|
|
- إلياس المغتربنائب مؤسس الموقع
- رقم العضوية : 2
الدولة :
عدد المساهمات : 7389
نقاط : 431819
السٌّمعَة : 28
تاريخ التسجيل : 22/12/2012
سوريا : كيري يحسم أمر الأسد في الرياض
تجاه الملف السوري
قالت مصادر مطّلعة في الرياض إن زيارة وزير الخارجية الأميركي جون كيري قدمت صورة دقيقة عما تريده الإدارة الأميركية بخصوص المرحلة المقبلة في سوريا والعلاقة مع إيران. وأضافت المصادر أن كيري أبلغ نظراءه الخليجيين أن الوقت لم يعد يسمح بانتظار ما ستسفر عنه المعارك بين نظام الأسد وخصومه، وأن واشنطن حسمت أمر تنحي الأسد على أن يكون ذلك تتويجا لحوار مسؤول بين جهات معتدلة من المعارضة وأخرى من النظام لم تتورط في عمليات القتل والهدم التي جرت منذ عامين. وخطفت زيارة رئيس الدبلوماسية الأميركية للرياض والتقاؤه نظراءه الخليجيين الأنظار باعتبار أن محورها الرئيس تحديد موقف جماعي مما يجري في سوريا وتأثير ذلك على العلاقة مع إيران، بينما طغت على زيارته لمصر قبل يومين قضية الانتقال الديمقراطي ومعارك الاستقطاب بين الإخوان ومعارضيهم. اللقاء الخليجي الأميركي وضع محاذير رئيسية لعملية التغيير التي ستتم في سوريا، وأهم هذه المحاذير منع امتداد لهيب المعارك إلى دول الجوار "وخاصة لبنان"، بالإضافة إلى تسريع عمليات التفاوض بين الوفدين المعارض والحكومي لتقديم تطمينات لمختلف الأطراف السورية على طبيعة المرحلة الانتقالية. وكشفت المصادر ذاتها عن أن كيري ونظراءه الخليجيين دعوا إلى طمأنة الفئات والمجموعات الطائفية التي لم ترفع السلاح في وجه الأسد بأن وضعها سيكون عاديا ولن يتم استهدافها. وأكدت المصادر أن رسائل الطمأنة موجهة أساسا إلى الشخصيات العلوية التي لم تتورط في عمليات انتقام طائفي خلال معارك السنتين الماضيتين، أو التي اتخذت مسافة من نظام الأسد، فضلا عن المسيحيين الذين يتخوفون من أن يصعد إلى الحكم متشددون سنّة. كما شملت التطمينات منتسبي الجيش والقوى الأمنية والآلاف من منتسبي حزب البعث خوفا من تكرار تجربة العراق بعد 2003 حيث أدت تلك الخطوات إلى ضرب مؤسسة الدولة وفتحت البلاد أمام حكم الميليشيات الدينية والطائفية. وقالت المصادر إن هذه التطمينات هي جزء من ضمانات تقدمها المعارضة إلى أطراف من داخل النظام تريد أن تسحب الثقة من الأسد، وإلى روسيا التي تريد أن تعرف وضعها في ما بعد الاتفاقيات. وفي سياق متصل، توقعت المصادر أن تحتضن الرياض، التي ستكون راعي المرحلة الانتقالية في سوريا، لقاءات وحوارات بين شخصيات سورية معتدلة للاتفاق على خارطة طريق تفصيلية مستقبلية، على أن يتم استثناء دعاة الانتقام والاستئصال من حضور هذه اللقاءات. وشددت المصادر على أن الحضور إلى الرياض والإمضاء على التوافقات سيكونان مشروطين بموقف واضح من المجموعات الجهادية التي قويت بفعل تمويل وتسليح دول إقليمية أخرى كانت تبحث عن دور سياسي في المنطقة. وقال كيري خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره السعودي الأمير سعود الفيصل إن لدى "المعارضة المعتدلة القدرة على التأكد من أن الأسلحة تصل إليها وليس الى الأيدي الخطأ"، في إشارة إلى التخوفات من وصول الأسلحة إلى الجهاديين. يشار إلى أن الإدارة الأميركية تبنت خلال الأسابيع الأخيرة مبدأ الحل السياسي في سوريا، وعارضت الحسم العسكري الذي يزيد من تأثير المجموعات الجهادية مثل جبهة النصرة المدعومة قطريا على وجه الخصوص. ويقول مراقبون إن الخطة الأميركية الخليجية المشتركة تحتاج إلى توافقات أشمل خاصة بين الولايات المتحدة وروسيا التي ظهرت في الفترة الأخيرة الماسك الوحيد بمفاتيح الحل السوري. وأضاف المراقبون أن التوافق بين موسكو وواشنطن ممكن في ظل الاتفاق المشترك على دعم التفاوض بين نظام الأسد وخصومه، خاصة أن الكرملين لا يحرص على بقاء الأسد كشخص وإنما على نظام حليف يضمن مصالحه. لكن المراقبين لا يستبعدون ردة فعل على الأرض من إيران والمجموعات التابعة لها سواء في سوريا أم في دول الجوار في محاولة لمنع التضحية بالأسد. ووفق هؤلاء، فإن الرسائل الإيرانية بدأت تظهر من خلال تأكيد الحضور الفعلي لحزب الله اللبناني في المعارك إلى جانب القوات الحكومية، فضلا عن تصريحات حادة من رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ضد المعارضة السورية، وتلويحات من مجموعات طائفية مثل منظمة بدر بالالتحاق بالمعارك. ولا يستبعد المتابعون أن تفشل إيران في ربط المسار السوري "محاولة عرقلة انتقال هادئ" بقضاياها الخاصة سواء ما تعلق بالسلاح النووي والعقوبات، أم ما اتصل بعلاقاتها الباردة مع دول الجوار الخليجي. ويقول هؤلاء إن السوريين داخل المعارضة وصلب النظام يحتاجون إلى إشارات حوار جدية ليتمسكوا بها، وهو ما قد يحمله التوافق الأميركي الخليجي الذي حصل أمس. |