودية حسب الادعاءات الإسرائيلية. وأعدّ قسم مكافحة "معاداة السامية" في وزارة الخارجية الإسرائيلية، تقريرا عن أوضاع الجالية اليهودية في تونس، والتي تبقى منها نحو 2000 فرد، مفاده أن هذه الأقلية تعاني من مظاهر تحريض متنامية في المجتمع التونسي، مرفقة بتصريحات خطيرة من قبل رجال دين محليين. وجاء في التقرير أن 80 قبرا دُمروا ودُنّسوا خلال الشهر الماضي في المقابر اليهودية. وذكر التقرير أن رئيس الوزراء التونسي حمادي الجبالي قد أدان تدمير المقبرة في سوسة، وقال إن قوات الأمن تقوم بنشاطات تهدف إلى منع هجمات أخرى على مقابر اليهود. إسرائيل تتاجرُ بيهود تونس ولاحظ التقرير أن ثمة تصعيدا في التصريحات المعادية للسامية في الأوساط الدينية المحلية، وسُجل في التقرير أنه في زيارة رئيس حكومة حركة حماس إسماعيل هنية لتونس شهر نوفمبر "تشرين الثاني" العام المنصرم، سُمعت هتافات من الجمهور التونسي تنادي "اذبحوا اليهود" على الملأ. وذكر التقرير كذلك حادثة حرق معبد يهودي، ومظاهرة أمام كنيس مركزي في تونس العاصمة، وكذلك استعمال أعلام دولة إسرائيل كخرقة للتنظيف في مطار تونس قرطاج. وأظهر التقرير أن مظاهر التحريض وصلت إلى حد خطير، بحيث هاجم إمام محلي يدعى أحمد السهيلي اليهود، ونادى باستئصال أرحام النساء اليهوديات، ودعا الله بهلاك المجتمعات اليهودية. وأوعزت الخارجية الإسرائيلية إلى السفارات الإسرائيلية لدى الولايات المتحدة، وفرنسا، وبريطانيا، وألمانيا، وإيطاليا، بالتوجه إلى وزارات الخارجية في البلدان المذكورة، والمطالبة بنقل رسالة إسرائيل المتعلقة بحماية الجالية اليهودية إلى المسؤولين في تونس، وكذلك، مطالبة وزارات الخارجية الأجنبية بإدانة تدنيس المقابر اليهودية علنيا. وعممت الخارجية الإسرائيلية صورا وشرائط فيديو تظهر أعمال تدمير المقابر اليهودية وتدنيسها. وترجو إسرائيل أن يتواصل الاتحاد الأوروبي، وعلى وجه الخصوص وزيرة خارجيته كاترين أشتون، بصورة شخصية مع المسؤولين التونسيين، بهدف إقناعهم بلجم التحريض المتزايد ضد اليهود وضد دولة إسرائيل، وفي ذلك توفير الحماية الكاملة ليهود تونس. قضية مواطنة تفاعلا مع التوظيف الإسرائيلي نفت تونس رسميا تلك المزاعم ورفضت طلب إسرائيل من بعض الدول الغربية التدخل لحماية مواطنيها اليهود. حيث وصف مستشار وزير الشؤون الدينية صادق عرفاوي الحديث بشأن تدنيس مقابر ليهود بتونس وأعمال عنف ضد الأقلية اليهودية بأنه "معلومات مغلوطة تهدف إلى إحداث فرقعة إعلامية وإثارة الرأي العام الدولي لتشويه الثورة التونسية". ومن جهته رفض وزير الخارجية التونسي رفيق عبد السلام طلب إسرائيل من الولايات المتحدة وعدد من الدول الأوروبية التدخل لحماية يهود تونس، وأضاف الوزير التونسي أن اليهود التونسيين أمرهم يعني فقط الدولة التونسية. وأضاف أن يهود تونس متساوون في الحقوق والواجبات مع باقي المواطنين، مشيرا إلى أن بلاده تحترم حرية المعتقد ولا تميز بين اليهود والمسلمين، و"إن كانت هناك اعتداءات على اليهود فستقوم الدولة بأخذ التدابير والإجراءات اللازمة". يذكرُ أن تونس تضمّ حاليا نحو ألفي يهودي، يتركز أغلبهم بجزيرة جربة ومدينة جرجيس المجاورة لها، بينما كان عددهم يناهز مائة ألف في خمسينيات القرن الماضي، لكنه تضاءل بسبب هجرة عدد كبير منهم إلى أوروبا أو إسرائيل. الثابتُ أن وضع الجالية اليهودية في تونس قد يتأثر بتنامي الأفكار الدينية المتشددة، لكن ذلك لا يعني -ضرورة- إثارة الموضوع من قبل الخارجية الإسرائيلية ومن ورائها الكيان الصهيوني، لأن قضية يهود تونس هي قضية تونسية بحتة، وتحويلها إلى "مشغل إسرائيلي" يخرج القضية من سياقها الحقيقي ويتم توظفها خدمة للادعاءات الإسرائيلية العنصرية. |