|
|
- إلياس المغتربنائب مؤسس الموقع
- رقم العضوية : 2
الدولة :
عدد المساهمات : 7389
نقاط : 431819
السٌّمعَة : 28
تاريخ التسجيل : 22/12/2012
سوريا : الأسد يحول وجهة الصراع لتهميش المعارضة
لندن – اتهم بشار الأسد اسرائيل بمحاولة زعزعة استقرار سوريا، ولوح بـ"التصدي" لأي عدوان، وهي خطوة يقول مراقبون إنها محاولة لتغيير اتجاه الصراع، خاصة في ظل ضعف المعارضة ولهثها وراء التفاوض مع نظامه بعد أن كانت تشترط تنحيه قبل أي خطوة. ويأتي تصريح الأسد حول الغارة التي شنها الطيران الإسرائيلي الأربعاء بعد لقاء جمعه بسعيد جليلي الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني. يشار إلى أن إسرائيل قالت إنها هاجمت قافلة أسلحة سورية متطورة متجهة إلى حزب الله اللبناني المتحالف مع نظام الأسد. ويقول مراقبون إن الأسد يحاول استثمار الغارة الإسرائيلية في التسويق لكون نظامه نظاما "ممانعا ومقاوما"، وأن المعارضة تسعى لإسقاطه تنفيذا لأجندة غربية إسرائيلية ليس أكثر، وما وجود جليلي في دمشق إلا دليل على استمرار حلف "الممانعة" واستعداده للدفاع عن نظام الأسد ومنع سقوطه. لكن المراقبين لا يتوقعون نجاح الأسد في إحداث شرخ في المشهد الإقليمي والدولي المساند للمعارضة التي تبحث عن إقامة دولة يتم فيها التداول على السلطة وتضمن الحريات الخاصة والعامة، خاصة في ظل التقارير الميدانية التي تكشف دور القوات الحكومية السورية في المجازر التي تتم في غالبية المدن السورية. وحذّر هؤلاء من محاولة الأسد تحويل وجهة الصراع نحو إسرائيل ومحاولة اختلاق حالة من العداء معها، فقد يؤدي الأمر إلى حرب حقيقية مع إسرائيل توسع حالة الدمار بالبلاد. وفي سياق متصل، لوح وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك أمس بأن دعم الأسد قد يكلف ايران وحزب الله كثيرا، وأن بلاده قد توجه "ضربة كبرى" لهما. وأضاف في مؤتمر أمني انعقد بميونيخ "معقل الايرانيين في سوريا هو المعقل الوحيد لهم في العالم العربي" مضيفا "اعتقد انهم سيدفعون الثمن". ويلفت المحللون هنا إلى التسريبات حول تفكير إسرائيل في فرض منطقة عازلة بعمق يصل إلى 47 كيلومترا داخل سوريا لحماية أمنها مما تقول إنه خطر "المتمردين الأصوليين". وتقضي الخطة بتمركز كتيبتي مشاة وكتيبة دبابات داخل الأراضي السورية، بحسب صنداي تايمز. وذكرت صحيفة صنداي تايمز أن هذه المنطقة العازلة ستكون مثل نموذج المنطقة الأمنية اللبنانية، عندما كانت القوات الإسرائيلية تقوم بدوريات مشتركة مع مليشيا جيش جنوب لبنان داخل الأراضي اللبنانية في الفترة بين عامي 1985 و2000. ويقول محللون سياسيون إن الأسد يلعب بالنار، فالهروب إلى حرب جديدة لن يلغي الحرب القديمة، بل ربما يقود البلاد إلى المجهول. ولفت المحللون إلى أن الأسد يريد أن يزايد على المعارضة ويهمشها ويسوّق لكونها جزءا من مخطط دولي ضدها، خاصة ان هذه المعارضة اصبحت في وضع سيء بعد استحالة حصولها على أسلحة قادرة على تغيير ميزان القوى على الأرض. ويشير هؤلاء المحللون إلى الموقف الأميركي الرافض لإمداد المعارضة السورية بالأسلحة، وهو موقف استجابت له دول إقليمية كانت توفر السلاح، وتسهل تدفق الجهاديين على سوريا، فضلا عن رصد اعتمادات كبرى للمجموعات المقاتلة. وقال مسؤولون أميركيون إن البيت الأبيض رفض اقتراحاً من وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون ومدير وكالة الاستخبارات المركزية "سي أي إيه" السابق حينها الجنرال ديفيد بترايوس يتعلق بتسليح المعارضة في سوريا. ونقلت "نيويورك تايمز" أمس عن مسؤولين لم تسمهم أن الخطة تستند إلى تقييم المجموعات المقاتلة وتدريب المقاتلين الذين سيزودُون بالسلاح بمساعدة دول مجاورة. وعلى الرغم من أن الخطة كانت تحتوي على مخاطر إلا أنها كانت تتضمن القدرة على إيجاد حلفاء سوريين للولايات المتحدة تعمل معهم خلال الأزمة وبعد سقوط الأسد. ولفت المحللون إلى أن تصريحات معاذ الخطيب رئيس الائتلاف الوطني السوري، التي عرض فيها التفاوض مع النظام، جاءت عاكسة لحال الإرباك الذي وجدت المعارضة نفسها فيه بعد تخلي "الأصدقاء" عما قطعوه على أنفسهم من وعود بالدعم العسكري والمالي والدبلوماسي. وهناك توافق لدى غالبية المتابعين على أن روسيا نجحت في تغيير موازين القوى لفائدة الأسد بعد أن نجحت في إقناع واشنطن بخطورة المجموعات الجهادية في سوريا، ومن ثمة التسويق للحل السياسي. |