- إلياس المغتربنائب مؤسس الموقع
- رقم العضوية : 2
الدولة :
عدد المساهمات : 7389
نقاط : 432739
السٌّمعَة : 28
تاريخ التسجيل : 22/12/2012
عبارات الانتقاد اللاذعة تؤثر سلباً على شريك الحياة الزوجية..!
على عقب
الحياة الزوجية لا تخلو من المشاكل، وعلى الزوجين أن يدركا أن الزواج ليس سعادة على طول الدوام، وعلى الزوجين أن يتحليا بالحكمة لمواجهة أية خلافات تعترض حياتهما وذلك بالحوار وحسن المعاملة، وتقبل الآخر واحتوائه في بعض المواقف. ويقول د. محمد محمود، أستاذ الطب النفسي جامعة الأزهر إن أي زواج لا يخلو حتما من بعض المشاكل، ولكن تراكمها يؤدي إلى انسداد أفق الحياة الزوجية، وينصح الزوجين بالحوار لحل أية مشكلة تعترض حياتهما، محذرا من عبارات الانتقاد اللاذعة فهي في الواقع تؤثر سلباً على شريك الحياة الزوجية، وخصوصاً إذا ترافقت مع أسلوب التعميم المقيت والتكرار الممل، كأن يقول أحد الزوجين للآخر"أنت دائماً تفعل كذا وكذا"، أو "أنت تنتقل من خطأ إلى آخر". وفي الواقع فإن هذا الأسلوب يدفع الطرفين إلى الدخول في دوامة من الانتقاد والانتقاد المضاد، فمن الطبيعي أن يهب الطرف الذي يتعرض للانتقاد إلى الدفاع عن نفسه، وخصوصاً إذا شعر بأن الملاحظات الموجهة إليه من الطرف الآخر تخلو من الرحمة. ويضيف "وبصراحة تامة يمكن القول إن الرجل في الغالب هو الطرف المتهم بتوجيه الانتقادات بمناسبة و بغير مناسبة لزوجته، وإن كانت المرأة غير بريئة تماماً في كل الأحوال". وينصح كلا من الزوجين بالحوار والتقدير وتجنب قدر الإمكان انتقاد الطرف الآخر، والبحث دائماً عن المزايا وليس العيوب، حتى تصل سفينة الحياة الزوجية إلى بر الأمان، وتتغلب على أمواج الحياة المتلاطمة. ويوضح د. مجدي راشد، مستشار العلاقات الأسرية والخبير الاجتماعي، أن المشاكل الزوجية هي مجموعة متناقضة أو غير منسجمة من الأفكار والتصرفات التي تثير أزمة بين الطرفين بشكل أو بآخر ويرجع ذلك إلى اختلافات طبيعية في شخصية الزوجين وطباعهما وميولهما، ما ينتج عنها اختلاف الرأي والسلوك، ومن خلال الاحصائيات الأسرية يمكننا التأكيد أن معظم الخلافات الزوجية الحادة تنحصر أسبابها في الإهمال وتدخل الأهل، والتي توازي نسبتها في إحداث التوترات الزوجية 30 بالمئة من مجمل الخلافات. ويشير الخبير الاجتماعي إلى أن هناك أسبابًا نفسية وشخصية تشمل عدم التقبل والمودة وضعف الحوار والعنف وعدم تحمل المسؤولية إلى غير ذلك من المشاكل التي قد تنشأ بين الزوجين، نتيجة عدم وجود رابطة الحب المتبادل بينهما وتمثل في الغالب 40 بالمئة من مجمل الخلافات التي تنشب بينهما. ويضيف "أما الأسباب المادية فتمثل أيضًا نسبة 40 بالمئة، ذلك أن أغلب الأسر من المستوى المتوسط، وتمثل القطاع الأوسع في المجتمع، وجراء ذلك تنشأ المشاكل التي تكون عادة المادة وعدم قدرة الزوج على تلبية احتياجات الأسرة في مقدمتها، بما يجعل الحياة الزوجية صعبة"، موضحا أن الحوار هو الحل الأنسب والأمثل لحل الخلافات الزوجية التي تطرأ على حياة الزوجين. من جهته يرى الخبير النفسي جمال يوسف، مدير مركز علاج الخلافات الزوجية، الذي يستقبل مركزه يوميًا عشرات الحالات لأزواج وزوجات يعانون الاكتئاب وعدم تقبل شريك الحياة بعد فترة قصيرة من الزواج، أن الزوجات يشتكين من أزواجهن بسبب تغير طباعهم بعد الزواج، أو بسبب تغير الحالة المادية التي تدفع الزوج إلى التخلي عن شريكة حياته بحثا عن أخرى تناسب وضعه المالي الجديد في بعض الحالات. ويحذر الخبير النفسي هؤلاء الأزواج من أن نكران جميل الزوجة الأولى التي شاركته الكفاح، وتربية الأبناء من أكثر الأسباب التي تؤدي بالزوجات إلى الإحباط والاكتئاب وطلب الطلاق، فالزوجة تشعر بانعدام قيمتها وأهميتها في حياة زوجها. وأكد أن من حق الزوجة على زوجها أن يشعرها بقيمتها وقدرها عنده خاصة مع مرور الزمن وكبر الأبناء، فهي تكون في ذلك الوقت أشد احتياجا لزوجها ولعطفه وحنانه، ومن خلال الحوار الهادئ العاطفي يستطيع الرجل أن يملك قلب زوجته وأن ينسيها جميع مشاكلها. ولفت نظر الأزواج إلى أن قلب المرأة مرتبط بأذنيها، فمن خلال الحوار الهادئ معها وعن مشاعرها وأحاسيسها يمكن كسب ودها وحبها. وأكد د. نبيل حافظ، أستاذ الصحة النفسية بجامعة عين شمس أن الحياة الزوجية لا تستقيم بدون حوار وتقدير متبادل بين الزوجين، وأن طرفي الحياة الزوجية يجب أن يعرفا قيمة الحوار والتقدير في الحياة الزوجية وفي الأسرة بأسرها. ويضيف أن عدم التقدير يصيب الزوجين بالاضطراب النفسي، وعدم الرغبة في استمرار الحياة المشتركة، ويجعلهما يؤديان واجباتهما بشكل روتيني دون حب أو استمتاع، كما أن عدم الحوار والتقدير يقتل الحب ويزعزع أركان الأسرة. |